التخطي إلى المحتوى

شيعت حشود غفيرة في موسكو اليوم (الثلاثاء 23 أغسطس / آب 2022) جنازة ابنة المفكر القومي الروسي ألكسندر دوغين، وألقى المعزّون، وقد حمل كثيرون منهم الورود، نظرة الوداع على داريا التي وضع نعشها المفتوح في بهو برج أوستانكينو في موسكو وتعلوه صورة لها بالأبيض والأسود. فيما جلس دوغين وزوجته المتّشحين بالأسود بجانب النعش.

 وقال ألكسندر دوغين في بداية الجنازة “ماتت فداء لروسيا، أمّة وشعبا، في الجبهة. والجبهة هي هنا”. وقتلت داريا دوغينا السبت إثر انفجار عبوة زرعت في سيارتها التي كانت تقودها على طريق سريع في ضواحي موسكو. وقالت السلطات الروسية إن الاستخبارات الأوكرانية هي من دبّر عملية الاغتيال. لكن كييف تنفي تلك الاتهامات.

وذاع صيت ألكسندر دوغين (60 عاما) والد داريا في روسيا في التسعينات في خضمّ الفوضى الفكرية التي خلّفها انهيار النظام الشيوعي. وتميّز دوغين باعتناقه عقيدة “الأوراسية الجديدة” المناهضة لليبرالية ومفادها أن موسكو مدعوّة لتحرير العالم من انحرافات الغرب من خلال إقامة إمبراطورية تمتدّ من أوروبا إلى آسيا.

ويتباهى دوغين الذي له إطلالات تلفزيونية كثيرة والمعروف بلحيته الطويلة التي تعطيه ملامح تشبه تلك التي يجسّد بها الأنبياء بأن له تأثير أيديولوجي على بوتين. ويرى كثيرون أن دوغين أدّى دوراً في توتّر العلاقات بين بوتين والغرب وقد أطلقوا عليه لقب “عقل بوتين”. ولم يعرب بوتين يوما عن دعم علني لدوغين، لكنّ الكرملين أصدر الإثنين رسالة تعزية لعائلة دوغين ندّد فيها الرئيس الروسي بـ “جريمة دنيئة” أودت بحياة دوغينا.

 وخطت داريا المولودة سنة 1992 على خطى والدها ألكسندر وسطع اسمها في السنوات الأخيرة في وسائل الإعلام الروسية. وتعاونت مستعيرة اسم داريا بلاتونوفا مع شبكة “روسيا اليوم” وقناة “تسارغراد” المحافظة على وجه الخصوص.

واشنطن تدعو رعاياها لمغادرة أوكرانيا

وفي سياق متصل، حذّرت السفارة الأميركية في كييف الثلاثاء من عزم روسياشنّ ضربات ضد منشآت مدنية ومبانٍ حكومية في أوكرانيا “في الأيام المقبلة”. وقالت السفارة في رسالة نشرتها على موقعها الالكتروني “تملك وزارة الخارجية معلومات مفادها أن روسيا تكثّف جهودها لشنّ ضربات على منشآت مدنية وحكومية في أوكرانيا في الأيام المقبلة”. ودعت السفارة مواطنيها إلى “مغادرة أوكرانيا اعتبارًا من الآن عبر وسائل النقل البرية الخاصة المتوفرة”.

 ويدخل الغزو الروسي لأوكرانيا الأربعاء شهره السابع. ومنذ تراجع القوات الروسية من محيط كييف في نهاية آذار/ مارس، تتركّز معظم المعارك في شرق أوكرانيا، حيث تباطأ تقدم القوات الروسية. وتقدّمها بطيء أيضًا في الجنوب حيث تقول القوات الأوكرانية إنها تشنّ هجومًا مضادًا. مع ذلك، تواصل روسيا استهداف المدن الأوكرانية بصواريخ بعيدة المدى، ونادرًا ما تستهدف هذه الضربات العاصمة أو المناطق المحيطة بها.

و.ب / ح.ز (أ.ف.ب، د ب أ)

 

Scan the code