التخطي إلى المحتوى

نسرين أمين  تخطط لـ«حرب الجبالي»

مارلين سلوم

تشيلسي الإنجليزي يقيل المدرب الألماني توماس توخيل

مهما كانت الحلويات مغرية، ويقبل كل إنسان عليها بشهية، إلا أنه يشعر بغثيان عندما يُكثر من أكلها، وعندما يصبح محاطاً بكل أصنافها، الجيد منها كما الرديء، ومن كل الاتجاهات. هكذا نشعر اليوم مع كثرة تدفق «الأفلام الرومانسية الكوميدية»، خصوصاً على بعض المنصات، وتحديداً «نتفليكس» التي وجدت في هذه النوعية من الأفلام مخرجاً لها من مأزق وضعت نفسها فيه، حيث اتخذ منها بعض المشاهدين موقف «المقاطعة»، كما أنذرتها دول، مثل الإمارات، بضرورة الالتزام بالقيم والضوابط والمعايير التي تتماشى مع شروط النشر والبث الإعلامي، ومع مبادئ وقيم المجتمع الإماراتي. تلك المنصة التي تعمدت عرض أعمال لا تليق بقيمنا ومعتقداتنا، غير مبالية بالتأثير السلبي في المشاهدين، لاسيما الأطفال، اتجهت إلى التكثيف من إنتاج وعرض الأفلام الرومانسية «المعلبة»، والمستنسخة، والفارغة ،علّها تسترضيهم، لدرجة شعر معها الجمهور بتشبّع وملل من مشاهدة القصص نفسها الموضوعة في قالب واحد، ولا يتم تغيير سوى بعض اللمسات والشكل، وأسماء الأبطال، حتى بتنا نحفظ عن ظهر قلب بعض العبارات، ونرددها مع الممثلين، ونتوقع مسار الأحداث منذ ربع الساعة الأولى.

ارتفعت أسعار أسهم شركة Globalstar للأقمار الصناعية بعد الكشف عن صفقة آبل

من يتابع «نتفليكس» حالياً، يجد كمّاً من هذه النوعية التي ينخدع بشكلها ومسمّاها «رومانسي كوميدي»، ويجدها ساذجة فارغة، ومستنسخة. إذ لم يكد يمر وقت قصير على عرض «موسم زفاف» حتى ألحقته المنصة بفيلمين، الأول «ذاتس أمور»، أو «إنه الحب» إخراج شون بول بيتشينينو وتأليف علي أفشار وجون دوسي وتيفاني دوبونت، والذي تشعر معه بأن الإبداع نفد، ولم يعد في جعبة صناع السينما سوى النبش في أوراق الماضي لاستنساخ أعمال عرضت سابقاً، بلا خوف أو خجل من اتهامهم بسرقة الأفكار، أو القصة والسيناريو، وإضافة بعض التعديلات عليهما، فبداية الفيلم تشبه إلى حد التطابق بداية فيلم «ماي سامر برينس» (2016) للمخرج بيتر سوليفان الذي شارك في كتابته مع جيفري شينك.

البطلة تعمل بجهد مساعدة لمديرة ناجحة وأنيقة ومغرورة، وتشعر بأنها تحمل الكثير من الأعباء والمسؤوليات، وآن الأوان لتحقيق حلمها بالارتقاء في عملها، وحين تتقدم بهذا الطلب من مديرتها تواجه بالرفض والسخرية، وهنا يأخذ الفيلمان اتجاهين مختلفين في بقية القصة الرومانسية لتقع بطلة «إنه الحب» في غرام طاه شاب، بينما تلتقي الأخرى بأمير حقيقي.

«إنه الحب» يشبعك من أول ربع ساعة، أو 20 دقيقة، ولا تشعر برغبة في استكمال مشوار المشاهدة معه لكثرة ما تشعر بأنك شاركت في كتابة القصة والسيناريو، وتتوقع كل الأحداث بتفاصيلها قبل وقوعها، وليست النهاية فقط. أما الفيلم الثاني الذي أطلقته المنصة مباشرة بعد «إنه الحب» ويعرضان معاً ، فهو «لاف إن ذا فيلا»، أو «حب في الفيلا»، والمتكئ أيضاً على رومانسية زمان وقصص زمان الناجحة، ليبني أحداثه على عبقرية الكاتب الكبير وليام شكسبير، ورائعته روميو وجوليت التي ما زالت حية، ويستلهم منها المؤلفون أعمالهم الأدبية والمسرحية والسينمائية. ربما يميل هذا الفيلم أكثر نحو افتعال الكوميديا، لكنه يبتعد عن الفيلمين الآخرين نوعاً ما من حيث المضمون ويقترب من الأفلام الرومانسية عموماً، فلا مجال فيه للمفاجآت ولا يمنحك الإحساس بالانبهار.

