التخطي إلى المحتوى

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– بعد تشخيص إصابته بـ”كوفيد-19″ الشهر الماضي، تلقّى الرئيس الأمريكي جو بايدن أخيرًا نتيجة اختبار سلبية لفيروس كورونا، لكنه تلقّى نتيجة إيجابية مرّة أخرى بعد بضعة أيام.

وكان بايدن يتلقّى دواء “باكسلوفيد” المضاد للفيروسات، المتّصل بنتيجة اختبار إيجابية لفيروس كورونا لدى بعض المرضى حتى بعد استكمالهم للعلاج.

وتُعرف هذه الظاهرة بارتداد “باكسلوفيد”.

ما طبيعة هذا الارتداد تحديدًا؟ وما سببه؟ وما مدى شيوعه؟ وهل يعني احتمال المعاناة من أعراض كورونا مجددًا أنه لا ينبغي للأشخاص استهلاك العقار؟

تُجيب الدكتورة لينا وين، المحلّلة الطبية لدى CNN، وطبيبة طوارئ، وأستاذة زائرة للسياسة الصحية والإدارة بكلية معهد “ميلكن” للصحة العامة في جامعة “جورج واشنطن”، عن بعض الأسئلة المتعلّقة بهذا العقار.

السؤال: ما هو ارتداد “باكسلوفيد”؟ ولماذا يحدث؟

الدكتورة لينا وين: تحدث الظاهرة المعروفة باسم “ارتداد “باكسلوفيد” لدى تناول المصابين بـ”كوفيد -19″ حبوب “باكسلوفيد” المضادة للفيروسات، وبدء عملية الشفاء، وتحسّن الأعراض، وتلقّي نتائج اختبار سلبية.

وبعد أسبوعين من التشخيص الأولي عادةً، تتكرّر الأعراض لديهم، ويتلقون نتائج إيجابية لاختبار فيروس كورونا مرّة أخرى.

وسبب حدوث ما زال مجهولًا.

ووجدت دراسة صغيرة أجرتها جامعة كاليفورنيا في سان دييغو أنّ مردّ ذلك ليس أنّ “باكسلوفيد” غير فعّال ضد المتحوّرات.

وتُشير الفترة الزمنية الفاصلة لحدوث هذا الارتداد إلى أنه لا ينجم عن الإصابة بالعدوى مرّة أخرى.

وبدلاً من ذلك، يعتقد الكثير من العلماء، وأنا منهم، أن هذا يعود على الأرجح إلى عمل “باكسلوفيد” كما ينبغي، لكن ليس لفترة كافية.

ويعمل “باكسلوفيد” على إيقاف تكاثر الفيروس. ويؤخذ لمدّة خمس أيام حاليًا. وربما يعمل العقار لخمسة أيام، مع أن بعض الأشخاص لا يزالون يحتضنون الفيروس في أجسامهم بعد خمس أيام.

وعندما يتم إيقاف تعاطي “باكسلوفيد”، يبدأ الفيروس بالتكاثر مرّة أخرى.

وقد يكون من الضروري منح “باكسلوفيد” لفترة أطول من الوقت، أي ربما بين 7 و10 أيام بدلاً من خمسة أيام.

وهذا الأمر ما برح قيد الدرس.

السؤال: يبدو أن الكثير من الأشخاص يعانون من ارتداد “باكسلوفيد”، ضمنًا الرئيس بايدن، والدكتور أنتوني فاوتشي. ما مدى شيوع ذلك؟

الدكتورة لينا وين: وفق ما نسمع عنه، قد نصادف العديد من الأشخاص الذين اختبروا ذلك، لكن تُظهر الدراسات أنه غير شائع.

ووجدت الدراسات الأولية أن الارتداد حدث بين حوالي 2% من الحالات.

وبالمناسبة، اختبر من لم يتعالجوا بعقار “باكسلوفيد” فرصة الإصابة بالارتداد أيضًا.

