التخطي إلى المحتوى

محمد نجيم (الرباط)

يأخذنا الفنان التشكيلي والنحات المغربي عبد السلام أزدام، إلى متاهات جمالية تعكسها لوحاته ومنحوتاته التي قدمها في معرضه المقام في الرباط؛ أعمال تطرح الكثير من الأسئلة الوجودية التي تضع الإنسان أمام مرايا تعكس تشظيه وقلقه وحيرته وتيهه في الوجود؛ وهي أعمال مثقلة بمفردات جمالية وصياغات فنية تكشف عن تجربة الفنان وعمق رؤيته الفنية التي صقلها بالتجربة والمراس، مع استدعاء بعض الموروث في الأشكال والخطوط والرموز من التراث البصري المغربي.

  • من أعمال الفنان أزدام (من المصدر)
    من أعمال الفنان أزدام (من المصدر)

تمثل منحوتات عبد السلام أزدام، نمط الكائن البشري المَلْمُوم على نفسه، المُخْتَزَل في الصدر والكتِفَيْن والعنق، وفي رأس أملس مُفْرَغ من الوجه الملامح،  وبذلك تنتمي القِطَع إلى فصيلة التماثيل النّصْفِيَّة المُسْتَقِلَّة على صعيد التفصيل الجسدي، وإلى النحت الصالوني على مستوى المَقاسات بين قطع صغيرة ومتوسطة. والنحات عبد السلام أزدام، كما قال عنه الناقد والفنان بنيونس عميروش، إذ يُركز على ذلك، فإنما ينتصر لطبيعة النحت الذي دأب في أصوله على اشتغال مُتواتر حول الجسد كموضوعة كلاسيكية لا تَنْفَذ، «فمثلما يُؤَلِّف البيت في العمارة الهيكل العظمي، التشريحي، السابق الوجود على الفن، الذي لا مَهَمَّة لهذا الأخير إلا أن يصوغه ويرقى به إلى مستوى الكمال، كذلك، فإن الهيئة البشرية هي التي تقدم للنحت النموذج الأساس لإبداعاته»، كما يرى هيغل في كتابه «فن النحت». 
الترميز على هذا الشكل تصويرا ونحتا يجعلنا ندرك بعده الإشكالي والمفهومي في آن ، فقد يخدعنا تكراره إن جردناه من انكفاءاته وانعطافاته.. ميلانه وثباته.. امتلاؤه وضموره صلابته ورهافته.. التكرار الشكلي في إبداعات الفنان عبد السلام أزدام، يقول الناقد الجمالي محمد أشويكة: هو مجرد لعبة فنية تسعى إلى تجاوز الظاهر لبلوغ الباطن والانتباه إلى الجانب اللامرئي في المنحوتة التي يكون لشكلها تجليات أخرى.

Scan the code