بيروت: هناء توبي
منذ نجاح فيلمها الأول «سكر بنات» عام 2007 وطئت اللبنانية نادين لبكي السجادة الحمراء في مهرجان «كان» السينمائي الدولي، حيث عرض فيلمها في أسبوع المخرجين محققاً نجاحاً كبيراً لها، وقيمة فنية للسينما اللبنانية المعاصرة، ومن بعده فاز فيلمها «هلأ لوين» بجائزة الجمهور في مهرجان تورنتو الدولي، ثم جاء فيلمها «كفرناحوم» ليؤكد ارتباط اسمها بالأعمال الناجحة حيث رشح للسعفة الذهبية «الأوسكار» وكان أول فيلم عربي يتم ترشيحه لهذه الجائزة وفاز آنذاك بجائزة لجنة التحكيم.. وعلى خط مواز لاحترافها الإخراج والتأليف شاركت لبكي في أدوار سينمائية في عدة أفلام أبرزها: «البوسطة»، «رصاصة طايشة» وغيرهما من الأعمال وصولاً إلى فيلم «كوستا برافا» للمخرجة مونيا عقل والذي تلعب لبكي بطولته.. نلتقيها ونسألها:
* ما هي تفاصيل قصة فيلم «كوستا برافا» ؟
– تدور الأحداث حول أسرة بدري التي تهرب من التلوث السام الذي أصاب بيروت جراء أزمة النفايات إلى منزل جبلي بنته العائلة بطريقة صحية، لكن وبشكل غير متوقع يتم بناء مكب للنفايات قريب من المنزل مما يتسبب في جلب القمامة إلى عتبة البيت وتبدأ العائلة في صراع جديد ومحتدم بين البقاء والمواجهة أو الهروب مرة جديدة وينعكس هذا الصراع على وحدة الأسرة وتماسكها ومثالياتها.
* ماذا عن دورك والشخصية التي تؤدينها؟
– ألعب شخصية «ثريا» زوجة وليد، وهي الأم التي تعمل على تهدئة الأسرة وجنوح ابنتها المراهقة واستيعاب غضب زوجها الذي يظل شديد الصلابة في مقاومة مشروع المكب، وفي ذات الوقت تعود إلى تذكر أيامها الخوالي يوم كانت موسيقية معروفة وتتحسر على الماضي.
* من المعروف أنك انتقائية في أدوارك.. هل جذبك الدور مباشرة؟
– الدور جذبني بسرعة، تلاقيت مع الشخصية في عدة محاور، ثريا الأم والزوجة والفنانة واللبنانية التي تبحث عن مناخات مؤاتية لأسرتها كلها تلامسني شخصياً، وأعتقد أن غالبيتنا يعيش اليوم صراع البقاء والهروب، ونسأل ماذا يحدث في بلدنا، وما هو العمل، كيف نجابهه، وكيف نختار لأنفسنا أمكنة أمان واستقرار، وكيف نؤمن لأولادنا حياة كريمة، ومن هنا شعرت بأن العمل يحاكيني ويلامس وجع الناس.
* كيف تقيمين تجاربك التمثيلية وهذه التجربة تحديداً؟
– بالمطلق، أنا أحب التمثيل وراضية عما قدمته، والتمثيل يسمح لي بأن أعيش مغامرة جديدة مع أناس جدد أتعرف اليهم لنقدم جهودنا تحت إدارة مخرج يعيش قصته ويحترفها، كما أنه يساعدني على الهروب من حياتي المهنية كمخرجة لفترة قصيرة تبعدني عن الروتين وتجدد نشاطي، أما هذه التجربة بالذات فقد أحببتها لأن التعامل مع مونيا عقل جميل، ولأن العمل فني ثقافي بيئي يلامس رغبتي بمحاربة الفساد والتغيير
* في ما يخص الإخراج هل أنت بصدد تحضيرات جديدة؟
– لا أخفي أنه بعد تفاقم الحالة الاقتصادية وانفجار مرفأ بيروت والحالة الصعبة التي نعيشها في لبنان اشعر بأنني في حالة صدمة أو إحباط أو شلل لا أعرف ماذا يمكنني أن أسمي ما نعيشه لكنني مدركة تماماً أنني كفنانة عليّ مسؤولية استيعاب الواقع لنقل وجع الناس بطريقة حكيمة، فإذا اخترت أن أقدم موضوعاً بعيداً عما يجري من حولي فلا شك أنني سأشعر بالضياع، وإذا اخترت أن أخوض وجع الناس فلا أريد أن أزيد وجعهم، لذا أنا في استراحة نضوج وفهم واتخاذ قرار مناسب، وإن شاء الله قريباً أتخذ قراري بين جملة ما أحضر له.
* هل تؤمنين بقدرة السينما علي التغيير؟
– لطالما آمنت بضرورة نقاش القضايا العالقة والمهمة في الأعمال السينمائية، ولا شك أنني أؤمن بقوة السينما الصادقة التي تغيّر واقع الحال أو على الأقل تؤسس لنقاش مثمر وتدفع الناس للتفكير.
* كيف ترين جو السينما اللبنانية اليوم؟
– الإنتاجات كثيرة وذات نوعية جيدة، أفلامنا مقرونة بالتعب الذي لا بد من تقديره، كما أنها تحمل مصداقية عالية وتستلهم أفكارها من الواقع، وآمل أن يعود رواد السينما إلى الصالات بكثافة كما تعودنا عليهم سابقاً.