هل يسبب التوقف عن تناول السكر أعراض انسحاب؟
مَن نشر الوباء ومَن المسؤول؟ مَن يتحمل نتيجة الوضع الصحي الكارثي الذي نتقدم اليه بخطوات مخيفة مع توسع دائرة انتشار الكوليرا؟.. كثيرة هي الأسئلة المشروعة والمرتبطة ايضا بضعف الرقابة والسلوكيات غير المسؤولية والاستهتار البيئي. ولكن، اليوم وبما انّ الكارثة وقعت فلا بدّ من المعالجة بالفحص والعزل والتتبع لكل مصدر من المصادر التي قد تؤدي الى حدوث الإصابات منعاً لمزيد من التوسع في بقعة الانتشار.
صائد المسيرات.. هل ينجح نظام “هوك” في حماية سماء أوكرانيا؟
«الدولي لطب العائلة بدبي» يناقش قضايا الصحة النفسية والرعاية الأولية
في أحد تصريحاته قال وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال فراس الأبيض إنّه من الطبيعي أن يتزايد عدد الحالات في المناطق بمرور الوقت لتصل إلى مرحلة معينة تنخفض بعدها، وهنا تظهر جلياً أهمية الوقاية للحدّ من الانتشار، وتخفيض عدد الإصابات بطبيعة الحال. وبما انّ الكوليرا ليست على غرار الكورونا، أي أنها لا تنتقل بالتنفس، بل عن طريق الاحتكاك المباشر مع المصاب، فانّ جملة من الإجراءات الوقائية يمكن اتباعها بشكل شخصي لتفادي حصول الإصابات، حيث انّه يتوجب اليوم استخدام كل السبل المتوفرة امامنا للوقاية كي لا يتكرر سيناريو كورونا المرعب.
فأي إجراءات يمكن اتخاذها في منازلكم امام هذه الفوضى الحاصلة خصوصا على مستوى مياه الصرف الصحي والنتائج التي أظهرت وجود الكوليرا في مياه الاستخدام ومياه الشرب في بعض المناطق؟
الكلور والمناعة
عليكم بـ”الكلور”، تبقى النصيحة الأساسية للوقاية، الى جانب مجموعة من الإجراءات الواجب اتباعها على المستوى الفردي، كما يؤكد الدكتور نضال المولى الاخصائي في امراض الضغط والكلى في حديث مع “لبنان 24”. وبحسب المولى فإنّه سبق وحذرنا من تفشي الكوليرا، “ولكن الاستهتار المقصود وغير المقصود أوصلنا الى هذه الحالة، وحصل ما كان متوقعا. وكان لنا حديث سابق مع موقع “لبنان 24 “في بداية العام أشرنا الى حالات الصفيرة وتحدثنا عن المياه الملوثة والخضروات المجرثمة، كما تطرقنا الى ازياد اعداد الإصابة بالسرطان، وكل ذلك يمكن ربطه بالتلوث بكافة اشكاله، وضعف المناعة”.
صحيا، وبحسب المولى فإنّ النظام الغذائي المتبع وايضاً الإصابات بكورونا واللحوم والدجاج غير المستوفاة معايير السلامة والخضروات والفواكه التي تشبعت بالمياه الملوثة، “كل ذلك أدى الى ضعف مناعة جسم الانسان، يُضاف اليها ضعف البنية التحتية وخصوصاً على مستوى توقف تكرير مياه الشرب بسبب عدم تشغيل محطات التكرير لانقطاع الكهرباء المستمر.. كل هذه العوامل شكلت بيئة حاضنة للكوليرا”. ويتابع بما يختص بالمخيمات، مشيراً الى انّها لا تحتوي فقط على الكوليرا، بل “ابحثوا في المخيمات وستجدون الامراض النسائية وامراض الجهاز الهضمي والامراض المعدية، وايضاً تم رصد عدد كبير من حالات الجرب والقمل”.
الوقاية أولا
فكيف يمكن الوقاية؟. يشير المولى بداية الى انّ كل الوزارات المعنية لوحدها غير قادرة على العلاج في حال أصبح هناك تفشيا خارج عن المألوف للكوليرا، “فهذا يحتاج الى متابعة اممية من الجمعيات المعنية والجهات المانحة لإرسال طواقم طبية للمعالجة والمتابعة والدخول الى المخيمات والمساحات المنعزلة منها. ولا يتوقف الامر عند هذا، بل أصبحنا اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى الى كوادر علمية وابحاث كبيرة وخبراء يعملون على تنظيف الآبار والانهار، والا سننتهي من الكوليرا ونصدم بأمراض تناقلية معدية جديدة”.
وعن العلاجات والأساليب الوقائية في المنازل، يقول المولى: “نعم الكلور مهم، نقطتان من الكلور -هذه المادة متوفرة في الاسواق- لكل ليتر مياه، بعد تنظيف الخزانات وتعقيمها، وكذلك يمكن تعقيم الخضار والفواكه عبر نقعها بالكلور لمدة نصف ساعة. ثانياً، يُستحسن في هذه الفترة التقليل من الحشائش والخضروات، وخصوصاً انها ناقلة للبكتيريا وتحديدا الخس ومشتقاته، ومن الصعب جدا ان يتم التخلص من البكتيريا الموجودة فيها عن طريق الغسيل لو حتى استخدمنا الكلور”.
وينصح المولى بالتقليل من المأكولات الجاهزة والتوقف عن الاكل من الأسواق الشعبية في بعض الشوارع، و”الاعتماد على المأكولات التي تُغلى مثل البطاطا والحبوب. وكذلك الاكثار من الحوامض والثوم والخل في الطعام المطهو في المنزل. كما أنصح بغسل الخضروات بالخل وله فعالية كبيرة. واخيراً وليس اخراً، من المهم جدا ان لا يُصار الى طبخ اللحوم والدجاج فوراً من الثلاجة، بل يُستحسن دعكها بالخل اولاً ومن ثم القيام بطهوها، لتفادي بكتيريا التبريد”.
إجراءات رسمية
ويتابع المولى: “كما كنا نقول في موضوع الكورونا، تجنبوا الاختلاط الاجتماعي ما استطعتم الى ذلك. لا نقول للناس اهلعوا بل انّ الحذر واجب، ومن شعر بأي عوارض فليتجه الى المستشفى فورا”.
وكانت وزارة الصحة العامة أعلنت قبل أيام انها تغطي نفقات مرضى الكوليرا على حسابها.
وأكد وزير الصحة بعد اجتماع ترأسه قبل أيام الرئيس نجيب ميقاتي للجنة الوزارية الخاصة بانتشار الأوبئة، أنّه تم التعميم على كل البلديات بضرورة اجراء الفحوص الروتينية للمياه التي توزع عبر الصهاريج ومحلات توزيع المياه، وضرورة تعقيم هذه المياه بالكلورين، بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني والجمعيات الأهلية المدعومة. من جهته قال وزير الطاقة وليد فياض خلال الاجتماع إنّه تم اصدار توصية من وزارة لطاقة لرئاسة مجلس الوزراء لاتخاذ قرار استثنائي بإعطاء الأولوية لكل ما يعنى بالطاقة للأصول الرئيسية الحيوية للمياه وضخها ومعالجة الصرف الصحي، بما يسمح أن نضمن وصول الكهرباء لهذه الاصول للحد من أي خطر مستقبلي لانتشار الوباء.