دبي (وام)
تبدو مع غروب شمس كل يوم، كسفينة شراعية خرجت لتوها من أعماق البحر، نابضة بالحركة تُقام على متنها أبهى العروض الاستعراضية وفي فضائها حلقت أشهر الأصوات. إنها «دبي أوبرا» التي تضيئها ثريا ضخمة ذات أضواء متوهجة تضم نحو 3300 من الكريستال المعلق في بهوها، مع خلفية مهيبة لنافورة دبي، في ظلال برج خليفة أعلى مبنى في العالم، في مشهدية أنيقة مر على تأسيسها ست سنوات كاملة، غدت خلالها قبلة لعشاق الثقافة والكلاسيكية.
وكشف مسؤولون في «دبي أوبرا»، عن تزامن أغسطس الجاري بمرور ست سنوات على افتتاح الأوبرا في 31 أغسطس 2016، فضلاً عن الاحتفال باستقبال مليون زائر استمتعوا بـ 1200 من العروض المختلفة من المسرحيات الموسيقية العالمية مثل: Marry Poppins وLe Miserable وPhantom of The Opera وMamma Mia وChicago، فضلاً عن أشهر مطربي الأوبرا في العالم: بلاسيدو دومينغو، وأندريا بوتشيلي، وآنا نيتريبكو، خلال تلك الفترة التي شهدت إنتاج واستضافة أجمل تجارب الفنون المسرحية والموسيقية وأكثرها أصالة وتشويقاً.
وصمم مبنى «دبي أوبرا» على يد المعماري الدنماركي يانوس روستوك، المستوحى من سفينة البوم التراثية، والمراكب الشراعية القديمة، التي تمزج بين الأصالة والحداثة بشكل يرمز إلى ارتباط دولة الإمارات بالواجهة البحرية، وهو يعد تحفة من التصميم المعاصر وإشادة بتاريخ دبي البحري، عبر الديكور الخشبي الأنيق مع الزجاج واللؤلؤ. ووراء كواليس مسرحه الضخم أكثر من 20 غرفة للملابس، يستخدمها العارضون قبل أن يظهروا للجمهور، ويقدموا قصة «روميو وجوليت»، وأوبرا «لا ترافياتا» التحفة الإيطالية، وأداء العالمي إنريكو ماسياس وفرقته، أو حتى الاستمتاع بكلاسيكيات الجاز في أي من الطوابق الثلاثة للأوبرا. وتتمتع «دبي أوبرا» بالقدرة على تحويل مسرحها المقوّس إلى مساحة أرضية مسطّحة خلال 12 ساعة فقط، فعندما يُعاد توجيه المساحة لفعالية مؤجّرة، تصبح مساحة القاعة الإجمالية 1800 متر مربع، هذه المساحة الأرضية المسطّحة يمكن أن تستوعب ما يصل إلى 1000 شخص، وتتيح هذه المرونة السلسة لدبي أوبرا استضافة مجموعة متنوّعة من العروض والفعاليات بما في ذلك المسرح، والأوبرا، والباليه، والأوركسترا، والحفلات الموسيقية، وعروض الأزياء، والترفيه المباشر، والمؤتمرات، والمعارض الفنية، ففي وضعية قاعة الحفلات الموسيقية تم تصميم سلسلة من الأبراج والعاكسات على المسرح وأعلاه لإنشاء غلاف صوتي حول الأوركسترا، ما يتيح بيئة صوتية مثالية للحصول على جودة صوت مذهلة، أما في وضعية المسرح تصبح المساحة مناسبة للإنتاج الدرامي، حيث تتّسع لما يصل إلى 2000 شخص. وتتمتع دبي أوبرا بنظام صوت خالٍ من الميكروفونات ومواصفات صوتيّة ممتازة في هندسة قاعة المسرح «اكووستيك» acoustic، توفر خاصية تضخيم الصوت ليصل إلى جميع الحاضرين بنفس القوة والوضوح.