دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– قبل 66 مليون سنة اصطدم كويكب بالأرض، مخلّفًا فوهة بركانية ضخمة تحت سطح البحر.
لكن مهلًا.. إنه ليس ذاك الكويكب الذي تسبّب بانقراض الديناصورات.
لكنّ هذه الفوهة ظهرت في الوقت عينه تقريبًا، واكتشفت قبالة سواحل غرب أفريقيا التي تبعد عنها 248 ميلًا.
قد تؤدي الدراسة الإضافية لحفرة “نادِر”، كما أُطلق عليها، إلى زعزعة ما نعرفه عن تلك اللحظة الكارثية في التاريخ الطبيعي.
ووجد أويسدين نيكلسون، الأستاذ المساعد بجامعة هيريوت-وات في إدنبرة، الفوهة من طريق الصدفة.
ففي حين كان يراجع بيانات المسح الزلزالي في إطار مشروع آخر حول الانقسام التكتوني بين أمريكا الجنوبية وأفريقيا، وجد دليلًا على فوهة بركان تقع على عمق 400 متر تحت رواسب قاع البحر.
وقال: “أثناء تفسير البيانات، وقعت على هذا المعلم الشبيه بالحفرة غير العادية، وهذا مخالف لأي شيء رأيته من قبل”.
وتابع: “هي تتمتّع بجميع خصائص فوهة البركان”.
وبدافع التأكد من أنّ الحفرة أحدثها اصطدام كويكب، أوضح نيكلسون أنه من الضروري اختبار المعادن في أرضية الحفرة.
ونشرت مجلة Science Advances الدراسة، الخميس.
قال مارك بوسلوغ، أستاذ الأبحاث في علوم الأرض والكواكب في جامعة نيومكسيكو: “يبقى اكتشاف فوهة صدمية على كوكب الأرض أمرًا مهمًا دومًا، لأنها نادرة جدًا في السجل الجيولوجي.. يوجد أقل من 200 اصطدام مؤكد لهيكل بالأرض، وعدد قليل جدًا من الهياكل المرشحة المحتملة لم يتم التثبت منها بعد”.
ويذكر أن بوسلوغ لم يشارك في هذا البحث، لكنه وافق على أنّ الفوهة ربما تكون قد نجمت عن اصطدام كويكب.
وأوضح: “فرصة دراسة فوهة بركان بهذا الحجم تحت الماء ستساعدنا على فهم عملية آثار المحيط، الأكثر شيوعًا، لكنها الأقل حفظًا وفهمًا”.
نتائج متتالية
يبلغ عرض الحفرة 8 كيلومترات، ويعتقد نيكولسون أنها نجمت على الأرجح عن اصطدام كويكب بعرض يزيد عن 400 متر، اندفع نحو القشرة الأرضية.
وفي حين أنه أصغر بكثير من الكويكب، الذي تسبّب بفوهة تشيكشولوب، إلا أنها لا تزال صخرة فضائية كبيرة.
ويذكر أن فوهة تشيكشولوب يبلغ عرضها 100 ميل، ونجمت عن اصطدام الكويكب قبالة ساحل المكسيك، ما أدّى إلى انقراض الكثير من الحياة على هذا الكوكب.
أوضح نيكولسون لـCNN: “قد يكون لأثر نادِر عواقب وخيمة محليًا وإقليميًا، عبر المحيط الأطلسي على الأقل”.
وتابع: “ربما حصل زلزال كبير (بقوة 6.5 – 7 درجات)، وهزت الأرض بشكل كبير محليًا.. وقد سُمع دوي الانفجار الجوي في جميع أنحاء العالم، وتسبّب بأضرار محلية كبيرة في أنحاء المنطقة”.
وقد يكون تسبّب بموجة تسونامي “كبيرة بشكل استثنائي” على ارتفاع 3200 قدم حول الفوهة.
وتظهر المعلومات من الأحافير الدقيقة في آبار الاستكشاف القريبة أن الحفرة تشكلت قبل 66 مليون سنة تقريبًا، أي في نهاية العصر الطباشيري.
ومع ذلك، لا يزال هناك عدم يقين حول عمرها بالضبط.
وقال نيكولسون إنه يمكن أن يكون اصطدام الكويكب مرتبطًا بتأثير تشيكشولوب، أو أنه قد يكون مجرد صدفة، فكويكب بهذا الحجم سيضرب الأرض كل 700 ألف عام.
ويعتبر أن معرفة العمر الدقيق أمر بالغ الأهمية.
وأفاد: “فهم الطبيعة الدقيقة للعلاقة مع تشيكشولوب، (إن وجدت)، مهم لفهم ما كان يحدث بالنظام الشمسي الداخلي في تلك الحقبة الزمنية، وطرح بعض الأسئلة الجديدة المثيرة للاهتمام”.
وأضاف نيكولسون: “إذا كان هناك اصطدامان في الوقت نفسه، فهل من حفر أخرى ناجمة عنهما على الكوكب، وما هو الأثر المتتابع للاصطدامات المتعددة؟”.