ورغم أن اتخاذ قرار الإقلاع عن هذه “العادة القاتلة” قد يبدو بسيطا بالنسبة لغير المدخنين، إلا أنه بالتأكيد ليس كذلك، حيث يحتاج تخطي أعراض انسحاب النيكوتين من الجسم الى عزيمة صلبة.
ولعل أبرز ما قد يساعد المدخن في اتخاذ قرار الإقلاع عن التدخين، هو معرفته بحجم المكاسب الصحية التي سيحققها بعد 20 دقيقة فقط من تدخين السيجارة الأخيرة.
وتقول أخصائية الاقلاع عن التدخين البروفسورة زينه عون باشا في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن التغييرات التي تحدث لجسم الإنسان عند الاقلاع عن التدخين، تبدأ فورا وتستمر الى ما بين 10 و15 عاما، وهي الفترة التي يستكمل خلالها الجسم عملية إزالة سموم التدخين.
وبحسب باشا وهي أيضا رئيسة قسم أمراض الجهاز التنفسي في مستشفى “أوتيل ديو دو فرانس”، فإن ضغط الدم والنبض ينخفضان ويعودان إلى وضعهما الطبيعي في غضون 20 دقيقة من تدخين آخر سيجارة، في حين أنه بعد 8 ساعات، تعود مستويات أول أكسيد الكربون في الجسم إلى وضعها الطبيعي، إذ أن أول أكسيد الكربون المرتفع، يعرض المدخن كل دقيقة الى تشنجات وتجلطات في شرايين القلب.
وتضيف باشا إن مادة النيكوتين تختفي من جسم الإنسان بعد 24 ساعة من التوقف عن التدخين، وعندها تزداد أعراض انسحاب المواد السامة ويزداد الشعور بالتوتر، على أن تتحسن كل من حاستيْ الشم والذوق بعد 72 ساعة، ليستمر التقدم ويشعر المدخن أنه أصبح يتنفس بشكل أفضل بعد أسبوعين، كما يخف السعال بعد مرور 3 اشهر ويصبح المشي أسهل ودون تعب.
ووفقا لأخصائية الإقلاع عن التدخين، فإن خطر أمراض الشرايين والجلطات في الرأس، يختفي نهائياً خاصة عند الذين توقفوا عن التدخين قبل عمر 30 عاماً، أما بالنسبة للذين توقفوا بعد عمر 50 عاماً، فيقل الخطر عنهم بنسبة 50 بالمئة، أما خطر الإصابة بالسرطان فينخفض تدريجيا مع سنوات التوقف الطويلة، والتي تتراوح بين 10 و15 سنة.
من جهته يقول الدكتور محمد أيمن عرقسوسي استشاري العلاج النفسي في طب الإدمان في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” إن قرار الإقلاع عن التدخين له فوائد صحية أيضا على الأشخاص المحيطين بالمدخنين أي الذين يتعرضّون لدخان السجائر دون إرادتهم، خصوصاً أنه من ضمن 8 ملايين وفاة يسببها التدخين سنوياً، يوجد نحو 1.2 مليون وفاة لأشخاص يتعرضّون لدخان السجائر دون إرادتهم.
ويرى الدكتور عرقسوسي أن من يوقف التدخين يشعر بعد مرور نحو عام، أن صحته النفسية وحالته المزاجية تحسنت بشكل كبير، وأنه بات قادراً على ممارسة نشاطات بدنية لم يتمكن من القيام بها سابقاً، بسبب الإرهاق والخمول الذي تسببه السجائر، مشيراً الى أن أعراض الاشتياق للتدخين تستمر بالظهور بين الفترة والاخرى، حيث على المرء صرف انتباهه عنها، عبر القيام بأنشطة قصيرة مثل الخروج للتنزه أو الركض.
وشدد عرقسوسي على ضرورة عدم العودة للتدخين حتى لو لسيجارة واحدة، وذلك كي لا ينتهي المطاف بالعودة إلى التدخين مرة أخرى.