جولة بلا مفاجآت، برشلونة ينتصر على فيكتوريا بلزن بسهولة، وقطار بايرن ميونخ يدهس إنتر في طريقه نحو محاولة صدارة “مجموعة الموت” بدوري أبطال أوروبا.
هي ليلة تألق ليفاندوفسكي، وتمكين البولندي من قيادة برشلونة فنيًا ونفسيًا في بقية مواجهات الموسم، هي ليلة الرسائل المتبادلة بين العملاق البافاري والبلوجرانا قبل المواجهة المقبلة في ألمانيا.
جولة تصعب مهمة إنتر في التواجد في الدور القادم وتسهل عملية بايرن كما جرت العادة، وتوضح التشابه الموجود بين النجم البولندي وزلاتان إبراهيموفيتش.
برشلونة بثوبه الجديد
ظهر برشلونة اليوم بصورة مناسبة لبطولة دوري أبطال أوروبا، الفريق لعب بمستواه المعهود واستطاع حسم الفوز في الشوط الأول من اللقاء، أشياء عادية للغاية لكننا كنا لا نراها في المواسم القليلة السابقة بسبب ما كان عليه الوضع.
الفريق الكتالوني لديه شخصية جديدة، شخصية يستمدها من المدرب تشافي الذي غير من شكل البلوجرانا فنيًا بصورة واضحة، وحسن الجوانب النفسية أيضًا.
ولا ننسى بالطبع أن برشلونة جلب روبرت ليفاندوفسكي، المهاجم المخضرم الذي تغير معه الشكل الهجومي للبلوجرانا بنسبة 100%.
البعض يرى أن هذه الفكرة بها مبالغة، فكرة أن لاعب واحد يستطيع أن يغير من شخصية بعض العناصر ويؤثر على الفريق بصورة كاملة، لكنها حقيقة، ويمكننا دراسة موقف زلاتان إبراهيموفيتش في ميلان كمثال.
قبل قدوم السلطان كان ميلان يعاني من غياب شخصية قيادية لها تأثير داخل الملعب وخارجه، وكان الاعتماد كله يقع على المدافع رومانيولي، الذي لا يتمتع بتلك الصفات.
أمر مشابه لبرشلونة قبل ليفاندوفسكي، حيث أن جيرارد بيكيه يتمتع بشخصية قيادية، لكنها خارج الملعب فقط، لأنه كان يظهر بصورة متواضعة في مواجهات البلوجرانا لا تجعله مصدر ثقة للاعبين الصغار.
ومع قدوم السويدي لميلان، والبولندي لبرشلونة، تغير كل شيء، حيث ازداد الطموح، وتغيرت الشخصيات، وتحسنت الوضعية النفسية والفنية للفريقين.
لأن اللاعبين الصغار وكذلك الصفقات الجديدة لبرشلونة الآن، أمامهم نموذج قيادي قوي ورائع مثل ليفاندوفسكي، لاعب يتواجد داخل الملعب بصورة مثالية، ويمتلك الصفات القيادية التي تجعله هو الاسم الأبرز الآن في كتالونيا.
Robert Lewandowski has become the first player in history to score a Champions League hat-trick for 3 different clubs. 🎩🔝 pic.twitter.com/G0nSdKlFVM
— Football Tweet ⚽ (@Football__Tweet) September 7, 2022
لا عجب أن البولندي قد سجل ثلاثية في لقاء اليوم، ولا عجب أيضًا أنه هو اللاعب الوحيد في التاريخ الذي يسجل هاتريك في دوري الأبطال مع 3 فرق مختلفة.
لا خوف على بايرن ميونخ
ليست مفاجأة، نعم الفوز على إنتر ليست مفاجأة، وتصدر المجموعة في نهاية مباريات دور المجموعات لن تكون مفاجأة.
بايرن ميونخ يسير بخطوات ثابتة، وهذا الأمر ينطبق على الدوري المحلي وكذلك دوري الأبطال.
لن يتوقف قطار ميونخ الضارب إلا في المواجهات الإقصائية بعد ذلك، لكن في المرحلة الحالية فلا خوف على العملاق البافاري من اكتساح الخصوم.
لكن هذا لا ينفي أن مواجهة برشلونة ستكون صعبة للغاية، كما أنه ستشهد الظهور الأول لروبرت ليفاندوفسكي ضد فريقه السابق.
من يتأهل في النهاية؟
موقف المجموعة صعب للغاية، حتى قبل معرفة النتائج، الآن انتصر برشلونة، وكذلك بايرن ميونخ، لكن هزيمة إنتر لا تعني أن كل شيء قد انتهى.
علينا أن نتذكر أن المواجهة القادمة للنيراتزوري ستكون ضد فيكتوريا بلزن، ونظريًا هي مباراة سهلة على فريق المدرب إنزاجي.
وفي نفس الوقت قد يخسر برشلونة من ميونخ في ألمانيا، وبعدها سيواجه البلوجرانا فريق إنتر مرتين، وهي الفرصة الذهبية للنادي الإيطالي إذا أراد أن يخطف بطاقة التأهل من يد برشلونة.
ومن وجهة نظر برشلونة، فإن الفوز في لقاء بايرن ميونخ القادم في ألمانيا يحسم بصورة كبيرة تأهل البلوجرانا لدور الـ 16.
وهو الأمر غير المتوقع، نعم هذه حقيقة، لكن إن حدث، سيضمن الكتلان 6 نقاط قبل مواجهة إنتر مرتين، وهو الأمر المثالي بالنسبة لتشافي.
والقاسم المشترك في كل هذه الأفكار أننا نتحدث عن حسم بطاقة التأهل بجانب بايرن ميونخ، لأن الفريق الألماني لن يتوقف، وهذه حقيقة أيضًا.