التخطي إلى المحتوى

انتفض مانشستر يونايتد متحللاً من الضغوط التي عانى منها خلال الجولتين الماضيتين في الدوري الإنجليزي الممتاز، مستغلاً فوزه المفاجئ بنتيجة 2 -1 على ليفربول في قمة الجولة الثالثة، كي يلقي بالضغوط والأزمات على الريدز، الذي لا يزال يسير في طريق التعثر غير المفهوم.

ووسط أجواء متوترة في استاد أولد ترافورد معقل اليونايتد، كان الكبيران مانشستر يونايتد وليفربول على موعد مع نقطة تصحيح مسار بعدما خسر اليونايتد أول مباراتين أمام برايتون بنتيجة 2-1 ثم أمام برينتفورد بنتيجة 4-0 على التوالي، ليتذيل ترتيب الدوري في رقم قياسي سلبي لم يمر به النادي منذ قرابة قرن من الزمان، وعلى الجانب الآخر فشل الريدز، وصيف الموسم الماضي، في تحقيق أي انتصارات في أول مباراتين واكتفى بالتعادل 2-2 مع فولهام في الجولة الأولى ثم تعادل مجدداً بنتيجة 1-1 مع كريستال بالاس في الجولة الثانية، ليحتل المركز الـ12 في الترتيب العام برصيد نقطتين.

ويبدو أن استعدادات يونايتد ودوافعه كان أكبر وأكثر تأثيراً إذ قادته إلى الفوز بهدفي جادون سانشو وماركوس راشفورد، وسجل محمد صلاح هدف ليفربول الوحيد، ليكسر يونايتد خط الهزائم ويقتنص أول ثلاث نقاط في موسم 2022-2023، ويرتقي للمركز الـ14 فيما سقط ليفربول للمركز الـ16 على بُعد مركز واحد من مثلث القاع.

وما زاد من أهمية انتصار يونايتد على ليفربول أنه جاء بمثابة تأكيد على فوز رجال المدرب الهولندي إريك تن هاغ على كتيبة الألماني يورغن كلوب بنتيجة 4-0 في الفترة التحضيرية قبيل الموسم، بل وثأر اليونايتد لخسارتيه المذلتين أمام ليفربول بنتيجة 0-5 (في الدور الأول) و0-4 (في الدور الثاني) من الموسم الماضي.

وحوّل الفوز احتجاجات جماهير يونايتد ضد عائلة غليزر الأميركية مالكة النادي إلى احتفالات صاخبة، في حضور لاعب الوسط البرازيلي كاسيميرو، الوافد الجديد لليونايتد من ريال مدريد الإسباني، والذي تم تقديمه قبل المباراة واكتفى بمتابعتها من مقصورة الملعب.

وأعرب الفائز الأكبر من المباراة، تن هاغ مدرب يونايتد، عن سعادته قائلاً، “سعيد بالأداء لكن يجب أن نؤدي بهذا الشكل كل مباراة، لا يجب أن نفعل ذلك فقط أمام ليفربول، كل مباراة في الدوري الممتاز صعبة ويجب أن نظهر بهذا الأداء في كل مباراة وهذه البداية وبهذه الروح”.

وكان هناك الكثير من الأشياء المشجعة لتن هاغ، لا سيما عودة راشفورد لتسجيل الأهداف ولمستواه المعهود، لكنه بالتأكيد سيكون سعيداً بالأداء الجيد لاثنين من صفقاته الجديدة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتألق ليساندرو مارتينيز بشدة في قلب الدفاع إلى جوار العائد من الإصابة رفائيل فاران، بينما كان تايرل مالاسيا، الذي شارك على حساب لوك شو، متماسكاً طوال المباراة.

وأضاف تن هاغ، “يمكننا الحديث عن الأمور الفنية لكن الأمر يتعلق بالنهج، كان يوجد اتصال وروح قتالية”.

“أردت موقفاً ونهجاً مختلفين وهذا ما قدمه اللاعبون في الملعب، إنها مجرد بداية ويمكن أن نؤدي كفريق لديه روح جيدة وهذا ما رأيناه اليوم”.

