بداية الأزمة جاءت عندما أعلنت شيرين عبد الوهاب التحضير لأغنية جديدة بعنوان “غاب الفرح”، التي سيتم طرحها قريبا كواحدة من أغنيات الألبوم الجديد، ليعلن زوجها السابق أنها “قامت بالاستيلاء على الأغنية ولا تملك حقوقها”.
وأكد حسام حبيب أن “لديه تنازلا عن الأغنية محل الأزمة من الملحن والمؤلف، موثقا من جمعية المؤلفين والملحنين”، وأن الفنانة المصرية “استولت على مصنف غير مملوك لها”.
وازدادت الأزمة اشتعالا عندما تقدم محامي شيرين عبد الوهاب، المستشار ياسر قنطوش، ببلاغ للنائب العام حمادة الصاوي، جاء فيه أن “المشكو في حقه حسام حبيب قد خان الأمانة والثقة التي أودعتها به الشاكية شيرين عبد الوهاب، حيث وثقت به بوصفه زوجها في تلك الفترة، وخان الأمانة وقام بعمل تنازل الأغاني باسمه ولصالحه”.
وتابع قنطوش في بلاغه: “المشكو في حقه كان مسؤولا عن التفاوض نيابة عن الشاكية في جميع أعمالها الفنية من اختيار كلمات الأغاني، والتلحين وعمل إجراءات التنازل عن تلك الأغاني لصالحها من قِبل مؤلفيها، وعندما يقع اختيار الشاكية على أغنية معينة يقوم المشكو في حقه بالتفاوض فقط مع مؤلف الكلمات والملحن على أتعابه المادية مقابل التنازل لصالح الشاكية التي كانت تُصدر شيكات من حسابها الشخصي لصالح المؤلفين والملحنين“.
كاتب الأغنية يحسم الجدل
وفي خضم الأزمة، كتب الشاعر الغنائي، إبراهيم شتا، على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “عدد كبير من الناس يسألني عن أغاني (غاب الفرح) و(أنا انطفيت) المشار إلى أنهما في الألبوم الجديد لشيرين، أحب أن أوضح أنهما كلماتي وقمت بالتنازل عنهما من أكثر من عام لحسام حبيب“.
وأكد الشاعر الغنائي أن “حبيب قام بتسجيل الأغنيتين، ومن المفترض أن يتم طرحهما الفترة المقبلة ضمن ألبومه”.
موقف ملتبس وانتقام شخصي
في هذا الصدد، علق الناقد الموسيقي، مصطفى حمدي، على أزمة تداخل حقوق الملكية الفنية، قائلا: “الموقف بين شيرين وحسام ملتبس للغاية، حيث كانت الأعمال مشتركة بينهما بسبب ما قاما به من شراكة، وهنا سيتم النظر للورق والتنازلات التي تمت، وهل كانت باسم حسام أم باسم الشركة؟“.
وتابع لموقع “سكاي نيوز عربية”: “ما يحدث بينهما هو انتقام شخصي أرى أنه يتم بشكل طفولي، بسبب التداخل الكبير بينهما في العمل، فهناك أغاني لشيرين قام حسام بغنائها والعكس، والحل سيكون في النهاية هو تنازل أحد الطرفين والتراضي“.
الأوراق هي الفيصل
واستطرد حمدي موضحا: “سيتم الرجوع للأوراق وللشاعر والملحن لتوضيح من يملك حقوق الأغنية، وفي حال قام الطرف الثاني باستخدامها وعرضها على أي من منصات العرض المختلفة، سيقوم بالتحرك قانونيا”.
وأردف: “في بعض الأحيان تتعامل منصات العرض المختلفة بأن صاحب أولوية النشر هو الذي يمتلك حقوق الملكية الفكرية، مما يعتبر بمثابة ضياع للحقوق بشكل كبير، وبحكم ما يتم في السوق الفني، فإن أغلب الأغاني يتم نشرها دون الحصول على تنازلات رسمية، ثم يتم توفيق الأوضاع والإجراءات في المستقبل“.
واقعة سابقة
وذكر الناقد الموسيقي حالة سابقة حدث فيها خلاف بسبب أغنية (زي ما أنت) التي غناها الفنان عمرو دياب، وخرج بعدها المطرب رامي صبري ليعلن بأنها تابعة له، وكان الفيصل بينهما هو الورق الذي أثبت أن الأخير أُعجب بها وقام بتسجيلها دون الحصول على التنازلات الرسمية“.
وأكمل في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية”: “عندما وجد المؤلف والملحن أن رامي لم يقم بنشر الأغنية، بجانب أنه لم يدفع قيمتها المالية، أُعطيت لدياب الذي قام بالحصول على كافة التنازلات، ثم غناها ونشرها”.
وأوضح: “دخول الأزمة القضاء سيجعل الأمور تسير وفق المستندات الرسمية والاتفاقات بين كافة الأطراف، ثم النظر في الأوراق لمعرفة الحقوق، فعدد كبير من الفنانين يجهلون القانون، ويتحايلون عليه في بعض الأوقات”.
الملكية الفكرية والأغنيات الأجنبية
وحول مدى تطبيق حقوق الملكية الفكرية الفنية على الأغنيات الأجنبية، قال حمدي: “في الغرب لديهم صناعة وإجراءات مختلفة تماما، يسبقوننا للغاية في حقوق الملكية الفكرية، بجانب عملهم بنظام مختلف، حيث أن لديهم مهنة (المنتج) وهي الأساس في الصناعة، فلا يوجد لديهم شاعر أو ملحن أو موزع، بل هو من يتولى الأمور كليا“.
وتابع: “أغلب الفنانين في الخارج يكتبون ويلحون أغانيهم، المنتج ليس مجرد ملحن موسيقي فقط، بل إن له حضور كبير، كما أن الشكل الخاص بالملكية الفكرية لديهم مختلف تماما عن مصر، ويحترمون الاتفاق الأخلاقي بين بعضهم البعض“.