ودّق وزير الصحة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال، فراس الأبيض، الأربعاء، ناقوس الخطر معلنا عن وجود “انتشار واسع للكوليرا في البلاد خصوصاً في محافظتي الشمال والبقاع شرقاً، لافتا إلى أن 70 بالمئة من المصابين ينتشرون في صفوف اللاجئين السوريين داخل المخيمات “.
وتحدث الأبيض لموقع “سكاي نيوز عربية” على هامش مؤتمر صحفي عقده بمقر وزارة الصحة في العاصمة اللبنانية بيروت “عن جهود تأمين مياه نظيفة لمنع انتشار الوباء”.
وقال: بدأنا نلحظ زيادة في الحالات عند المواطنين اللبنانيين، لافتا إلى تسجيل حالات في مناطق جديدة منها زغرتا، شمال البلاد وزحلة، حوش الأمراء، قب الياس، بقاعا شرق البلاد، وتمنين التحتا، بشمرا، جنوبا “.
وأشار الأبيض إلى أنّ “كميات لقاحات الكوليرا المتوافرة عالميا قليلة بسبب تواجد بؤر عدّة للكوليرا، لكننا حصلنا على وعد بتأمين كمياتٍ من اللقاحات”.
واكد الوزير في مؤتمره الصحفي أن “يونيسف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) أمّنت كمية من المازوت تستعمل في محطات ضخ المياه في البقاع (شرق) والشمال، لنتخلص من أي مياه يمكن أن تكون ملوثة”.
وأوضح أن “المياه التي تبقى في الأنابيب تصبح ملوثة بعد فترة، ومن المهم تأمين طاقة كهربائية لمحطات ضخ المياه، لتأمين المياه النظيفة”.
ودعا وزارة الطاقة والمياه في لبنان للقيام بواجبها حيال ذلك على وجه السرعة.
وأفاد أن الوزارة تعمل على تجهيز مستشفى ميداني في منطقة عرسال الحدودية شرق البلاد، وهناك 8 مستشفيات ميدانية جاهزة تُوزّع عليها المستلزمات العلاجية والأمصال وأن التعاون جار بين وزارتي الصحة والزراعة لفحص المزروعات.
وكشف الوزير عن “تسجيل ثمانين إصابة جديدة بالوباء ما يرفع العدد التراكمي للحالات المسجلة إلى 169”.
كما دعا المنظمات الدولية التي تعمل مع النازحين إلى” تحمل مسؤولياتهم لتأمين المياه النظيفة والمستلزمات واللقاحات وتنظيف الحفر الصحية لأن المخيمات هي المكان الأساسي الذي ينتشر فيه الوباء”.
تقارير سابقة
وفي وقت سابق من اليوم، كشفت وزارة الصحة اللبنانية في تقرير رسمي ارتفاع حالات الإصابة بمرض الكوليرا في البلاد إلى 169، بعد تسجيل 80 إصابة جديدة خلال الساعات الـ48 الماضية.
كما رصد التقرير ارتفاع حالات الوفاة نتيجة الإصابة بالكوليرا إلى 5 بعد إعلان وفاتين جديدتين خلال اليومين الماضيين.
حالات في العناية
وأوضح الوزير أن العبء الأكبر ملقى على عاتق مستشفى حلبا الحكومي شمال البلاد.
وقال: هناك حالات في مستشفى طرابلس والمنية، و33 حالة موجودة في مستشفيات المنطقة بعضها مؤكد والبعض الآخر ينتظر النتائج منها ست حالات في العناية المركزة.
ونصح الوزير الأبيض من يعانون من أعراض “بأن يحصلوا على المساعدة الطبية في أقرب وقت أو يتصلوا على الخط الساخن 1787 علما أنه سيتم تخصيص خط ساخن ثان مع الصليب الأحمر اللبناني للمساعدة على نقل الحالات إلى المستشفيات.
تخوف وتدابير سريعة
ومن جهة أخرى أشار محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية” إلى أن المشكلة في الكوليرا تكمن في أن الأعراض تظهر خلال ساعات أو 5 أيام، وبالتالي يمكن للشخص أن يكون مصاباً من دون أن يعلم بذلك فينقل العدوى إلى الآخرين، مع العلم أن العدوى تنتقل بشكل مختلف إذ ترتبط بالنظافة الشخصية، مياه الشرب والاستحمام، وهذه كلّها قادرة على نقل الكوليرا في حال المصدر لم يكن آمناً ونظيفاً.
وأعرب خضر عن قلقه ووجود مخاوف من انتشار الكوليرا على صعيد المحافظة ككل.
كيف تنتقل العدوى؟
وقال المدير الطبي في مستشفى طرابلس الحكومي، الطبيب حلمي الشمروخ لموقع “سكاي نيوز عربية”: ” أن المياه الملوثة هي واحدة من الأسباب الأساسية لانتشار الكوليرا”.
وتابع: “أن استخدام الخضار الملوثة يسهم في انتشار الوباء، وقد ثبت لوزارة الصحة العامة أن ثمة مياها ملوثة تستعمل في ري الخضار، وثمة مصادر متعددة لذلك من بينها نهر ببنين في عكار شمال البلاد”.
وحذر من كثرة المخالطة، وقال: ” تؤدي إلى العدوى والمزيد من الانتشار في حال لا يقوم المريض بتعقيم يديه بشكل جيد”.
والكوليرا مرض ينتقل عن طريق المياه ويسبب إسهالا حادّا يهدد حياة المريض إذا لم يخضع للعلاج.