هوس

«لاف إن ذا فيلا» تؤدي فيه كات جراهام دور جولي مدرّسة اللغة الانجليزية في مدرسة ابتدائية، مهووسة بقصة روميو وجوليت، وتحلم منذ زمن بالسفر إلى فيرونا لتعيش بضعة أيام حيث عاشت جوليت، وتقوم برحلة سياحية في الأماكن التي ذكرها شكسبير نفسها، وتزور قبر جوليت.. لذلك قامت بحجز تذكرتي سفر إلى فيرونا، كما حجزت للإقامة في «لا فيلا رومانتيكا» الملاصقة للشرفة التي كانت تطل منها جوليت حين يناجيها حبيبها روميو. تبدو جولي في بداية الفيلم متسلطة، فرضت على خطيبها براندون (ريموند أبلاك) هذه الإجازة «الرومانسية» من وجهة نظرها من دون أن تستشيره، لكن الغريب أن الكاتب نسي لاحقاً أن يكمل مسار الشخصية بخطها نفسه، لتتحول بعد رفض حبيبها السفر معها إلى امرأة ضعيفة، تلاحقها الخيبات والهزائم والحظ المتعثر، طيبة، لا تستسلم بسهولة، ولا تتخلى عن حلمها الرومانسي، لكنها غير متسلطة أبداً.

تصل إلى فيرونا لتتفاجأ بأن الفيلا (وهي فعلياً شقة وليست فيلا) غير خالية، فقد قام صاحبها بتأجيرها لرجل بريطاني يدعى تشارلي فلتشر (يؤديه توم هوبر)، سبق كات بالوصول إليها والإقامة فيها. طبيعي أن تكون قد توقعت بقية الأحداث وكيف تدور بين مد وجزر، قبول ونفور، ومقالب بين البطلين كي يفوز أحدهما بالفيلا، ويضطر الآخر للمغادرة، وكيف تسير الأمور بالاتجاه المعاكس فيعجب كل منهما بالآخر وتتأزم الأمور وتتعقد مع وصول كاسي (لاورا هوبر) خطيبة تشارلي إلى مكان إقامته ووصول براندون أيضاً ليعرض الزواج مجدداً على جولي.

لا أداء الممثلين مبهر، وهو أمر طبيعي طالما أن المساحة المتاحة لهم لا تتيح أكثر مما شاهدناه وما قدموه، ولا القصة حملتنا إلى عمق يتيح للجمهور التفاعل والتأثر بالمواقف وأبعادها، أو ترقب أي مفاجأة غير متوقعة طوال الفيلم الذي يمتد لنحو ساعتين. توم هوبر مناسب لدور الرجل البريطاني البارد المشاعر، المنتقل من حالة اللارومانسية إلى النقيض في نهاية الفيلم، المدعي معرفته السطحية لقصة روميو وجوليت، بينما نكتشف لاحقاً أنه يحفظ مقاطع من حوار أشهر حبيبين في التاريخ الأدبي والفني؛ كات جراهام ملتزمة بحدود الشخصية ولا تمنحها جاذبية تجعلها تقترب من روح وملامح ورومانسية جوليت.

فيلم مقبول لكنك لن تعود لمشاهدته مرة ثانية، وقد تمحوه الأيام من ذاكرتك سريعاً، ويبقى عملاً باهتاً في سيرة المؤلف والمخرج مارك ستيفن جونسون.

تكرار

مسار الفيلم تقليدي، كأن صناع هذه النوعية التي تعرض بكثافة في السنوات الأخيرة، خصوصاً العامين الأخيرين، يتشاركون الحوار نفسه، ومستوى الصناعة نفسه، سواء في الإنتاج، أو الإخراج والتصوير، حتى إن كان المخرج معروفاً وله تجارب جيدة، مثل مارك ستيفن جونسون مخرج ومؤلف «لاف إن ذا فيلا» الذي سبق أن شاهدنا من أعماله (تأليفاً وإخراجاً أيضاً) «جوست رايدر» مع نيكولاس كيج، وفيلم «المتهور» مع بن أفليك وجينيفر جارنر.

[email protected]

Scan the code