التخطي إلى المحتوى

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — تعاني نسبة 85% من الفتيات من انتفاخ مؤلم، وتشنجات، وألم في البطن خلال فترات الدورة الشهرية، وبالنسبة لبعضهن، قد تستمر هذه المشاكل لسنوات.

وقالت الدكتورة ستيفاني فوبيون، مديرة مركز “مايو كلينيك” لصحة المرأة في مدينة جاكسونفيل بولاية فلوريدا الأمريكية، في بيان: “نظرًا لأن آلام الدورة الشهرية تعد السبب الرئيسي لتغيب الفتيات المراهقات عن المدرسة، فمن المهم استكشاف الخيارات التي يمكن أن تقلل آلامهن”.

ومع ذلك، هناك تعديلات سلوكية يمكن للفتيات والشابات القيام بها لتقليل الألم، وفقًا لتحليل جديد للدراسات.

وأوضحت فوبيون، التي لم تشارك في الدراسة، أنّ “تعديل النظام الغذائي قد يكون حلاً بسيطًا نسبيًا يمكن أن يوفر راحة كبيرة لهن”.

واستعرض الملخّص الذي قُدم خلال الاجتماع السنوي لـ“جمعية انقطاع الطمث بأمريكا الشمالية”، العلاقة بين النظام الغذائي وعُسر الطمث، وهو المصطلح الطبي الذي يطلق على الدورات الشهرية المؤلمة.

وشرحت الكاتبة الرئيسية للدراسة، سيرا سانوه، لـ CNN أنها أصبحت مهتمة بهذا الموضوع بسبب آلام الدورة الشهرية التي عانت منها منذ فترة مراهقتها.

وقالت سانوه: “لقد وجدت أنّ الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من الأطعمة المسببة للالتهابات، مثل اللحوم الحيوانية، والزيوت، والسكريات، والأملاح، والقهوة تساهم في زيادة مخاطر الألم أثناء فترة الدورة الشهرية للمرأة”.

ولفتت عضوة مجلس إدارة جمعية انقطاع الطمث بأمريكا الشمالية، الدكتورة مونيكا كريسماس، وهي أستاذة التوليد وأمراض النساء في جامعة شيكاغو، إلى أنّ “الكثير من الأطعمة التي يحب الشباب تناولها تثير الالتهابات كاللحوم، والأطعمة الغنية بالسكريات، والدهون”.

وأشارت كريسماس، والتي لم تشارك في الدراسة، إلى أن اتباع نظام غذائي مضاد للالتهابات، مثل حمية البحر الأبيض المتوسط، والتي تشمل تناول الفاكهة، والخضار، وزيت الزيتون، يقلل من التقلصات.

وقالت كريسماس إنّ الأدلة العلمية أظهرت أنّ اتباع نظام غذائي صحي، والحصول على قسط نوم جيد، وممارسة الرياضة، تعد جميعها إجراءات فعّالة في تقليص مدة وشدة التقلصات.

ومع ذلك، أكدت كريسماس أنّه من المهم أن تذهب النساء لمقدّم رعاية صحية، للتأكد من عدم وجود حالة طبية أخرى قد تساهم أيضًا في ظهور تلك الأعراض.

وبينما يستعد الجسم للدورة الشهرية، تبدأ خلايا بطانة الرحم، والتي تستقبل البويضة المخصّبة، في الانهيار.

وخلال الانهيار، تطلق هذه الخلايا كميات كبيرة من الأحماض الدهنية، تسمى “البروستاغلاندين”، لجعل طبقة الرحم تنقبض وتطرد الأنسجة غير المستخدمة.

ويفرز الجسم أيضًا “البروستاغلاندين” بشكل طبيعي أثناء المخاض، لفتح عنق الرحم لعملية الولادة (الطلق).

ويعمل “البروستاغلاندين”مثل الهرمونات، ما يتسبب في انقباض الأوعية الدموية والعضلات الملساء، ويؤدي إلى التقلصات والألم.

وقد وجد الباحثون أنّ مستويات “البروستاغلاندين” تكون أعلى، وتقلصات الرحم تكون أقوى وأكثر تواترًا لدى النساء المصابات بألم الدورة الشهرية، مقارنة بالنساء اللواتي يعانين من ألم طفيف أو معدوم، وفقًا للجمعية الأمريكية لأطباء الأسرة.

