غرفة الطعام، مكان لالتقاء العائلة بالضيوف حول أطباق الطعام؛ تتخذ المساحة المذكورة حيّزاً مهمّاً في الشقّة السكنيّة، فقد تحتلّ غرفةً مستقلّةً أو تنفتح على أركان أخرى، لا سيّما الصالة أو المطبخ أو المساحتين معاً. في هذه الحالة، يجب أن يظهر ركن الطعام كأنّه امتداد للمساحة التي يطلّ عليها. الجدير بالذكر أن تصميم غرفة الطعام يتلاءم مع أصحاب المنزل، وطبيعة يوميّاتهم. في هذا الإطار، تطلع «سيدتي» من المدير التنفيذي لشركة «آرت ديكو ديزاين» المصمم نبيه عفارة على أمور من الواجب الاهتمام بها في تصميم غرف الطعام الفخمة.
__
سواء كانت غرفة الطعام مفتوحة على مساحات أخرى أو مستقلّة في مكانها، فإنها تعكس القيم العائليّة. لناحية الديكور الداخلي، تحتلّ غرفة الطعام المكانة الأهمّ في المنزل، كما تعكس شخصيّات وأسلوب القاطنين، وهي مُتعدّدة العناصر، التي تشتمل على الإكسسوارات المتعلّقة بأدوات الطعام أو الإضافات إلى الجدران وسطح الطاولة والبوفيه…
يوضّح المصمم عفارة أنه «في العصر الراهن، تنحو الديكورات العصرية إلى التخفيف من عدد الجدران قدر المستطاع وتحويل فراغ المنزل لمساحة واحدة أي جعل غرفة المعيشة أو المطبخ مفتوحاً على غرف الطعام على عكس الأسلوب الذي كان يأخذ التقاليد والأعراف بالاعتبار، فيقسم الفراغ المعماري إلى وحدات منفصلة». ويضيف عفارة أن «غرفة الطعام المفتوحة تمثّل المكان الأمثل لإطلاق العنان للذوق وإبراز الإبداع التصميمي».
لتحقيق التميز والإبداع في التصميم، هناك اتجاهات مهمّة، يجب اتباعها، منها:
- الانسجام في الألوان والخامات المختارة، ففي العام الجاري من الممكن اختيار ألوان متباينة للمساحة، بهدف جعلها ديناميكيّة الطابع أي التركيز على الألوان الجريئة الدافئة (البرتقالي والأحمر والأصفر)، أو الباردة (الأخضر والأزرق) ودمجها بالأسود والأبيض، ما يميز الديكور، ويجعل المساحة تعبّر عن فنية عالية.
- بالمقابل، يصحّ حصر خيار الألوان بتلك الحياديّة (البيج والرمادي)، أو تدرّجات ألوان «الباستيل»، التي تعمل بدورها على تحقيق امتداد بصري هادئ ومريح ومتجانس بين غرفة الطعام والفراغات الأخرى.
- لناحية الخامات، فهي تتمثّل في الرخام والخشب، لكن طريقة الاشتغال بالمواد تختلف باختلاف النمط؛ فلكلّ نمط أنواع مجددة من الخامة عينها، مثل: «الريزين» مع الخشب أو المواد الخرسانية، في الأرضيات والجدران.
- الجدير بالذكر أنه كان يفضّل تكرار النمط المستخدم في المساحة الواحدة أو في مساحات عدة. راهناً، ثمة نمط جديد يواكب غالبيّة الأذواق ويُعرف بالنمط «الدراماتيكي»، الذي يطلق العنان لإبداع المصمم، سواء كان ذوقه أنيقاً أو معاصراً أو غارقاً في التاريخ. مثلاً، يمكن تصميم فراغ واحد عبر توحيد النمط وكل ما يتعلق بالفراغ، لناحية الأشكال الهندسية المنتظمة، أو الأشكال العشوائية، مع ضمّ قطع أثاث مختلفة شكلاً، لكن تتوحد في فكرة أو ترتيب معين يخلق مساحة تحكي قصة ما.
