والمشروع هو جهاز “سكانر” ذكي للكشف عن سرطان الثدي عن طريق التصوير بالميكروويف، إذ يعد أول جهاز مغربي فعال وغير ضار ومنخفض التكلفة للاستخدام في المجال الطبي.
ويعد الاختراع المغربي مئة في المئة، للبروفيسور حسن عمر، مدير مركز الابتكار التكنولوجي بالمدرسة المحمدية للمهندسين التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، وأحد طلبته في سلك الدكتوراه، رضوان كارلي.
جهاز مغربي بدقة عالية
في تصريحه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أعرب البروفيسور حسن عمور، عن فخره واعتزازه بهذه الجائزة الدولية التي “جاءت نتيجة أكثر من 30 سنة من البحث والابتكار بمركز الابتكار التكنولوجي”.
وقال عمور: “هذا الاختراع يتكون من تحقيق مجموعة من الهوائيات الذكية في تقنية الشرائط الدقيقة للكشف عن سرطان الثدي عن طريق التصوير بالميكروويف”.
وأضاف ميزة هذا الاختراع، كونه “يضمن توفير أكثر من 80 في المئة من سعر أجهزة الكشف عن سرطان الثدي الحالية، علاوة على أنه يسمح باكتشاف وتحديد موضع الأورام ذات أبعاد أقل من ملمترين، وهو ما يدل على دقته العالية التي أثبتته نتائج ممتازة لتجارب أجريناها على ثدي اصطناعي”.
وكشف مدير مركز الابتكار التكنولوجي، أن المرحلة المقبلة ستعرف “اختبار نتائج التجريب السريري، ثم العمل للحصول على دعم مالي بشراكة بين القطاعين العام والخاص لوضع اللمسات الأخيرة على النموذج الأولي للجهاز للانتقال بعدها لتسويقه”.
اختراع مهم للكشف المبكر
في تعليقه على هذا الاختراع المغربي، يؤكد الطبيب الباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أن “سرطان الثدي هو الأكثر شيوعا عند النساء، والمسبب في الوفيات بشكل كبير في صفوفهن، وبذلك يكون الكشف المبكر طريقة مثلى لمحاربة هذا المرض لأنه يعطي جميع الحظوظ للمرأة للشفاء تماما من السرطان.
وتابع حمضي، في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أنه من هذا المنطق “تتجلى أهمية هذا الاختراع المغربي، الذي يَستخدم تقنية جديدة يمكن توظيفها مع تقنيات سابقة لكي نحصل على دقة أكثر، أو يمكن استعمالها لوحدها مستقبلا بعد أن تتجاوز هذه المرحلة الأولية من التجريب والتطوير”.
وأوضح الباحث في السياسات والنظم الصحية، أن “التقنيات المعتمدة اليوم في الكشف عن السرطان تعتمد على الأشعة أو الرنين المغناطيسي، وهو ما يُعرّض جسم الإنسان لبعض الأضرار الصحية”.
وخلص المتحدث ذاته، أن الاختراع المغربي فيما يخص الكشف عن سرطان الثدي، “رخيص وعملي وغير مكلف، ويمكنه أن تنتشر بسهولة داخل المدن والأرياف، وهو ما جعل الخبراء يتوقعون أن يكون له مستقبلا كبيرا بعد تجاوزه مرحلة التجريب والتطوير”.
الجهاز سيخفف من المعاناة
ويتوقع أن يحدث الاختراع تحولا كبيرا في المنظومة الصحية على المستوى الوطني، بالنظر إلى أن سرطان الثدي من بين أنواع السرطان الأكثر انتشارا، إذ تمثل 38.1 في المئة من مجموع حالات السرطان المسجلة سنويا.
وأشاد المدير التنفيذي لجمعية السرطان كلنا معنيون (غير حكومية)، محمد بلقاضي، بهذا الاختراع المغربي الذي يأمل أن يتم تنزيله قريبا على أرض الواقع، “لما له من منافع على المصابات بالسرطان وتمكينهن من الاستفادة منه، بالنظر إلى قدرته على تسريع رحلة العلاج من خلال الاكتشاف المبكر للورم”.
وسجل بلقاضي، في اتصاله بموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “المصابات يعشن معاناة قاسية أليمة فيما يتعلق بالكشوفات والفحوصات وغلاءها، فضلا عن قلة الأجهزة المخصصة لذلك على مستوى بعض الجهات، وبالتالي فانخفاض تكلفة الجهاز لابد من أن يخفف من معاناة المصابات”.
وقال نفس المصدر: “الاختراعات المغربية مئة بالمئة هي فخر لكل المغاربة، وإضافة نوعية للمنظومة الصحية، نحتاجها بشدة للمضي قدما في مجال العلاج، ونتمنى أن يتم دعم هذه الأفكار النيرة دائما، والتي تساهم في تحسين الأوضاع الصحية ببلدنا الحبيب”.