تاريخ النشر:
19 أغسطس 2022 17:54 GMT
تاريخ التحديث: 19 أغسطس 2022 19:00 GMT
تعيد مسرحية ”روميو وجولييت“ التي أنتجها مسرح ”أوبرا تونس“، قراءة قضايا الحب والإنسان والوجود بطرح جديد قائم على الرقص، دون الكلمات مع الحرص على أداء الرسائل الكونية التي يتضمنها هذا الأثر العالمي.
والمسرحية التي عُرضت مؤخرًا بمهرجان الحمامات الدولي، أحد أشهر المهرجانات الصيفية التونسية، هي أساسًا عرض كوريغرافي لفن ”الباليه“ وهو مقتبس من نص لويليام شكسبير يحمل الاسم ذاته.
وهذا الأثر العالمي لشكسبير، جرى إنتاجه فنيًا بشكل متنوع في العالم، بين المسرح والسينما، لأن مثل هذه النصوص لا يمكن إخضاعها لحتمية الزمن، بل إنها حية دائمًا يُعاد استقراؤها وكتابتها بطرق مختلفة، وفق ما تؤكده نسرين الشعبوني، مديرة إنتاج عمل ”روميو وجولييت“ لـ ”إرم نيوز“.
وأعاد هذا العمل الحياة لأشهر مسرحيات الكاتب الإنجليزي الشهير ويليام شكسبير من خلال شراكة تونسية إيطالية في مجال الفن الكوريغرافي، وهو من إخراج وتصميم الكوريغرافي الإيطالي لوكا بروني، وأزياء وديكور لماريو فراري، وموسيقى الروسي سيرجي بروكوفييف، والإيطالي ماركو شيافوني.
ومن خلال مجموعة كبيرة من الراقصين المحترفين من بينهم حازم الشابي في شخصية روميو، ورنيم كافي في شخصية جولييت، كان العرض راقصًا بشكل كلي دون النطق بأي كلمات.
لكنه تمكن من تمرير أحاسيس الحب والفراق والشوق، إلى الجمهور من خلال تجسيد حكاية العمل التي تروي قصة حب روميو وجولييت في مدينة فيرونا الإيطالية، والصعوبات التي اعترضتهما أين وقعا ضحيّة الصراعات بين عائلتيهما، وهذا ما تمّ تجسيده في لوحات راقصة بإيقاع درامي تراجيدي ونهاية حزينة.
ويمكن القول إنّ ما يميز المسرحية في صيغتها التونسية، هي ”الكوريغرافيا“ التي اشتغلت على نوعية من الراقصين من ”بالي تونس“ حيث تم اختيار الشخصيات الملائمة للنص المسرحي في نسخته الأصلية.
وكان التحدي الكبير لراقصي ”أوبرا تونس“ هو إيصال الإحساس للجمهور، وتبليغ الرسائل التي تضمنتها المسرحية دون كلام، وهذا ما نجح فيه الراقصون وما تمت ملاحظته من خلال ردود فعل الجمهور وملامح متابعي هذا العمل المسرحي، وفقًا لمديرة إنتاج العمل.
وقد كان الكوريغرافي الإيطالي لوكا بروني مختصًا وعمل سابقًا على مسرحية ”روميو وجولييت“ وهو عنصر مهم في العمل، لأنه كلما كان المخرج أو الكوريغرافي مختصًا في العمل كانت الأرضية أفضل للنجاح.
وتؤكد الشعبوني في حديثها لـ ”إرم نيوز“، أن الهوية والخصوصية التونسية موجودة في هذا العمل ويمكن ملاحظتها، من خلال الحركة وتعبيرات الجسد، كما أنّ خصوصيته تكمن في أنه يشتغل على أعمال موسيقية أوبرالية، وهو بالي تونسي خالص له هويته الفنية.
ويأتي إنتاج هذه المسرحية ضمن تنوع الفنون، وذلك بإعادة كتابة الآثار المسرحية الكبرى بطريقة معاصرة تراعي خصوصية هذا الزمن وبتعبيرات معاصرة، مع الحفاظ على القصة الأصلية.