تم إطلاق الحلقة الأولى من مسلسل “آل التنين” (House of the Dragon) على شبكة إتش بي أو (HBO) التلفزيونية الأمريكية، الأسبوع الماضي من أجل تحقيق متعة النقاد والجمهور على حدٍ سواء.
في حين يعـِدُ عرض المسلسل “لعبة العروش” أو “صراع العروش” (Game of Thrones) برحلة مشوقة للمشاهدين الذين كانوا ينتظرون موسمه الثاني على أحر من الجمر.
على الرغم من أن مسلسل “لعبة العروش” قد انتهى بشكل مفاجىء كما اعتبره الكثيرون وألقى بظلاله على الشخصيات المحبوبة، فإن المسلسل الجديد يخبىء للجماهير رحلة جديدة مشوقة في مملكة “ويستيروس” (Westeros) السحرية.
لكن بغض النظر عن أحداث النهاية، هل سترتقي لسلسلة (House of the Dragon) إلى مستوى (Game of Thrones)؟ وهل ستصلح بعضا من الأخطاء السابقة؟
تدور أحداث قصة المسلسل الجديد قبل 200 عام من الزمن الذي دارت فيه أحداث المسلسل السابق وكانت الحلقة الافتتاحية هي الأكثر مشاهدة في تاريخ شبكة “إتش بي أو”.
دعونا إذن نلقي نظرة على المواجهة المحتدمة بين (House of the Dragon) وسابقتها المحبوبة (Game of Thrones).
العنف والنوع الاجتماعي
اشتهرت سلسلة (Game of Thrones) بمشاهدها القتالية التي تحتوي على مظاهر التشويه وقطع الرؤوس وتقطيع الأوصال والإخصاء والحرق وفقع الأعين وقطع الحلق وأكثر من ذلك بكثير.
أما فيما يتعلق بمظاهر العنف في الحلقة الأولى لمسلسل (House of the Dragon)، فقد شاهدنا فرسانًا مغرورين غير مصحوبين بالأحصنة وسرعان ما تسلل إلى شاشاتنا الشجار العنيف المصحوب بالدم وإصابات الرأس. إلى جانب ذلك، تفنن فريق العمل في إظهار حقائق عملية الإنجاب غير الصحية والخطيرة التي عرفتها النساء في معظم تاريخ البشرية.
لقد تلقينا أيضًا معاملة قاسية خارج نطاق العدالة من قبل دايمون تارغارين (مات سميث) وعصابته التي ترتدي العباءات الذهبية والذين شرعوا في قطع أيدي ورؤوس وأعضاء تناسلية للمجرمين المشتبه بهم.
تعمق المخرج في إظهار صور أجزاء الجسم المقطوعة ودماء وأحشاء الفرسان والملكات أكثر مما كان عليه الحال في (Game of Thrones).
كراهية النساء؟
تعرض مسلسل (Game of Thrones) لانتقادات مستمرة بسبب المواقف الكارهة للنساء التي تضمنها، إضافة إلى العنف الجنسي، من خلال مشاهد لا نهاية لها لبيوت الدعارة التي توفر ما يسمى بـ”الوضع الجنسي”، باستخدام الاغتصاب كأداة لتنمية الشخصية، كما أن حلقة واحدة أجبرت فيها امرأة على القيام بمسيرة عارية تسببت في إبعاد بعض المشاهدين.
أما بالنسبة لـ (House of the Dragon) فإن الموضوع الجنسي كان دقيقا به، ويبدو أنه عازم على تصحيح أخطاء سلفه.
بيئة الأحداث؟
كانت (Game of Thrones) سلسلة مترامية الأطراف أخذتنا إلى كل جزء من الممالك السبع بالإضافة إلى المدن الحرة.
في (House of the Dragon) كانت معظم الأحداث حتى الآن في عاصمة (King’s Landing) وبما أن جميع الشخصيات الرئيسية موجودة في “القلعة الملكية لريد كيب” (Royal Castle of the Red Keep)، يبدو أنها ستبقى على هذا النحو.
نظرة على الممثلين
احتوى مسلسل (House of the Dragon) على ممثلين بريطانين أكثر مما كان عليه الحال في مسلسل (Game of Thrones)
مات سميث (الذي لعب دور دكتور والأمير فيليب في فيلم The Crown ربما لا يمكنه الذهاب إلى أي مكان دون أن يتم التعرف عليه)، يلعب دور الأمير دايمون تارغارين في (House of the Dragon) وفي الوقت نفسه يلعب بادي كونستانتين دور شقيقه (King Viserys I).
تلعب المواهب الشابة ميلي ألكوك وإميلي كاري دور أفضل أصدقاء الأميرة راينيرا تارغارين وأليسينت هايتور، لكن من المقرر أن يتم استبدالهما بممثلات أكبر سنًا عندما يقفز المسلسل إلى الأمام بعد عقد من الزمان.
كما أن القائمة مليئة بأسماء العائلات البريطانية بما في ذلك ريس إيفانز وديفيد هوروفيتش وبيل باترسون والعديد من الشخصيات لم تظهر حتى الآن.
العقدة؟
تمثل الجانب الآخر من العنف في (Game of Thrones) دائمًا في المؤامرات بين الشخصيات ذات الأسماء الكبيرة، فضلاً عن العروض المذهلة من الممثلين ذوي الوزن الثقيل.
بالنسبة إلى (House of the Dragon)، كان هناك بالفعل تلميح خفي للتاريخ الشخصي والطموحات المستقبلية بين مات سميث وريس إيفانز وعرض حول ماضٍ مرير ومستقبل طموح لـراينيرا تارغارين (الشخصية التي تلعبها إيف بيست).
تتنوع مشاهد (Game of Thrones) بين ساحة المعركة وقاعة المجلس، في حين يبدو (House of the Dragon) قادرا على خلق جو سياسي متوتر على مر العصور.
في الأخير تجدر الإشارة أنه تم إنفاق 20 مليون يورو على (House of the Dragon),