في حين يتواصل تواتر التقارير والشهادات بشأن “واقعة كنيسة أبو سيفين” في محافظة الجيزة بمصر، استمر التعاطف المحلي والخارجي مع أهالي الضحايا والمصابين.
وكانت مصر قد عاشت حدثا مروعا، أمس الأحد، أسفر عن مصرع 41 شخصا وإصابة 12 آخرين خلال قداس حضره نحو 5 آلاف مصل في كنيسة المنيرة “أبوسيفين” والواقعة بأحد الأحياء العشوائية في منطقة إمبابة بالجيزة.
وقد وجه شيخ الأزهر، أحمد الطيب، القائمين على الإدارة العامة للحسابات الخاصة بالأزهر، بسرعة التنسيق مع الجمعيات الأهلية لصرف إعانات نقدية عاجلة لعائلات المتوفين في حريق الكنيسة.
كما وجه الطيب بفتح أبواب مستشفيات جامعة الأزهر أمام مصابي الحادث لتقديم كل أوجه الدعم جنبا إلى جنب مع مستشفيات مؤسسات الدولة، فضلا عن تقديم الدعم النفسي اللازم، وفقا لما ذكرت وسائل إعلام محلية.
وكان أسقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، البابا تواضروس الثاني، قد قدم التعازي لأسر ضحايا الحريق.
وقال تواضروس في بيان رسمي:”نتابع بكل الأسى الحادث الأليم الذي وقع صباح اليوم في كنيسة الشهيد العظيم مرقوريوس أبي سيفين”.
وأكد البابا على تواصله المستمر مع القيادات المحلية بالمحافظة ووزارة الصحة وكافة المسؤولين.
وفي سياق ذي صلة، بدأت الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة المصرية، أعمال ترميم وإصلاح الكنيسة التي تعرضت لأضرار كبيرة.
وبدأت أعمال الترميم مباشرة بعد الحريق عقب توجيهات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بترميمها.
وكان رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية اللواء هشام السويفي، قدم خلال اتصال هاتفي التعزية للبابا تواضروس الثاني، في ضحايا الحادث، مشيرا إلى أن الرئيس المصري قد أصدر توجيهاته للهيئة بإعادة إعمار الكنيسة المحترقة.
وقررت الكنيسة في وقت سابق، “إقامة صلوات تجنيز المنتقلين”صباح اليوم الاثنين، على مجموعتين، إحداهما في كنيسة السيدة العذراء الأثرية بالوراق، والأخرى في كنيسة السيدة العذراء ورئيس الملائكة ميخائيل بالوراق.
من جانبه، قرر النائب في البرلمان المصري، أحمد أبو هشيمة، التبرع بمبلغ 30 ألف جنيه، لكل أسرة من أسر ضحايا حادث الحريق.
جاء ذلك، على هامش الزيارة التي أجراها وفد من حزب الشعب الجمهوري، الذي يرأسه أبو هشيمة، صباح الاثنين، إلى مستشفى العجوزة الذي يتولى علاج بعض مصابي الحادث الأليم.
مواقف مؤثرة
وفي غضون ذلك نقلت صحف محلية شهادات ومواقف مؤثرة لشهود عيان تواجدوا وقت الحادثة التي قالت وازرة الداخلية إنها نجمت ماس كهربائي.
وقال محمد يحيى، 30 عاما، الذي يقطن بالعقار الملاصق للكنسية لصحيفة “المصري اليوم” إنه لم يتردد لثوانِ حين اشتم رائحة الدخان التي ملئت المنطقة، فور اندلاع الحريق بالكنسية.
وأوضح أنه هرول إلى مصدر النيران وكان يسمع أصوات الاستغاثات من داخل المبنى المكون من 3 طوابق فوق الأرضي: “الحقونا (ساعدونا).. الحقونا”.
واستطاع يحيى أن يدخل الكنسية، ليخر طفلًا بصعوبة بالغة إلى بر الأمان، وهو يقول له: «لا تخف بابا ينتظرك في الخارج.
واستطاع ذلك الشاب أن يكرر فعلته مع 4 صغار آخرين، وبعدها حمل على ظهره مٌسنًا فوق ظهره إلى الشارع لكن الأخير فارق الحياة متأثرا بالغازات التي كانت قد ملئت صدره.
ولم يستطيع محمد كما يقول أن يواصل مهمته في إنقاذ آخرين إذ سقط عن سلم “درج خشبي” مما أدى إلى إصابته بكسر في ساقه استجوب نقله إلى المستشفى.
من جانب آخر، قال شاهد عيان آخر يدعى، يوسف رسلان، لموقع “مصراوي”، إن “المسلمين والمسيحيين كانوا يدًا واحدة لإنقاذ الأطفال والرجال والنساء”، مضيفا: رأيت قسيس الكنيسة وظننته فاقد الوعي، وحاولت إنقاذه؛ لكنه كان قد توفي إثر الحريق”.
وأشار رسلان إلى أنهم لم يتركوا أحدًا داخل الكنيسة؛ وتم إنقاذ كل مَن فيها بمساعدة الإسعاف والشرطة والمطافئ.