ت + ت – الحجم الطبيعي
تتردد في الفترة الأخيرة مقولة: إن الرواية هي ديوان العرب، بعد أن كان الشعر ولقرون طويلة هو ديوان العرب وذاكرتهم النابضة بالحياة، ومن هنا جاءت أهمية المسابقات والبرامج الشعرية التي تقام بين فترة وأخرى لتعيد للشعر العربي مكانته التي بدأت تتقلص، لصالح إبداعات أخرى. فحققت هذه البرامج والمسابقات صدى جماهيرياً واسعاً، خاصة وأنها خرجت من عمق الفكر العربي، من بينها «شاعر المليون» و«أمير الشعراء» كما هناك برامج ومسابقات شعرية تعرض على قناة «سما دبي» مثل «بيت القصيد» و«راعي القصيد» وغيرها من مسابقات أيقظت الإعجاب الشديد بالشعر، حيث الكلمات تحلق عالياً لثير الخيال والدهشة.
«البيان» حاولت أن تستكشف عبر الاستطلاع الأسبوعي، مدى نجاح البرامج والمسابقات الشعرية في تعزيز مكانة الشعر العربي، حيث طرحت على متابعيها السؤال التالي: «هل تعزز المسابقات والبرامج المتخصصة مكانة الشعر العربي؟».
وأظهرت نتائج الاستطلاع نجاح هذه البرامج والمسابقات في هذا الشأن، حيث صوتت نسبة 71 % بنعم على موقع «البيان» الإلكتروني، بينما رأت نسبة 29 % غير ذلك، وجاءت نتائج الاستطلاع على موقع «البيان» في «تويتر» متقاربة، إذ صوتت نسبة 72 % بنعم، بينما أكدت نسبة 28 % عكس ذلك.
حضور الشعر
ورأى الدكتور غسان الحسن عضو لجنة تحكيم مسابقة «شاعر المليون»: «أن المسابقات الشعرية الجادة المحكمة مثل برنامج «أمير الشعراء» لشعر الفصحى، و«شاعر المليون» للشعر النبطي، قد ساهمت في تعزيز مكانة الشعر العربي في مجالات عديدة، منها إعادة الوهج إلى فن الشعر في ثقافة الجماهير العربية بعد أن تراجع عن الصدارة، وتعزيز حضور وأهمية الثقافة العربية النخبوية والشعبية واستعادة أقوى ركائزها وحواملها وهو الشعر، وصقل الذائقة الشعرية العربية، وإحساسها بالفن اللغوي الجميل، وهو الشعر، فهو أجمل وأعرق وأشهر الفنون العربية».
وذكر الدكتور الحسن: «ومن المجالات أيضاً تقديم المواهب الشعرية المبدعة إلى الجماهير، بعد أن كانت لا تجد السبيل إلى ساحات الشهرة والذيوع، وتوحيد الجماهير العربية في أقطاب ثقافية مشتركة، وأخيراً صقل المواهب الشعرية الناهضة الساعية إلى الارتقاء في مستوياتها الشعرية من خلال طرح التجارب الشعرية الرفيعة ومن خلال التعليقات واللمحات النقدية التي تقدمها لجان التحكيم».
طاقات إبداعية
الشاعر والناقد مؤيد الشيباني الذي قدم دراسات نقدية حول تجارب العديد من الشعراء الإماراتيين، وجد «أن المسابقات والبرامج الشعرية أداة تحريك وشحذ الهمم ونشر مساحة واسعة من الموهبة الشعرية؛ لأن الشاعر يظهر على منصة مفيدة، ومن خلال البرامج يمكن أن تحرك وتضيف وتعمل على توسعة المنتمين والهواة، وتبقي على الشعر مع العلم أن زمننا ليس شعرياً».
دائرة الضوء
وأضاف الشيباني : «نتمنى أن تتوسع هذه البرامج؛ لأنه في السابق لم يكن هناك دعم للبرامج الثقافية والشعرية، لأنهم كانوا يقولون ليس لها جمهور ولا مردود، واليوم لاحظنا أن هناك شعراء عندهم القدرة على النظم وجاؤوا من دائرة الظل من بلدان عربية عدة إلى دائرة الضوء، ليرتقوا لمنصة البرامج، ونكتشف بأن هناك طاقة شعرية كبيرة بغض النظر عن المستوى الفني والموضوعي».