لمياء الهرمودي (الشارقة)
في إطار استدامة مسيرة العمل الخيري والإنساني للوقوف إلى جانب الشعوب الفقيرة حول العالم، تقوم جمعية الشارقة الخيرية، من خلال التنسيق مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وسفارات الدولة، ومكاتب الجمعية في البلدان المستفيدة، بتنفيذ العديد من المشاريع الخيرية وتقديم حزمة من المساعدات الحيوية للفقراء في تلك الدول، وتفعيل برامج الكفالات لمستحقيها إرساء لقيم التعاون والتراحم التي دعا إليها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه».
وبلغت قيمة الأنشطة التي نفذتها جمعية الشارقة الخيرية خلال النصف الأول من العام الجاري نحو 124.1 مليون درهم شملت جملة من المشاريع التي تم تنفيذها في تلك البلدان بجانب مشروعات أخرى أضحت على بعد مسافة قريبة من إعلان تسليمها لمستحقيها، إلى جانب ضم عدد من الفئات إلى برامج رعاية الأيتام والأسر المتعففة وذلك بحسب تقرير إدارة المشاريع والعون الخارجي الصادر مطلع شهر يوليو المنقضي.
وقال محمد عبد الرحمن آل علي مدير إدارة المشاريع والعون الخارجي بجمعية الشارقة الخيرية ل«الاتحاد»: نسعى جاهدين للوصول لكل محتاج في مختلف بقاع العالم دون تمييز بين جنس أو لون، مشيرا أن جميع المشروعات الخارجية التي تقوم بها الجمعية تأتي بتوجيهات مباشرة من مجلس إدارة الجمعية وبمعاونة من كافة فرق العمل في سبيل تأدية الرسالة الموكلة إلينا.
وأضاف: نقدم كل ما نملك ونجتهد قدر إمكاننا حتى ننشر رسالتنا الخيرية التي تعبر عن قيم العطاء الإماراتي الذي توسع وتشعبت جذوره في كافة البلدان المستحقة في مختلف قارات العالم ليعم الخير على أكثر من 110 دول.
وأوضح آل علي أن المشاريع المنفذة خلال النصف الأول من العام الجاري ذهبت لصالح العشرات من الدول الفقيرة حول العالم، وتضمنت تلك المشاريع بناء 624 مسجدا بتكلفة 36.4 مليون درهم، و96 فصلا دراسيا ضمن مشروع هيا نتعلم الذي تم تنفيذه بتكلفة 5.1 مليون درهم مما يعكس الجهود الكثيفة التي يتم بذلها لدعم الطلبة والدارسين بالخارج إسوة بما يتم تقديمه من دعم لا محدود للطلبة الدراسين داخل الدولة، حيث يعد التعليم من أهم الأولويات فهو السبيل إلى بناء الإنسان والاستثمار في طاقاته وقدراته وتسخيرها بالشكل الذي يمكنه من خدمة مجتمعه والمساهمة في الارتقاء به وذلك عبر عقول مستنيرة.
أصحاب المهن الحرفية
وأوضح مدير إدارة المشاريع والعون الخارجي بجمعية الشارقة الخيرية أن أعمال الجمعية خارجيا خلال النصف الأول من العام الجاري تضمنت بناء 49 محلا وقفيا بتكلفة 1.2 مليون درهم، و508 مشاريع خيرية إنتاجية بتكلفة نصف مليون درهم وهي بمثابة فرصة عمل لأصحاب المهن الحرفية لتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم في توفير احتياجاتهم المعيشية بما يحقق الهدف الجوهري من عمل الجمعية والتي تتطلع إلى الارتقاء بالمستفيد وتمكينه من الاكتفاء الذاتي دون الحاجة لانتظار مساعدات المؤسسات الخيرية، حيث من خلال هذه المشاريع الإنتاجية يتم تزويد الحالة المستفيدة بالوسائل التي تعينه على القيام بأداء حرفة معينة من الحرف التي يجيدها، وتصبح فرصة عمل له يكسب من خلالها قوت يومه، وهذه المشاريع تتضمن طاحنات الحبوب، ودراجات الأجرة، وقوارب الصيد، وآلات الخياطة والتطريز، إلى جانب مشاريع إنتاجية للمزارعين مثل مشروع البقرة الحلوب، ومحلات بيع الفواكه والخضروات، وغيرها الكثير من المشاريع الإنتاجية الأخرى.
وأشار إلى أن المشاريع المنفذة شملت عددا من المنشآت الحيوية التي تمثل عمراناً وتخدم سكان وأهالي المنطقة والقرى المجاورة لها، وتضمنت بناء 62 بيتا للفقراء بتكلفة 1.2 مليون درهم لتكون لهم مأوى وسكناً بما يحقق لهم الاستقرار المعيشي، وإنشاء 71 مجمعا بتكلفة 19.9 مليون درهم، وهي مشاريع حيوية تمثل عمرانا للمناطق النائية خاصة أن الجمعية تقوم على تنفيذ مشاريعها في القرى التي تفتقر إلى الخدمات المهمة التي تحقق تطلعاتهم.
محطات تحلية مياه
قال مدير إدارة المشاريع والعون الخارجي بجمعية الشارقة الخيرية: قامت الجمعية بحفر 3403 آبار و15 محطة تحلية مياه، وتنوعت الآبار بين ارتوازية وسطحية وعميقة مع الاتجاه إلى تشيد الصهاريج الكبرى التي تخدم عدد من القرى المجاورة وتعمل من خلال الطاقة الشمسية بتكلفة 19.3 مليون درهم بما يوفر لسكان تلك المناطق وفرة في مياه الشرب دون عناء البحث تحت أشعة الشمس الحارقة، موضحا أن الدراسات التي تقوم بها فرق عمل مكاتب الجمعية تعكس حجم المعاناة اليومية التي يعيشها سكان المناطق النائية في البلدان التي تفتقر إلى المياه وقد ينتج عن ذلك تعرض السكان لمخاطر الجفاف وما ينتج عنه من آثار وخيمة تقود إلى المجاعة، مضيفا أن المشاريع المنفذة شملت كذلك إجراء 820 عملية جراحية لمرضى العيون غير مقتدرين على توفير نفقات العلاج، بينما تم توزيع 250 ألف وجبة إفطار صائم بتكلفة 2.8 مليون درهم في أكثر من 30 دولة حول العالم خلال شهر رمضان المبارك، فيما نُفذ مشروع العُرس الجماعي ليستفيد منه 50 عريساً في جمهورية كينيا، بينما تم توزيع السلال الغذائية بتكلفة ربع مليون درهم.
وأكد آل علي على أن عدد مكفولي الجمعية خلال النصف الأول من العام الجاري بلغ 27055 مكفولا، تم تقسيمهم إلى خمس فئات وهم 26547 يتيما، و358 أسرة متعففة، و83 حالة من الأئمة والمعلمين، و57 حالة من ذوي الإعاقة، و10 من فئة طلبة العلم الأيتام، لافتا إلى أن الجمعية نفذت مشاريع رعاية المكفولين بشكل منتظم شهريا من خلال مخصصات مالية بلغت 31.6 مليون درهم اشتملت على كافة جوانب الرعاية الشاملة التي تضمن لهؤلاء الأيتام الحياة الكريمة بعدما غيّب الموت ذويهم.