أعلن مسؤولون فلسطينيون أنهم تسلموا السبت نسخة من أوراق اعتماد أول سفير سعودي، في خطوة تشكل إبداء للدعم حتى مع دراسة المملكة إمكانية إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل.
وعهد بالمنصب إلى السفير السعودي الحالي في الأردن نايف السديري، بحسب منشور للسفارة السعودية في عمان على منصة إكس (تويتر سابقا).
تقليديا، تتولى سفارة المملكة العربية السعودية في عمّان ملف الأراضي الفلسطينية.
وقال السديري في تصريحات نقلتها قناة الإخبارية السعودية إن هذه “خطوة مهمة”، مشددا على رغبة الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان في “تعزيز العلاقات مع الأشقاء في دولة فلسطين… وإعطائها دفعة ذات طابع رسمي في كافة المجالات”.
لا تعترف السعودية بإسرائيل ولم تنضم إلى “اتفاقيات أبراهام” المبرمة عام 2020 بوساطة الولايات المتحدة والتي أرست بمقتضاها الدولة العبرية علاقات رسمية مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين.
لكن خلال جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الشرق الأوسط العام الماضي، أعلنت هيئة الطيران المدني السعودية فتح أجوائها “لجميع الناقلات الجوية”، ما مهد الطريق للطائرات الإسرائيلية لاستخدام المجال الجوي السعودي.
وقد أقلت الطائرة الرئاسية بايدن إلى جدة من مطار بن غوريون الإسرائيلي لإجراء محادثات مع القادة السعوديين. ونفت المملكة حينها أن تكون الخطوة مقدمة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقالت الرياض مرارا إنها ستتمسك بموقف جامعة الدول العربية القائم منذ عقود والمتمثل في عدم إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل حتى يتم حل النزاع مع الفلسطينيين.
“شروط” للتطبيع
لكن في الأشهر الأخيرة، أجرت الرياض وواشنطن محادثات حول الشروط السعودية لإحراز تقدم نحو التطبيع، من بينها ضمانات أمنية ومساعدتها في إنشاء برنامج نووي مدني بقدرة تخصيب لليورانيوم، وفق مسؤولين مطلعين على فحوى الاجتماعات.
وقال المحلل السعودي في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في الرياض هشام الغنام لوكالة الأنباء الفرنسية هذا الأسبوع إن الرياض تحتاج إلى أن تعرف ما إذا كان الإسرائيليون “يعملون فعليا على إحراز تقدم ملموس في حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي”.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن مستشار الرئاسة الفلسطينية للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي تسلم السبت نسخة من أوراق اعتماد السديري و”رحب” بالتعيين.
وقال الخالدي خلال الاجتماع الذي نظم في السفارة الفلسطينية في عمّان “هذه الخطوة الهامة ستسهم في تعزيز العلاقات الأخوية القوية والمتينة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين”.
واعتبر مسؤول في السلطة الفلسطينية أنه بهذا الإعلان “أعادت السعودية تأكيد اعترافها بدولة فلسطين وعاصمتها القدس”.
وأضاف المسؤول الذي طلب حجب هويته “هذا جزء من عدة خطوات وسنواصل تطوير العلاقة معهم”.
تواصلت وكالة الأنباء الفرنسية مع متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية لكنه لم يشأ الإدلاء بتعليق فوري على التعيين، واكتفى بالإحالة على التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية إيلي كوهين بأن “السلام بين إسرائيل والسعودية مسألة وقت”.
سفير لتولي “ملف إسرائيل؟
من جهته، قال المحلل السعودي والخبير في العلاقات السعودية الإسرائيلية عزيز الغشيان إن خطوة السبت “تعطي فكرة عما يمكن أن تكون عليه العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإسرائيل: سفير سعودي في فلسطين يتولى ملف إسرائيل”.
وأضاف الغشيان “الرسالة الفورية هي التعامل بجدية مع المطالب السعودية بشأن تنازلات إسرائيلية”.
واعتبر الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى غيث العمري أن تعيين السديري يبعث أيضا “رسالة دعم عامة للسلطة الفلسطينية”.
وتابع “نظرا إلى الوضع المالي السيئ للسلطة الفلسطينية، يمكن أن تحدث مساعدة سعودية فرقا كبيرا”، فضلا عن تقديم “الدعم الدبلوماسي الذي تحتاجه السلطة الفلسطينية بشدة”.