التخطي إلى المحتوى

محمد عبدالسميع (الشارقة)

تستند الكاتبة الإماراتيّة سميّة الغساني إلى موضوع «الابتكار» في بداية مشروعها الروائي والثقافي، الذي استطاعت تطويعه في رواية أسمتها (خان العقول)، جامعةً بذلك ما بين تخصصها العلمي الذي نالت فيه ماجستير إدارة الابتكار من كليّة محمد بن راشد للإدارة الحكوميّة، والرغبة في أن تنضمّ إلى ركب الروائيّات لتطوير الذات الإبداعية في هذا المجال.
وتسعى الغسّاني إلى تعزيز ثقافة الابتكار من خلال الكتابة وتأثيرها في المتلقي، مؤكّدةً أنّ قول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»: «لن نعيش لمئات السنين، ولكننا نستطيع أن نبدع شيئاً يستمر لمئات السنين»، شكّل لها استلهاماً وحافزاً لتصوغ من هذه العبارة المعبّرة عملاً روائيّاً يحمل قضايا اجتماعيّة ويعالج مواضيع ذات علاقة بالإنسان ومستقبله، مثل المنافسة غير الصحيّة في العمل، والصعوبات التي يواجهها المبتكر العربي، والصحة النفسيّة، وابتكار الجرائم الذي يقابله ابتكار مكافحة الجرائم.

  • سمية الغساني
    سمية الغساني

وبعد حصولها في مرحلة البكالوريوس على شهادة إدارة الأعمال، رأت الغساني أن إكمال دراسة الدكتوراه في موضوع الابتكار، يحقق الهدفين معًا: العلمي، والأدبي الذي كان يكبر لديها منذ الصفوف الابتدائيّة والإذاعة المدرسيّة، ليتمخّض عن هدف رئيسي فيما بعد نقلته في الرواية بلغة بسيطة تصل إلى القارئ وتدفعه للترويج معها لموضوع مهم من صلب اهتمامات الدولة نحو الأبناء. وبوصفها أوّل رواية مطبوعة لها، قالت الغساني: إنّ «خان العقول» الصادرة عن دار أوستن ماكولي بالشارقة، هي بمثابة دليل مصغّر لكلّ من يرغب باستخدام الابتكار في حياته، إذ تتخذ الرواية من مدينة دبي مسرحًا لسير الأحداث، خصوصًا وأنّها تقرأ الفترة 2017 و 2023، كمرحلة جادة للمدينة نحو ثورتها الصناعية الرابعة.
وكتجربة إلكترونية في الكتابة، صدر للغساني في عام 2020 كتاب «سِكّتنا» الذي رفعته على تطبيق أمازون، ووثقت فيه لمرحلة بداية جائحة كورونا وتأثيراتها المصاحبة، لتكون بذلك أوّل كاتبة من الإمارات تعرض بشكل تفصيلي ما عاشه المجتمع الإماراتي في تلك الفترة التي رأتها من أصعب الفترات على الكاتب الإماراتي والعربي، نظرًا لتوقّف النشاطات الثقافيّة بسبب تفشي الجائحة، وما سببته الإجراءات الاحترازية في الحجر والإغلاق من تأخّر في صدور المؤلفات. وترى الغساني أنّ من ميزات الكاتب أنّه يصبح عالمًا من الثقافة ويكتسب خبرات جديدة في الاعتماد على الذات، كتجربة جديدة تتطوّر فيما بعد، مستذكرةً مراحل الكتابة والنشر والمفاضلة حتى بين أغلفة الكتاب، ومرحلة الترويج للرواية وتسويقها والخروج بها على الأصدقاء والجمهور والمؤسسات، وكلّ ذلك يجعل من الروائي إنسانًا دائم الحركة ينظر إلى المستقبل بالمفاجأة وتحقيق الطموح. وتقول: إنّ الموهبة تكبر مع صاحبها إن وجدت من يستثمرها، خصوصًا في الصفوف الأولى من الدراسة التي تُعدّ نواة لإبداعات مختمرة في عقل الطفل ووجدانه، يجب استثمارها والتشجيع عليها، فقد اكتشفت موهبتها إحدى معلماتها، فكانت تقرأ أشعارًا وطنيّة في عمر ستّ سنوات، ما جعلها تكتب روايةً في عمر الخامسة عشرة لم تنشرها بعد. أخيرًا، ترى الكاتبة الغساني أنّ المشهد الثقافي الإماراتي متنوع بإبداعاته في السرد والشعر وبقية الأجناس الأدبية والفنية، مؤكدةً أنّ الشباب يقبلون على الكتابة باعتبارها مصدرًا ثقافيّاً وحسًّا من ذات الكاتب ورؤيته لما حوله ولقضاياه التي يعيشها، مشيدةً بكتابات إماراتية باللغة الأجنبيّة نحو التبادل الثقافي وتشجيع الترجمة، وهو ما يسهم بحراك ثقافي متزايد ومفيد للوطن والإنسان.

Scan the code