ووجدت دراسة أخرى أجريت، عام 2018، وشملت طالبات الجامعات الإسبانية أن النساء اللواتي استهلكن المشروب الغازي “الكولا” وتناولن اللحوم كن أكثر عرضة للمعاناة من الألم أثناء الدورة الشهرية مقارنة بالنساء اللواتي تناولن المزيد من الخضار والفاكهة.

وفي عام 2020، وجدت دراسة أنّ النساء اللواتي تناولن أقل من حصتين من الفاكهة يوميًا كن أكثر عرضة للمعاناة من الألم أثناء الدورة الشهرية.

وبالمثل، وجدت سانوه أنّ جزءًا من المشكلة يتمثل في عدم التوازن بين أحماض أوميغا 3 وأوميغا 6 الدهنية.

وتُعد أحماض أوميغا-3 الدهنية – والموجودة في أطعمة مثل السلمون، والتونة، والسردين، والمحار، والجوز، والشيا وبذور الكتان – مضادًة للالتهابات.

وقد ربطت الدراسات أحماض أوميغا-3 الدهنية بتقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة التي يسببها الالتهاب.

وتحافظ أحماض أوميغا-6 الدهنية على صحة الجلد، والشعر، والعظام، وتساعد على تنظيم التمثيل الغذائي، بالإضافة إلى دورها في الجهاز التناسلي.

لكن الكثير من هذه الأحماض الدهنية قد تسبب الالتهاب عندما يقوم الجسم في النهاية بتقسيمها إلى حمض الأراكيدونيك، مما يقلل من عتبة الألم في الجسم.

وقالت سانوه: “من خلال بحثي، اكتشفت أنّ الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا غنيًا بأحماض أوميغا-6 الدهنية، وخاصة تلك المشتقة من المنتجات الحيوانية، لديهم نسبة أعلى من حمض الأراكيدونيك في الجسم، مما يزيد من كمية البروستاغلاندين التي تساعد الرحم على الانقباض”.

وأضافت سانوه أنّ اتباع “نظام غذائي يوازن أحماض أوميغا-3 وأوميغا-6 الدهنية، وتقليل كمية الأطعمة الالتهابية (الأطعمة التي تزيد من الالتهاب)، يقلل من ألم الدورة الشهرية”.

وكشفت دراستان منفصلتان، من عامي 2011 و 2012، أنّ النساء اللواتي تناولن مكملات أحماض أوميغا-3 الدهنية قل لديهن الشعور بالانزعاج أثناء الدورة الشهرية بما يكفي لتقليل استخدام دواء “الأيبوبروفين” المخصص لتخفيف الآلام.

ووجدت دراسة أجريت عام 1996 علاقة مهمة للغاية بين أحماض أوميغا-3 الدهنية وأعراض الدورة الشهرية المعتدلة لدى المراهقات.

حلول أخرى

وتغيير النظام الغذائي ليس الطريقة الوحيدة لمحاربة آلام الدورة الشهرية.

وأشارت كريسماس إلى أنّ العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، تقلل من إنتاج “البروستاغلاندين”، ولهذا السبب تُعد الدعامة الأساسية لعلاج تقلصات الدورة الشهرية.

ومع ذلك، فإن أدوية تخفيف الآلام هذه تأتي أيضًا بآثار جانبية.

ووفقًا لمراجعة مكتبة كوكرين عام 2015 للأدلة، ترتبط مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية بالانتفاخ، والإسهال، والدوخة، وعسر الهضم، والصداع، وحرقة المعدة، وارتفاع ضغط الدم، والغثيان، والقيء، وفي حالات نادرة بارتفاع إنزيمات الكبد.

وبدلاً من هذه الطريقة، تنصح سانوه باتباع نظام غذائي مضاد للالتهابات.

ووضعت سانوه أبحاثها موضع التنفيذ من خلال تقليل تناولها للحوم الحمراء والأطعمة الأخرى المسببة للالتهابات مثل السكر والقهوة، وأكدت لـ CNN أنّها قللت من آلام الدورة الشهرية لديها.

Scan the code