روما (أ ف ب)
من دون أي ضجة إعلامية، أو حتى استقبالات ضخمة، وصل الجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا إلى نابولي الإيطالي بحثاً عن تحدٍ جديد.
بصفقة لم تكلّف النادي الجنوبي أكثر من 10 ملايين يورو، وهو جزء ضئيل من رواتب الأسماء الكبيرة الرنانة مع احتساب عقود الرعاية، حلّ الجورجي «21 عاماً» في نابولي الباحث عن تعويض رحيل لورنتسو إنسينيي إلى الدوري الأميركي للدفاع عن ألوان تورونتو أف سي.
ولم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن يخطف «كفارا» الأضواء بهذا الشكل في مستهل مغامرته الإيطالية، وأن يصبح بعد مباراتين أكثر اللاعبين شعبية في مدينة جعلت من الأرجنتيني الأسطوري الراحل دييجو مارادونا معبودها على مر الزمن.
وبعدما سجل هدفاً ومرر كرة حاسمة في ظهوره الأول في الدوري الإيطالي ضد هيلاس فيرونا «5-2»، بات «كفارا» رابع لاعب فقط في نابولي منذ 2010، يسجل في أول مباراتين له مع الفريق الجنوبي بعد الأوروجوياني إدينسون كافاني (2010) والإسباني خوسيه كايخون (2013) ولورنتسو تونيلي (2017)، وذلك بتسجيله ثنائية في الفوز على الوافد الجديد مونتسا 4-صفر في أول ظهور له على ملعب «دييجو أرماندو مارادونا».
علق الجناح الدولي الذي سجل 8 أهداف في 17 مباراة خاضها حتى الآن مع المنتخب الوطني، على أيامه الأولى في نابولي قائلاً «عندما وصلت إلى هنا قالوا لي أن المدينة جميلة. في الواقع، لم أر سابقاً مدينة بهذا الجمال، وهم يقولون لي إن المشجعين رائعون جداً أيضاً».
برقمه الـ77 الذي اختاره تيمناً بمثاله الأعلى النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، أشهر من ارتدى الرقم 7 في تاريخ اللعبة، ظهر الجورجي كجناح عصري وفرض نفسه كأحد أكبر النجوم المحتملين لهذا الموسم، ليس فقط في الدوري الإيطالي بل في دوري أبطال أوروبا الذي يشارك فيه فريقه الجديد.
ورغم الأداء الخارق الذي قدمه في مباراتيه الأوليين، بدا أن المدرب لوتشانو سباليتي شاهد بلاعبه الجديد أكثر بكثير مما رآه في الملعب، قائلاً بعد المباراة الأولى: «يمكنه أن يفعل أفضل بكثير مما فعله ضد فيرونا، لقد عانى قليلاً من التعامل مع اللاعب الذي يدافع عليه وشخص مثله يجب أن يكون أفضل في المواجهات الفردية».
وتابع «عانى من بعض التوتر، إنه توتر المباراة الأولى بقميص نابولي. لقد أظهر في بعض الأحيان قدرته على التعامل مع مواقف معينة».
لكنه عاد وأشاد بلاعبه الجديد، قائلاً: «إنه لاعب متكامل، يتمتع بقدر هام من الفنيات، قدم أداء جيداً وسجل هدفاً جميلاً وهذا (الكرات الرأسية) ليس من نقاط قوته».
وبعد تألقه أيضاً في المباراة الثانية التي وضعت نابولي في صدارة الترتيب بفارق الأهداف أمام إنتر وروما، كان سباليتي أكثر ثناءً بحق الجورجي، قائلاً: «إنه لاعب يتمتع بصفات ممتازة. محترف رائع وفتى جيد. إنه يسدد بيمينه ويساره لكن لا يزال يتعين عليه التحسن، لا يزال متوتراً جداً والمهمة الجديدة (مع فريق جديد) تثقل كاهله».
وأوضح «يعرف أن عليه إرضاء الجمهور المتطلب، لذلك يشعر بهذه المسؤولية كثيراً، لكني آمل أن يجد راحة البال في أسرع وقت ممكن».
من المؤكد أن «كفارا» الذي سجل 8 أهداف في 11 مباراة خاضها مع دينامو باتومي بعد فسخ عقده مع روبن قازان، حيث لعب منذ 2019، لم يكن يحلم ببداية أفضل في إيطاليا.
بالنسبة لصحيفة «جازيتا ديلو سبورت»، فقد رأت بالدولي الجورجي «ولادة نجم» في «سيري أ»، مكيلة المديح لابن تبليسي لدرجة أنها قررت أن تطلق عليه لقب «كفارادونا»، تيمناً بأسطورة النادي مارادونا الذي منح نابولي لقبيه الوحيدين في الدوري عامي 1989 و1990.
وتصدر الجورجي حتى الصفحة الأولى لصحيفة «كورييري ديلو سبورت» التي عنونت «النجم كفارا»، متحدثة عن وصول لاعب استعراضي لفريق بات أقوى وأكثر كمالاً.
ويبقى على الجورجي أن يواصل على المنوال ذاته من أجل إعادة الأمل لمشجعي النادي بالمنافسة الجدية على لقب الدوري بمساعدة ومساهمة النيجيري فيكتور أوسيمهن الذي سجل بدوره هدفين في المباراتين الأوليين، لاسيما بعدما خسر النادي جهود ثلاث ركائز رئيسية برحيل القائد والهداف التاريخي البلجيكي دريس مرتنس (غلطة سراي التركي) وإنسينيي والسنغالي خاليدو كوليبالي (تشيلسي الإنجليزي).