عبد الله أبوضيف (القاهرة)
أعمدة ملونة وجدران ذات تدرجات طبيعية بديعة تبهر الزوار على عمق 50 متراً في كهف الجارة بصحراء مصر الغربية، والذي يُعتبر أحد أجمل الكهوف في أفريقيا.
الرياح والأمطار
يقع الكهف في منطقة صحراء الفرافرة، وهي من أكثر المناطق ثراء بالمعالم الطبيعية، حيث أسهمت الرياح والأمطار والرمال عبر ملايين السنين في تكوّن مجموعة كهوف وجبال ومغارات تجذب عشاق السياحة الطبيعية. ويحتوي الكهف على رسوم تعود إلى العصر الهولوسيني، حيث ترك القدماء ملامح عن أنشطتهم اليومية، مثل الصيد وطرق المعيشة.
وخلال السنوات الماضية أعاد فنان مصري جدران الكهف إلى طبيعتها، بعدما تعرضت لعمليات تشويه من دون أن يتسبب في أي تغيير بأشكال الترسبات الطبيعية.
وكان المستكشف الألمانى جيرهارد رولفز، أول من وثَّق وجود كهف الجارة عام 1873، وبعدها بـ7 سنوات أجرى خبراء جيولوجيا مسحاً أثرياً كاملاً لاكتشاف أسرار الكهف.
ترسبات المياه
يقول الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة: إن الكهوف تتكوَّن بفعل ترسبات المياه الجوفية في فراغات القشرة الأرضية. أما الترسبات الداخلية الملونة، والتي تسمى بالصواعد والهوابط، فتحدث بسبب تساقط المياه المحمَّلة بمادة كربونات الكالسيوم. ويذكر أن الأعمدة الملونة داخل الكهوف تتشكل من قطرات المياه المتجمدة، سواء المعلقة في السقف أو المتكوِّنة على الأرض بشكل عمودي، موضحاً أنها تستمد ألوانها من بقايا الصخور المفتتة التي تحملها تلك القطرات.
ويرى أستاذ الجيولوجيا أن الكهوف الطبيعية بمثابة كنز لأي دولة لأنها تحف تحتاج إلى ملايين السنين حتى تتكوَّن بذلك الشكل البديع. وطالب بمزيد من التوعية حول سياحة الكهوف الطبيعية، إذ إن زيارتها تحتاج إلى خريطة دخول وخروج حتى لا يضيع الزائر بداخلها.
ومن الكهوف الطبيعية التي تقترب من جمال كهف الجارة، كهف هرقل في المغرب، وكهف ويند الأميركي الذي يصدر أصواتاً مميزة بفعل مرور الرياح عبر ترسباته.