ت + ت – الحجم الطبيعي
يكتنف الغموض الأوضاع في ليبيا، في ظل استمرار الانقسام، وتلويح رئيس الحكومة المنبثقة عن مجلس النواب، فتحي باشاغا، بدخول طرابلس قريباً، وقال شهود عيان لـ«البيان»: إن حالة من الاستنفار الأمني تسيطر على طرابلس، وإن الميليشيات الموالية لحكومة الوحدة الوطنية تواصل التحرك واستعراض القوة وسط العاصمة وضواحيها، لتأكيد جاهزيتها التصدي لأية محاولة اقتحام، فضلاً عن انتشار قوات أمنية وعناصر من الميليشيات حول أغلب المؤسسات الحكومية.
ودفعت نذر المواجهة، إلى إعراب الولايات المتحدة عن قلقها العميق، داعية إلى وقف التصعيد. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، أن أغلب الليبيين يسعون لاختيار قيادتهم بشكل سلمي من خلال الانتخابات، مضيفاً: «ندعو أولئك الذين يخاطرون بالجر مرة أخرى إلى العنف إلى إلقاء أسلحتهم، ونحض بشكل خاص قادة ليبيا على إعادة الالتزام دون تأخير بتحديد أساس دستوري للانتخابات الرئاسية والبرلمانية».
وشدد برايس على أن عدم الاستقرار المستمر تذكير بالحاجة الملحة لتعيين ممثل خاص جديد للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، لاستئناف جهود الوساطة، بدعم موحد من المجتمع الدولي، كما أعربت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، عن القلق العميق إزاء ما وصفتها بأنها تعبئة مستمرة للقوات، وتهديدات باستخدام القوة، مؤكدة أن الانسداد السياسي الراهن، وكل أوجه الأزمة التي تحيق بليبيا لا يمكن حلها بالمواجهة المسلحة، وأن حل هذه القضايا لا يأتي إلا من خلال ممارسة الشعب الليبي لحقه في اختيار قادته وتجديد شرعية مؤسسات الدولة، عبر انتخابات ديمقراطية. ومن المنتظر أن يطغى الوضع الميداني والانقسام السياسي، على جلسة الإحاطة والمشاورات لمجلس الأمن المرتقبة الأسبوع المقبل، في ظل استمرار الخلاف حول اختيار مبعوث جديد في ليبيا.
مخاوف اشتباكات
ويرجح مراقبون أن تشهد طرابلس اشتباكات جديدة خلال الفترة المقبلة، لا سيما أن حالة من الاحتقان باتت تطغى العلاقات بين الميلشيات غرب البلاد، والتي تواجه بدورها انقساماً بين أطراف داعمة للدبيبة، وأخرى موالية لباشاغا، مشيرين إلى أن السلطات المركزية لا تبدو قادرة على لجم الجماعات المسلحة. ولوح فتحي باشاغا، الجمعة الماضي بدخول طرابلس لاستلام مهامه، حال استمرار رفض رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة تسليم السلطة بشكل سلمي، مشيراً إلى أن ملايين الليبيين ينتظرون دخول حكومته إلى طرابلس لاستلام مقراتها، ومن بينهم أهالي العاصمة. وجدد باشاغا تأكيده على رغبة حكومته في دخول طرابلس سلمياً، من أجل عدم إراقة الدماء، مشيراً في الوقت نفسه إلى الاستعداد لاستخدام قوة السلاح حال لجأت القوات لحكومة الوحدة الوطنية إلى القوة.
دعم
شدد الزعماء القبليون للمنطقة الغربية على التمسك بمبدأ التداول السلمي على السلطة، وأكد الزعماء في بيان دعمهم الحكومة الليبية برئاسة فتحي باشاغا، باعتبارها الحكومة الشرعية الوحيدة، التي لها حق ممارسة السلطة في كامل التراب الليبي، مطالبين بإجراء الانتخابات في الموعد، الذي تحدده المفوضية الوطنية العليا دون تأجيل. وحمل ملتقى الزعماء القبليون، في بيان البعثة الأممية المسؤولية عما آلت إليه الأمور في ليبيا، عقب تغاضيها عن اتهام بعض الشخصيات الليبية بتلقي الرشاوى في جنيف، وعدم كشف نتائج التحقيقات، التي ادعت إجراءها وقفزت على الحقائق بإطالة عمر الأزمة.
تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز