مانشستر(أ ف ب)
يعرف بروسيا دورتموند جيّداً قدرة النرويجي إيرلينج هالاند على تدمير الدفاعات في دوري أبطال أوروبا، لكن العملاق الألماني قد يُقتل بسيف حارب به آنفاً، عندما يزور مانشستر سيتي الإنجليزي الأربعاء.
تطوّر هالاند ليصبح واحداً من أكثر المهاجمين المرعبين في العالم خلال عامين ونصف العام في ألمانيا، حيث سجل 86 هدفاً في 89 مباراة مع دورتموند.
وبعد ثماني مباريات في مشواره الجديد مع سيتي، سرعان ما سجّل المهاجم النرويجي صاحب البنية الجسدية الضخمة 12 هدفاً لبطل الدوري الإنجليزي الممتاز.
بعد تسجيله هدفين من رباعية الفوز على إشبيلية في مستهلّ مشوار «سيتيزنز» بدوري الأبطال، قال المدرّب الإسباني بيب جوارديولا عن هالاند إن «أرقامه في كل مسيرته، ليس فقط هنا ولكن عندما كان في الأندية السابقة، متشابهة تماماً. لديه حسّ لا يُصدّق بالمرمى».
صفقة هالاند البالغة 60 مليون يورو، تعني أنه كان يملك الخيار لانتقاء الأندية بعدما بات متفوّقاً على محيطه في الـ«بوندسليجا».
ذلك لأن دورتموند قد يوفّر أرضاً خصبة لتنمية أفضل المواهب في أوروبا في السنوات الأولى من مسيرتهم المهنية، لكنه لا يستطيع التنافس مالياً مع أغنى أندية القارة، ولا تلبية طموحات أفضل اللاعبين في العالم على المدى الطويل.
وعليه، سار هالاند على خطى الإنجليزي جايدون سانشو والأميركي كريستيان بوليسيك والفرنسي عثمان ديمبيليه والجابوني بيار-إيمريك أوباميانج والهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي، والألماني ماريو جوتسه كنجوم المستقبل الذين طاروا من العشّ بعدما تركوا بصماتهم في ألمانيا.
ورغم ذلك، قد تكون خسارة هالاند أكبر خسارة على الإطلاق، مع تهديد اللاعب البالغ من العمر 22 عاماً بإعادة كتابة الأرقام القياسية التي سجّلها البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، والتي اعتقد كثيرون أنها ستبقى مقدّسة لأجيال.
رفعت ثنائية هالاند أمام إشبيلية رصيده في المسابقة القارية الأم إلى 25 هدفاً في 20 مباراة.
وإذا ما نظرنا إلى المرحلة نفسها من المسيرة الكروية، فإن رونالدو، الهداف التاريخي للبطولة مع 140 هدفاً، لم يكن قد افتتح عداده بعد، فيما سجّل ميسي ثماني مرات في أول 20 مباراة له أوروبياً.
وقال هالاند لـ«تيليموندو ديبورتيس» الأسبوع الحالي، عندما كشف أن أغنية المسابقة في نفسها نغمة هاتفه: «أحب دوري أبطال أوروبا. يجب أن أقول هذا، إنه حلم كبير بالنسبة لي».
وأضاف:«عندما أستيقظ كل صباح، أستمع إلى هذه الأغنية. إنها المنافسة المفضلة لديّ».
كان أداء هالاند في دوري أبطال أوروبا السبب أيضاً وراء رغبة سيتي الشديدة في التعاقد معه، ليكون خليفة الهداف التاريخي للنادي الأرجنتيني سيرخيو أجويرو.
تحت قيادة غوارديولا، فاز سيتي بأربعة ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز في السنوات الخمس الماضية، وستة ألقاب في المجموع تمتد على مدى العقد الماضي.
لكن النادي اقترب من لقب الأبطال في الموسمين الأخيرين بشكل درامي، إذ خسر أول نهائي له على الإطلاق أمام تشيلسي في العام 2021، قبل أن يتقدم بهدفين في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع في مباراة نصف النهائي في مايو الماضي أمام ريال مدريد الإسباني الذي حصد اللقب لاحقاً على حساب ليفربول الإنجليزي.
كل الشكوك التي أثيرت حيال إمكانية أن يؤدي التعاقد مع أحد النجوم إلى زعزعة استقرار الجهد الجماعي الذي ميّز نجاح سيتي تحت قيادة جوارديولا، تلاشت في غضون أسابيع.
وكتب مايكل أوين المهاجم السابق لمنتخب إنجلترا في تغريدة عبر حسابه على تويتر إن «هذا الزميل سيحطّم فعلياً كل رقم قياسي في تسجيل الأهداف».
وأضاف: «إنه ضخم جداً، سريع جداً، حاسم أمام المرمى، ويلعب في فريق يصنع عشرات الفرص».
وبالتالي، يعرف دورتموند ما هو قادم. ووقف زخم الرجل الجبل الذي كانوا يسمونه جبلهم، هو مسألة أخرى.