دبي: أحمد النجار
ملحمة بصرية تضيء بالروائع والعجائب والغرائب وسط بيئة مائية مجهزة بتكنولوجيا مسرحية ذكية، تضخ الحماس والشغف على مدار 45 دقيقة من الإبهار البصري الذي يحمل إشعاعات ثقافية على جناحي الموسيقى والمؤثرات الضوئية الراقصة والاستعراضات البهلوانية التي ألهبت حماسة الجمهور مساء أمس الثلاثاء مع أجواء عرض «لابيرل» الشهير الذي أقيم على مسرح الأتريوم في الحبتور سيتي دبي، بمناسبة احتفاله بمرور 5 سنوات من الروعة والتألق لانطلاقته، وشهد العرض حشداً كبيراً من الجمهور من مختلف ثقافات العالم.
واحتفى «لابيرل» العرض المائي الأول في دبي، بتقديم لوحات فنية متجددة في المحتوى والاستعراض الهوائي الذي خطف الأنفاس ولامس الحواس عبر قصة مائية متوهجة حملت رسائل فرح وسلام لكل الشعوب، مزجت بين الأداء المسرحي والصور الإبداعية والتكنولوجيا الرائدة.
وأثرت تجربة الجمهور بمقطوعات موسيقية وعروض بهلوانية تضمنت قصصاً فانتازية على خشبة تشبه بركة نهرية تحاكي روح الأساطير، تبتلع المؤدين الذين يسقطون من ارتفاع 26 متراً وهم يقودون دراجات هوائية، تتخلل تلك الفواصل المسرحية مشاهد بالغة الخطورة يؤديها فنانون عالميون ببراعة وأريحية، تجعل المتفرج يفكر بتكرار التجربة مرتين لقراءة الإبداع بين التفاصيل ليعيش إحساساً مضاعفاً بالدهشة والاكتشاف والفضول، خاصة مع الأداء الجنوني للدراجون داخل كرة حديدية معلقة في فضاء المسرح، فيما يتناوبون بالقفز منها بحركات بهلوانية مثيرة إلى أسفل محلقين بكل رشاقة على ارتفاع 25 متراً.
ويؤكد زوار وسياح أن اللافت في عرض «لا بيرل» أنه يجمع فنانين عالميين محترفين على منصة تفاعلية واحدة، يوحدهم تناغم أدائي يعكس روح التعايش الذي تجسده الإمارات على أرضها، ويعتبروه أبرز وجهة يخططون لزيارته، حضور العرض العالمي الدائم في المنطقة، الذي يؤديه عشرات الفنانين المحترفين من الطراز العالمي، ليقدموا لوحات فنية تروي قصة دبي كمدينة متألقة تنبض بين الماضي والحاضر والمستقبل، تمزج تراثها وعراقتها وانتعاشها الحضاري وأصالتها وبريقها الثقافي.
«لؤلؤة» تشع عبر التاريخ
يذكر أن لابيرل «اللؤلؤة» يجسد مستقبل الترفيه الحي في العالم، ويقدم في مسرح مائي صُمّم خصيصاً لهذا الغرض في مجمع الحبتور سيتي، ويتميز بأجواء عائلية حافلة بالمتعة والتشويق والشغف داخل استوديو مفتوح لدراما تجسد حكاية مدينة دبي في فصول تاريخية مختلفة وهو من إنتاج شركة «دراغون» للإبداع الثقافي، وتوقيع المخرج الفني الأسطوري فرانكو دراغون.
مختبر للمستقبل
قال المدير العام تروي دوازو: «إن عرض لابيرل يضع الروعة والتألق في صلب استراتيجيته»، مضيفاً: «يشكّل الشغف والابتكار مرتكزَين راسخَين للعناصر التي تجعل من لابيرل عرضاً رائعاً. نبذل قصارى جهدنا لبناء ثقافتنا التنظيمية وفلسفتنا الإدارية وشراكاتنا على الأسس نفسها. يدرك المؤدّون وطاقم العمل في عرض لابيرل مسؤوليتنا كجهة رائدة في الترفيه الحي في المنطقة وفي أدائنا دور السفراء الفخورين للمشهد الفني والثقافي الغني في دبي. نتطلع إلى مواصلة مساهمتنا في دبي كمختبر للمستقبل».
تجديد الابتكار
أفاد مدير العرض التنفيذي بيار فانوف عن رؤيته لتطور عرض لابيرل في السنوات الخمس المقبلة، بأن «خمس سنوات انقضت، ونتطلع إلى الحفاظ على معاييرنا في المرحلة المقبلة. نريد إرضاء جمهورنا ومنحهم التجربة الأفضل، ولذلك علينا أن نعيد ابتكار أنفسنا وكأنها المرة الأولى، الأمر أشبه بأن تكون على علاقة غرامية مع شخص. يكمن التحدي الآن في الحفاظ على قيمنا، وعلى تفانينا وسخائنا، والدخول في تلك العلاقة مع جمهورنا بما يضفي على العرض معنى حقيقياً في السنوات المقبلة».