المبدعة الإماراتيّة.. إلهام واستدامة
حضرت الإماراتيّة في المشهد الإماراتيّ قبل قيام دولة الاتّحاد بسنوات، فقد تركت أثراً خالداً، وخاصة في مجال الإعلام منذ عام 1965، وبالتحديد في إذاعة صوت الساحل، وتلفزيون الكويت من دبي، وتلفزيون وإذاعة أبوظبي، فالرائدات من أمثال حصة العسيلي، والدكتورة حصة لوتاه، ومريم أحمد، وعائشة النعيمي، وأمينة بوشهاب، وعائشة الكعبي، كُنَّ في قلب الطفرة الاقتصادية والثقافية في الدولة، وكان حضورهن راسخاً في المكتوب والمرئيّ والمسموع، فضلاً عن مجالات التمثيل الثقافي والحضور الدبلوماسي في المحافل العالمية.
وها نحن اليوم نجدّد احتفالنا بإلهام المرأة الإماراتيّة واستدامة عطائها، رافعين شعار «واقع ملهم، مستقبل مستدام» سِمةً ليوم المرأة الإماراتيّة الذي يتجدّد وهجه بحلول الثامن والعشرين من أغسطس، وذلك بتوجيهات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، وذلك تماشياً مع استثنائية دور بنت الإمارات في جميع المجالات والقطاعات، وخصوصاً تلك التي تمثل الوطن، وتعتني بسمعته ومسيرته. لقد تواصلت مسيرة الإمارتيّة الإعلاميّة، ورأيناها تتميّز على مستويات عدة، منها المهني، فهناك الصحفيّات وصاحبات الأقلام الجادّة، وقائدات في مجال العمل الصحفي والإخباري رأَسْنَ التحرير في مراكز الأخبار والصحف والإذاعات وصناعة المحتوي الرقم.
كما رأينا الإعلاميّة الإماراتيّة تتبوّأ مناصب في إدارات الاتصال الحكومي والمؤسسي، وتشارك في نظم استراتيجيات إدارة الأحداث الكبرى، مثل معالي ريم الهاشمي، التي قادت فرق عمل لا تتوقف عن الإبداع في إكسبو 2020 دبي.
ومع التطورات الجديدة في الإعلام الرقمي دخلت المرأة هذا المجال بفضول كبير، لاكتشاف الإمكانيات المذهلة التي يحملها هذا العالم، فهي في طليعة هذا التحول، وقد حققت الكثير على المستويين التخصصي والإداري، وهناك سيدات رأَسْنَ مشروعات رقمية مهمّة، مثل الهوية الوطنية الرقمية، فضلاً عن تمثيل الدولة في المحافل المعنيّة بهذا الجانب، في منظمات عالمية مثل الأمم المتحدة، والبرلمانات النسائية العالمية.
ولا شك أن الإماراتيّة -قياديّة ودبلوماسيّة وإعلاميّة- قادرة على ترسيخ دورها في قيادة الرأي، وإحداث التحولات النوعية في مجالها، فمع الثورة الرقمية المعرفية، هناك مئات الفرص التي يمكن استثمارها في سبيل استدامة مسيرة الاتحاد، إلا أننا نطمح إلى تركيز الجهود الأكاديمية والمهنية فيما يحتاج إليه المستقبل، إذ لا تزال تنقصنا الخبرات في القطاعات التقنية والفنية، كما أن فرص المنافسة والابتكار في الفضاء الرقمي متاحة، وبحاجة إلى من يستثمرها على نحو يقود إلى فتح أبواب جديدة لريادة الأعمال في الصّناعات الإبداعيّة مثلًا، ما يستدعي دعم كل هذه الاستراتيجيات الواعدة في القطاعات المستقبلية ببرامج مسح لحصر الإسهامات النسائية وتقييمها، وصناديق دعم مادي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى تطبيق استراتيجيات الساعات المرنة، والتفريغ الكامل أو الجزئي للمبدعات في القطاعات المختلفة.
صفية محمد الشحي*
إعلامية وكاتبة إماراتية، ومُعدّة ومقدمة برامج