#مشاهير العرب
أسامة ألفا
اليوم
بين موهبته الكبيرة، وتجربته الطويلة، استطاع أن يحفر اسمه بحروف من ذهب في عالم النجومية؛ إذ يعد واحداً من أبرز وجوه الدراما السعودية والعربية؛ فأدواره كثيرة ومتنوعة، ويبرع في كل شخصية يقدمها.. إنه النجم السعودي عبدالمحسن النمر، الموجود حالياً بمدينة «نيوم» السعودية، لتصوير مسلسله الجديد، الذي قال عنه إنه ينفذ بأيادٍ سعودية وبرؤية عالمية.. التقته «زهرة الخليج»؛ فكان هذا الحوار:
• مؤخراً، احتفلت بنجاح مسلسلك الجديد «ست الحسن»، الذي عرض على منصة «شاهد».. حدثنا عنه!
- الغريب والمميز في هذا العمل، هو السيناريو والحوار. وأكثر فائدة حصلت عليها الدراما الخليجية، في الفترة الأخيرة، هي وجود منصات تعرض أعمالاً تلفزيونية، وهذا أنقذ العمل الخليجي من الثلاثين حلقة، وهذا أهم شيء؛ فالأعمال الخليجية ذات الثلاثين حلقة كانت تسبب مشكلة للمخرج، والمنصات أصبحت تختزل هذه الحلقات؛ فأصبح هناك اختصار أكثر للثرثرة. والآن، أصبح العمل يشاهد باختيار المشاهد، فلم يعد فرق التوقيت يُحدث مشكلة، إذ يمكن مشاهدة العمل بأي وقت. كل هذا ساعدنا في إنتاج أعمال خليجية أكثر، وعربياً بشكل عام.
نهضة درامية
• ما الذي يميز مسلسل «ست الحسن» عن الأعمال الأخرى؟
- قد تكون الميزة في الأساس بالنص؛ فهو مختلف وبطريقة وبيئة مختلفتين؛ إذ يتناول حالة درامية مختلفة لها علاقة باستفزاز مشاعر الرعب، أو ما شابه. فهذا الطرح جديد، كما أن فريق العمل من الممثلين تم اختياره بعناية، علماً بأن هذه تكلفة عالية على المنتجين من ناحية الأجور، لكن أداء الممثلين بالعمل، وقدرتهم على إنجازه، يجعلانه في زاوية مهمة، كما جاء الإخراج قوياً، مثل النص، والإنتاج.
• هل ينعكس وجود المنصات على الممثل.. إيجاباً أو سلباً؟
- وجود المنصات منح الممثل فرصة أكبر؛ فأصبحت العروض أكثر، بعد أن كانت تحتكرها المحطات والمنتجون. اليوم، اتسع الإنتاج، وأصبحت الفرص أكبر، وكلما تنوع العمل الفني أصبحت فرصك أكثر إبداعاً، بغض النظر عن الاستفادة المادية، إذ نتكلم عن النتيجة التي من المؤكد أنها إيجابية للممثل، وتنعكس على العمل، وعلى المادة المنتجة. ومن ناحية المدخول المادي، أصبح الإنتاج أكثر قدرة على التنوع، وهذا الأمر في مصلحة الإنتاج وليس الممثل؛ لأنه لا يملك القدرة على التلون والاختلاف.
• هل مازلت مستمراً في عملية الإنتاج؟
- لا، فقد ابتعدت منذ زمن عن الإنتاج؛ لأن الفن أخذني فعلاً؛ فالإنتاج دائرة تجارية، وأنا بعيد تماماً عن هذه الدائرة؛ لأنني أركز في التمثيل أكثر.
• ألا ترى أن المنصات تستدعي دخول الفنانين بحكم أنهم الأكثر دراية بما يحتاجه الإنتاج والممثل؟ ألم يحفزك هذا الأمر على العودة؟
- في الحقيقة لا، لأنني أرى أن هذه الخيارات التي تطرح تروي الشغف الذي أملكه، لكن لو أن موضوعاً ما استفزني؛ فمن المؤكد أنني سأقوم بإنتاجه؛ لأن الإنتاج ليس بالأمر الصعب بالنسبة لي، فالإدارة والحسابات والاصطدام مع الفنانين قليلاً، في بعض الأوقات، من الأمور التي لا أحبها.