اشتراطات
بين غرفة الطعام والمساحة التي تنفتح عليها، اشتراطات، على المصمم أن يلتزم بها، حتى يروي عمله التصميمي حكاية محورها المساحة المدروسة من كل الجوانب. ففكرة تصميم مساحة واحدة تربط بين ركني الأكل والجلوس (أو المطبخ) تدفع إلى التفكير في قطع الأثاث التي ستشغل الفراغ المعماري، لأن اختيار المفروشات، بدقة، يقوم بدور كبير ومهم في إظهار التناسق بين المساحتين. أضف إلى ذلك، لا يمكن إغفال الأمور الأخرى المكملة للتصميم، مثل: ألوان الجدران والأرضيات والخامات المستخدمة ومصادر الإضاءة، علماً أن الأخيرة تُجمّل المساحات الداخلية، كما تبرزها. في الآتي، أسس التصميم الداخلي المتبعة في الاشتغال على غرفة الطعام وأي مساحة أخرى منفتحة عليها، مهما كان طابع الأخيرة:
- أثاث غرفة الطعام المتصلة بغرفة المعيشة: تحتوي غرفة الطعام، على عنصرين أساسيين، هما: الطاولة التي تتوسطها، والكراسي التي تتناسق معها، مع إضافة بعض القطع الأخرى، مثل: “البوفيه” وبعض الإكسسوارات التي تضفي الأناقة على المكان. لذا، يجب الحرص على اختيار الأثاث المناسب، والمتناغم مع أثاث غرفة المعيشة.
- أشكال طاولات الطعام: تختلف أشكال طاولات الطعام وأحجامها والمواد المستخدمة في تصاميمها، بحسب النمط المختار للمكان. مثلاً، قد تتخذ طاولة الطعام شكلاً من الأشكال الهندسيّة أو شكلاً غير محدّد، بالانسجام مع الأثاث في غرفة المعيشة المفتوحة على قاعة الطعام، بحسب المساحة المتوافرة، فكلما كانت المساحة صغيرة، بدا اختيار الشكل البيضوي أو الدائري مناسباً، فيما أي شكل قائم الزاوية (المستطيل، مثلاً، أو المربع) لن يكون عملياً لأنه يتسبب بإعاقة الحركة.
- الإضاءة المناسبة: تقوم الإضاءة في غرفة الطعام، بتحقيق جوّ من التناغم والتوازن على نطاق واسع، مع الفراغات المحيطة بالحيز المذكور، شريطة أن تتماشى الإضاءة مع أوقات اليوم. ففي الصباح، تستغلّ الإضاءة الطبيعية عن طريق النوافذ كبيرة الحجم، أمّا في المساء فخفض مستوى الإضاءة هو الخيار الأنسب، مع توفير مصادر عدة للإضاءة بالمكان، ومنها: “السبوتات” التي تضيف خلفية ناعمة ودافئة وجذابة، والإضاءة المركزة التي تعلو الطاولة، مثل: الثريا أو أي وحدة إضاءة معلقة فوق البوفيه بهدف تسليط الضوء على المكان والإضاءة المميزة التي تعكس الجانب الجمالي وتصمم أسفل الأرفف أو خلف المرايا أو داخل دواليب “البوفيه”. بحسب المصمم، فإن الرائج هو انتقاء ثريا متدلية حسب طول سطح الطاولة، مع تصميم يضمّ مجموعة وافرة من قطع الكريستال والأحجار الصغيرة.
-
6 أخطاء شائعة في التصميم
ثمة أخطاء شائعة، في إطار تصميم غرفة الطعام:
1 الإغفال عن توفير مساحة كافية للحركة في الفراغ الخاص بالطاولة.
2 البعد عن اختيار الإضاءة المناسبة، بحسب حجم الطاولة وشكلها.
3 تجاهل اختيار الكراسي المريحة.
4 الإفراط في توزيع الإكسسوارات.
5 اختيار مجموعة من قطع الأثاث الضخمة، بصورة تحجب إطلالة الطاولة.
6 فصل ركن الطعام عن الغرف المجاورة.
- الصور من شركة آرت ديكو ديزاين.