وعلى الرغم من استبعاد تن هاغ للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو من التشكيل الأساسي لليونايتد والاكتفاء بالدفع به في الدقيقة 86، قال الهولندي إن رونالدو (37 سنة) لا يزال ضمن خططه للموسم الحالي.

وأتى قرار تن هاغ بالاعتماد على ماركوس راشفورد وجادون سانشو وأنتوني إلانغا في الخط الأمامي بثماره حيث هز سانشو وراشفورد الشباك.

ورداً على سؤال عما إذا كان الهداف البرتغالي لا يزال مناسباً لطريقة لعبه، قال تن هاغ للصحافيين، “أعتقد أنه يستطيع ذلك”.

“خلال مسيرته الاحترافية وتحت قيادة العديد من المدربين نجح رونالدو في التأقلم مع مختلف طرق وأساليب اللعب”.

“لم يبخل بأي جهد، لذلك، لماذا لا يستطيع القيام بذلك الآن؟ بالنسبة لي لا أعتقد أن عمره يمثل مشكلة، إذا كنت لاعباً شاباً فأنت جيد بما يكفي للتأقلم وإذا كنت لاعباً مخضرماً وما زلت تقدم الأداء المطلوب فأنت أيضاً جيد بما يكفي”.

ولم يكن رونالدو اللاعب الوحيد المستبعد أمس الإثنين من التشكيلة التي خسرت في الجولة السابقة، إذ غاب عن التشكيل الأساسي القائد هاري ماغواير ولوك شاو وفريد.

وقال تن هاغ إن التغييرات كانت جزءاً من خطته لإحباط خطورة ليفربول.

وعلى الجانب الآخر، أعرب كلوب عن قلقه من غياب انتصارات فريقه للمباراة الثالثة على التوالي، وقال “الأمر صعب في ظل الإصابات، مررنا بأسبوع بوجود 14 أو 15 لاعباً فقط، والآن علينا التأكد من عدم تعرضهم لإصابات، يجب علينا الفوز بتلك المباريات، أعلم أن الأمر يبدو ساذجاً لكنه كما أراه”.

“أنا قلق بشأن موقفنا، لكن هذا هو وضعنا الحالي، سنستعد لبورنموث يوم السبت ثم نيوكاسل يوم الأربعاء”.

وتابع، “لم نقدم أداءً مثالياً، كان من الواضح أن يونايتد أفضل، لكننا لسنا جاهزين بنسبة مئة في المئة”.

“كان علينا محاولة العودة وهذا ما لا تريده، الأمر كان صعباً في ظل الهجمات المرتدة ليونايتد، والهدف الثاني جعل الأمور صعبة، لكنه جاء من تسلل، علينا العمل بما لدينا”.

وصدق آندي روبرتسون، الظهير الأيسر لليفربول على كلمات مدربه، مشيراً إلى ضرورة التوقف عن استقبال أهداف مبكرة.

وأبلغ روبرتسون شبكة “سكاي سبورتس”، “قدمنا لكل الفرق فرصة التسجيل في وقت مبكر وهو ما مهد لأساس تلك المباريات، لا يمكننا فعل ذلك بأنفسنا”.

“اهتزت شباكنا مبكراً مرة أخرى، وبدايتنا كانت سيئة، وهذا ما نحتاج لتغييره، لا يمكننا مواصلة التأخر في النتيجة”.

وأوضح المدافع الاسكتلندي أن مشكلة البداية السيئة تعود إلى الموسم الماضي.

وقال، “عندما ننظر إلى الموسم الماضي أمام ولفرهامبتون واندرارز وريال مدريد وساوثامبتون، هذا كان في نهاية الموسم الماضي واستمر حتى الآن”.

“لذا نحن بحاجة لتغيير ذلك، كما قلت في هذه البطولة وأمام الفرق الجيدة لا يمكن مواصلة منحها التقدم، وللأسف هذا ما نفعله حالياً”.

Scan the code