وفي تلك الدراسة، ظهرت الأعراض مجددًا لدى مجموعة تلقى أعضاؤها الدواء الوهمي بنسبة 1.5% من الحالات.

وأُجريت هذه الدراسات في وقت كان فيه “دلتا” المتغيّر السائد، وقد تكون معدلات الارتداد أعلى خلال سيادة “أوميكرون”.

ووجدت دراسة كبيرة، شملت أكثر من 13 ألف مريض من قبل باحثون من المعاهد الوطنية للصحة، أن معدل الارتداد بلغ 6% تقريبًا.

ويُرجى الملاحظة أن هذه الدراسة موجودة عبر الإنترنت، ولكنها لم تخضع لمراجعة الأقران بعد.

وبالطبع، قد يكون المعدّل الفعلي أعلى لأن الأشخاص لا يخضعون للاختبار بشكلٍ روتيني بعد استخدام “باكسلوفيد”.

السؤال: هل يعني احتمال تكرار الأعراض أنه لا ينبغي على الأشخاص استخدامه؟

الدكتورة لينا وين: لا، أعتقد أنه يجب على الأشخاص النظر في إمكانية حدوث ارتداد “باكسلوفيد” كتأثير جانبي معروف للدواء.

ليس مستحسنًا أن تُصاب بذلك نظرًا للإنزعاج الناتج عن المعاناة من الأعراض، والاضطرار للخضوع للحجر مجددًا.

ومع ذلك فإن احتمال حدوث هذا التأثير الجانبي لا يُعد سببًا لتّجنب تناول دواء فعّال للغاية للحد من المرض الشديد.

السؤال: من هم المؤهلين لاستخدام “باكسلوفيد”؟ وهل من يفترض بهم تجنّب استخدامه؟

الدكتورة لينا وين: الأشخاص المؤهلون للحصول على “باكسلوفيد” هم أالفئة اللأكثر عرضة للإصابة بتداعيات خطيرة في حال أُصيبوا بـ”كوفيد-19″.

ولدى المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) قائمة بهذه الحالات.

وهي تشمل الشيخوخة، والمشاكل الطبية الكامنة المزمنة، مثل أمراض القلب، والرئة، والسكري، والسمنة.

والأشخاص الذين لم يتم تحصينهم أكثر عرضة للإصابة بفيروس “كوفيد-19” الشديد أيضًا.

وهناك بعض الحالات الطبية التي قد يعاني منها الأشخاص، والتي تستثنيهم من استخدام “باكسلوفيد”، أو تستوجب منحهم جرعة مختلفة.

وتتداخل بعض الأدوية أيضًا مع “باكسلوفيد”، وقد يكون من الضروري إيقافها لفترة قصيرة.

ولذلك من المهم التأكّد من الأمر مع طبيبك.

السؤال: ماذا الذي يجب القيام به في حال إصابة المرء بارتداد “باكسلوفيد”؟ وهل من الضروري استخدام الدواء مرّة أخرى؟ أو الخضوع للحجر الصحي؟

الدكتورة لينا وين: من غير المرجّح أن يتطوّر ارتداد “باكسلوفيد” إلى مرضٍ شديد، وفق ما توصّل إليه تقرير حديث لمراكز مكافحة الأمراض.

ولا يُنصح حاليًا بتناول “باكسلوفيد” أثناء حالات الارتداد، رغم أن هذه التوصية قد تتغيّر مع استمرار إجراء المزيد من الدراسات.

وتقول مراكز مكافحة الأمراض إنه ينبغي على الأفراد المصابين بالعدوى الارتدادية عزل أنفسهم لخمسة أيام أخرى.

وذلك لأن الفرد الذي تثبت إصابته مرّة أخرى عن طريق اختبارات المستضدات السريعة التي تُجرى في المنزل يتخلّص من الفيروس، ويمكنه أن يظل معديًا للآخرين.

Scan the code