• تشهد الدراما السعودية نهضة كبيرة.. كيف انعكس هذا الأمر على الدراما والفنان السعوديين، وعليكَ شخصياً؟
- الانعكاس على الدراما واضح تماماً؛ فهناك نهضة غير عادية على مستوى الإنتاج، ونوعية الأعمال التي تجاوزت البيئة العربية والمحلية. اليوم، أصور عملاً اسمه «قيامة الساحرات»، وهو عمل تشعر معه بأنك في عمل عالمي وليس عربياً؛ فهناك تقنيات عالية جداً، وسعي للوصول بالعمل العربي إلى مصاف العالمية. هناك نهضة تحققت على مستوى الفكر والمجتمع والعقليات، فقد تغير مفهوم التعاطي مع الفن بشكل جذري، وبالتالي أنت تنضم إلى دائرة الفن والإبداع؛ فلا يوجد عيب يلاحقك، وليس لديك شيء منقوص اجتماعياً، ما أثرى النهضة الحديثة اليوم. هناك إنتاجات سعودية عظيمة جداً، وحالة فرز عالية للممثلين ذكوراً وإناثاً، عن طريق أكاديميات فنية، مثل: المعاهد، والدورات، والمهرجانات التي تقام حالياً تفرز طاقات شابة واعدة في بلادنا. اليوم أنا منشغل بعمل سعودي، وكل الذين يديرون هذه الأعمال سعوديون، سواء خلف الكاميرا أو أمامها، كأن هناك بركاناً انفجر على شكل ورود، تركت صداها عليّ بشكل شخصي؛ إذ إنني أتذوق انعكاس خبرتي بالسنوات الماضية في الأعمال التي تنتج في السعودية. حالياً، آتي بخبرتي مع جيل جديد يراني قدوة وأيقونة وملهماً.
حلم.. ورسالة
• أنت من أكثر الفنانين تقديماً للأعمال التاريخية والبدوية مع فنانين عرب.. ما الفرق اليوم بين الدراما السعودية والخليجية من ناحية، والدراما العربية السورية والمصرية؟
- محلياً بين الدراما السعودية الناهضة التي نضعها بين قوسين، والجيل الجديد القادم؛ فهؤلاء قادمون من مدرسة خاصة لا تتكئ على مدارس أخرى. عذراً على التعبير، فنحن نعلم، مثلاً، أن الكويت وبعض دول الخليج سبقتنا في مدارس بالدراما، لكن الجيل القادم لم يبدأ من هذه المنطقة، بل بدأ من منصات مثل «نتفليكس» وغيرها، وأعمال عالمية، وهذا بالتأكيد سيفرز حالة درامية مختلفة لا تشبه غيرها. أما الدراما العربية، فتجربتها أكبر وأعمق وأكثر نضجاً، ونحن نستفيد من كوادرها بشكل عام على مستوى الكتابة والإخراج، ومازلنا لا نستغني عن هذه الخبرات السابقة في لبنان ومصر وسورية. الأعمال السورية، مؤخراً، أصيبت بوعكة، بسبب الوضع السياسي العام الذي يؤثر في الدراما، وانعكاسه واضح عليها لكنها ستفيق من هذه الوعكة. وفي الدراما المصرية، توجه الشباب من السينما إلى الفيديو، وهذا ما ارتقى بصناعة الفيديو على مستوى الدراما التلفزيونية، ومصر دائماً ولادة، وجيل السينما الذي توجه إلى الفيديو إضافة قيمة ومهمة جداً، إذ أحدثت قفزة عن الأعمال المصرية الكلاسيكية.
• بعد مسيرة فنية امتدت لحوالي 40 سنة.. ما حلمك كفنان سعودي؟
- حلمي أن أقدم أيقونة سينمائية للدراما السعودية، وأن يأتيني العمل السينمائي الناضج المكتمل، الذي يعتمد على أكاديميات صحيحة، وأن أقدم عملاً سينمائياً تكون له بصمة في تاريخ السينما.
• تحتفل السعودية هذه الأيام بيومها الوطني.. ماذا يعني لك هذا اليوم؟
- نحن، مؤخراً، نعيش كل يوم عيداً وطنياً؛ ففي كل يوم لدينا قفزة تجديدية، ونحن في عهد ذهبي للتجديد (أو حتى ألماسي). اليوم الوطني هو احتفال بكل يوم جميل بالسنة، وقد أصبحنا نحاسب أنفسنا على ما قدمنا، وفي هذا اليوم نسأل أنفسنا عما نقدمه، وعما فاتنا في السنوات الماضية، وما سنقدمه بالسنوات القادمة. هذه فرصة لكل السعوديين؛ حتى لا يتغيبوا عن الجمال والتدفق الحاصلين في البلد.
• «رؤية 2030» السعودية.. كيف تراها؟
- هناك تصور، والرؤية واضحة، ونحن نعيشها اليوم بينما نقوم بتصوير العمل الأخير في مدينة «نيوم»، كأننا نعيش واقع الحلم (رؤية 2030) الآن، فهي واضحة بتقنية ثلاثية الأبعاد.
إقرأ أيضاً: أسرار جمال بريانكا شوبرا.. بعض وصفاتها ستبهرك