في حديث خاص لقناة “الحرة”، علق أنتوني فاوتشي، كبير المستشارين الطبيين في البيت الأبيض، ورئيس المعهد الوطني لمكافحة حساسية والأمراض المعدية، على إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، بأن جائحة كورونا “انتهت” بالقول إن ما يقصده الرئيس هو أن الوضع تغير مقارنة بما كان عليه قبل أشهر.
وقال فاوتشي إن “الأمر يتعلق بالكلمات، ما يعنيه الرئيس (بايدن) أنه في هذه الفترة تغير الوضع عما كان عليه منذ بضعه أشهر، حيث كان لدينا 800 ألف إلى 9000 آلاف إصابة يوميا، ونحو ثلاثة آلاف وفاة”.
وكان بايدن قال في مقابلة عبر برنامج “60 دقيقة” الذي تبثه قناة “سي بي إس” الأميركية ، إنه يعتقد أن جائحة كوفيد-19 “انتهت”، لكنه أقر بأن الولايات المتحدة لا تزال تواجه “مشكلة” مع الفيروس الذي أودى بحياة مليون أميركي.
وقال: “لقد انتهى الوباء. لا يزال لدينا مشكلة مع كوفيد. ما زلنا نقوم بالكثير من العمل على ذلك. لكن الوباء انتهى”.
وقال فاوتشي، من جهته، إن “الأمر تغير الآن، حيث أن مستوى الحالات والوفيات أقل بكثير مما كان عليه قبل أشهر. ومثلما قال الرئيس لا تزال أمامنا تحديات وعمل كبير لنسيطر بشكل مرضٍ على هذا المرض ولم نصل إلى هذا المستوى بعد”.
وأكد فاوتشي في حديثه لـ “الحرة” أن “هذا يعني أن الوضع تحسن، ولكن علينا القيام بالكثير، وهذا ما كان يعنيه الرئيس”.
وعلق فاوتشي على ما نشرته صحيفة “واشنطن بوست” من أن تصريحات بايدن قد تطلق “صراعا” بشأن تمويل الجهود الهادفة لمحاربة وباء كورونا، بالقول إن “ما قالته واشنطن بوست هو أن الرسالة قد تكون مزدوجة، ونحن نريد أن نوضح أن من المهم بالنسبة للمواطنين أن يحصلوا على اللقاح الثنائي المتوفر في الولايات المتحدة، وأن نتأكد من أن الناس لا يشعرون بأن الوضع تحسن ما يعني التراخي، وعدم التشجع على الحصول على اللقاح الجديد”.
وشدد فاوتشي على أهمية حصول جميع الناس على اللقاح الجديد.
“كوفيد الطويل”
وبشأن طبيعة أعراض كورونا، خاصة التي تستمر مع بعض الأشخاص في مراحل ما بعد المرض، أوضح فاوتشي أن “هناك ما نسميه ‘كوفيد الطويل’ الذي يعني أن البعض يلتقطون الفيروس، وربما تكون العوارض مقبولة وليست خطيرة، ولكن نسبة من الناس بين 5 إلى 20 بالمئة تدوم عندهم الأعراض وتزعجهم لفترة طويلة حتى بعد ذلك لعدة أشهر”.
وبشأن تفسير ذلك وما يتعلق بـ “كوفيد الطويل”، قال فاوتشي إن “هذا الوضع لديه تأثيرات على الشخص، ونقوم بأبحاث كثيرة اليوم لنتعرف بطريقة أفضل على أعراض كوفيد الطويل ومسبباته، وماذا يمكن أن نفعل، لأن الأمر ليس واضحا، ولا نفهم لماذا تستمر الأعراض، وخاصة الحادة بعد انتهاء المرض” لدى بعض الحالات.
اللقاح الفعال
لكن فاوتشي أكد أنه “وبعد ثلاث سنوات تقريبا، ما أصبح واضحا اليوم هو أهمية الاستثمار في الأبحاث السريرية والأساسية، التي سمحت لنا بتطوير لقاح فعال إلى حد كبير وآمن، في فترة قياسية وقصيرة”.
وأوضح فاوتشي أنه “منذ تحديد ماهية هذا الفيروس حتى الوصول للقاح الفعال والآمن، الذي يمكن أن يأخذه الناس، لم تمر سوى سنة واحدة، وبالتالي كان الرد ناجحا وسريعا، من قبل العلماء”.
لكن فاوتشي انتقد رد فعل السلطات الصحية العامة لمنع العدوى بالقول إنها “لم تكن بالفعالية ذاتها. كانت هناك مشاكل تتعلق بالحصول على اللقاح حول العالم، لذلك علينا أن نحصل جميعا على اللقاحات واللقاحات المعززة، خاصة للأشخاص المعرضين أكثر من غيرهم للإصابة”.
أسواق الحيوانات
وحول خطر انتقال الفيروسات الخطيرة من الحيوانات إلى الإنسان، شدد فاوتشي على ضرورة التأكد من “وجود جهود دولية تنظم بالعلاقة بين الإنسان والحيوان، مثلا في بعض الأسواق التي بها حيوانات، ينتقل الفيروس من الحيوان للبشر، وهذه الأسواق يجب أن تنظم بطريقة دقيقة لمنع انتقال الفيروس من الحيوان للبشر”.
وأعاد فاوتشي التأكيد على أهمية ما تقدمه الإحصاءات بشأن أهمية اللقاح في حماية البشر من خطر فيروس كورونا، “إذا نظرت إلى نسبة الوفيات بين المجموعات التي لم تحصل على اللقاح مقارنة بمن حصلوا عليه، تجد أن عدد الوفيات أكبر في مجموعة غير الملقحين، لذا نريد أن نتاكد من أن الرأي العام يدرك أهمية هذه الإحصاءات، وإذا أرادوا أن يحموا أنفسهم، يجب أن يحصلوا على اللقاحات”.
ولا تزال الحكومة الأميركية تصنف كوفيد-19 كحالة طوارئ صحية عامة، لكن تصريح بايدن يأتي في أعقاب تعليقات أخرى متفائلة من قادة الصحة العالمية.
وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي إن نهاية جائحة كوفيد-19 “تلوح في الأفق”، وإن العالم لم يكن أبدا في وضع أفضل لإنهاء جائحة كوفيد-19.
وأكد غيبريسوس أنه “في الأسبوع الماضي، كان عدد الوفيات الأسبوعية المبلغ عنها بسبب كوفيد-19 هو الأدنى منذ مارس 2020”.
لكن غيبريسوس نوه إلى أن الوباء لم ينته بعد، وقال: “لم نكن أبدا في وضع أفضل لإنهاء الوباء، لم نصل إلى هناك بعد، لكن النهاية تلوح في الأفق”.