مدريد (أ ف ب)
صديقان منذ نعومة أظفارهما مع بوردو، يتشاركان وكيل أعمال واحداً، ويلتقيان سوياً في إجازاتهما، لكن الفرنسيين أوريليان تشواميني وجول كونديه سيضعان مشاعرهما جانباً «الأحد»، في أول «كلاسيكو» يخوضانه بين ريال مدريد وبرشلونة في الدوري الإسباني لكرة القدم.
كلاهما شغوف بموسيقى الهيب هوب والثقافة الأميركية، يرتديان ملابس متشابهة، يمضيان فصل الصيف سوياً في الولايات المتحدة، ويتقاسمان نفس العطش للفوز الذي قد يصبّ «الأحد» في مصلحة أحدهما دون الآخر.
إذا ستشهد المباراة الأكثر مشاهدة في العالم بين الأندية، مباراة بين صديقين، زميلين في منتخب فرنسا الذي يستعد للدفاع عن لقبه في كأس العالم.
يخوض كونديه «23 عاماً» وتشواميني «22 عاماً» الكلاسيكو الأول في الدوري الإسباني بمشاعر متناقضة.
بعد انتقال صديقه إلى برشلونة الصيف المنصرم، كتب تشواميني مازحاً على مواقع التواصل الاجتماعي «الآن بدأت الحرب بيننا»، مقدماً التهاني للمدافع الشاب.
تعود بداية العلاقة بين الشابين المهاجرين إلى الدوري الإسباني، إلى العام 2013. تشواميني، المتواجد في مركز تكوين بوردو منذ 2011، شاهد زميلاً ضعيفاً، لكن موهوباً، ينضم لفريقه.
كان كونديه قائداً لمعظم تشكيلات الناشئين والتي شكّلت جيلاً ذهبية لبوردو ضم أيضاً جايتان بوسان، زيدو يوسف وإرفين تاها.
لم يخسر فريق بوردو لتحت 19 سنة أي مباراة مع الثنائي كونديه-تشواميني، وتأهل إلى دوري «يوث ليج» (دوري الأبطال للشبان) في الموسم التالي.
بعدها بخمس سنوات، سيُحدّد نزال الكلاسيكو «الأحد» هوية الفريق الذي سينفرد بصدارة الدوري الإسباني، بحال فوز ريال أو برشلونة.
وستكون هذه المباراة مميزة لكونديه، كونه يعود بعد غياب ثلاثة أسابيع، إثر إصابته بتمزق في العضلة ذات الرأسين لفخذه الأيسر، تعرّض لها مع منتخب فرنسا خلال مواجهة النمسا في 22 سبتمبر.
عاد لاعب إشبيلية السابق القادم بخمسين مليون يورو، إلى التمارين الخميس، وقد يجد مكاناً أساسياً له في الكلاسيكو ضمن تشكيلة المدرب تشافي هرنانديز.
قد يتنفس دفاع برشلونة الصعداء، بعد خيبة أخيرة أمام الإنتر الإيطالي (3-3) وضعت تأهله إلى دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا في مهب الريح. ارتكب الثنائي جيرارد بيكيه وإريك جارسيا أخطاءً مكلفة في الأهداف الثلاثة لفريق مدينة ميلانو.
لكن مركز كونديه لم يُثبّت بعد، إذ خاض قلب الدفاع عادة مبارياته مع برشلونة في مركز الظهير الأيمن، وفي خمس مباريات مع الفريق الكاتالوني، خاض كونديه كل دقائق برشلونة، لكن أربع مرات في مركز الظهير الأيمن.
القميص الخاص لبرشلونة الذي سيحمل شعار مغني الراب درايك بدلاً من الراعي سبوتيفاي، سيروق تماماً لكونديه، عاشق الراب وملابسها، مبادرة من سبوتيفاي للاحتفاء بالموسيقي الكندي، العاشق للرياضة أيضاً، الذي أصبح أول فنان يتجاوز 50 مليار استماع لأغانيه على المنصة الموسيقية.
وأسّس كونديه ماركة ملابس تضم لاعبي ريال مدريد الفرنسي كريم بنزيمة وتشواميني كسفيرين للعلامة.
في المقابل، فرض تشواميني نفسه بسرعة ضمن تشكيلة ريال مدريد بطل أوروبا.
منذ رحيل البرازيلي كازيميرو إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي، اضطر المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي إلى تسريع عملية تأقلم لاعب الوسط الفرنسي، فوجد لاعب موناكو السابق نفسه أساسياً إلى جانب الألماني توني كروس والكرواتي لوكا مودريتش.
أشاد به أنشيلوتي، وقال: هو لاعب ذكي جداً، هذا كلّ شيء، عندما يملك لاعب هذه النوعية وهذا الذكاء فهذا يمنحه فرصة دخول تشكيلة ريال وأن يصبح ناجعاً على الفور.
بعد ضمّه مقابل 80 مليون يورو في يونيو الماضي، أصبح تشواميني من اللاعبين المفضلين لدى جماهير النادي الملكي، ويستعد الآن لمنافسة نارية على لقب الكلاسيكو مع صديقه كونديه.