قال توم باراك، أحد جامعي التبرعات للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في شهادة الخميس خلال محاكمته بتهمة العمالة للخارج بصورة غير مشروعة، إنه حث ترامب عندما كان رئيسا للولايات المتحدة على استغلال مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي كأداة للضغط على المملكة لإنهاء الحصار على قطر.
ويمكن لشهادة باراك بأنه دافع عن مصالح قطر أن تقوض اتهامات المدعين الاتحاديين في بروكلين بأنه كان عميلا للإمارات، وهي إحدى الدول التي فرضت الحصار، دون إخطار وزير العدل الأميركي، حسبما يقتضي القانون.
ولا يواجه باراك (75 عاما) اتهامات بالتصرف كعميل للسعودية، لكن السعودية والإمارات حليفتان مقربتان. ودفع ببراءته قائلا إن تعاملاته مع المسؤولين في الشرق الأوسط كانت في إطار عمله في إدارة شركة كولوني كابيتال للاستثمار المباشر، والمعروفة الآن باسم ديجيتال بريدج.
وفي اليوم الرابع من إدلاء باراك بشهادته الخميس، قال باراك إنه خلال اتصال هاتفي في أكتوبر 2018 مع ترامب عقب مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في تركيا حث الرئيس آنذاك على استغلال الغضب العالمي الذي أثاره الحادث “كأداة لرفع هذا الحصار الأحمق”.
وتقول المخابرات الأميركية إن مقتل خاشقجي تم بموافقة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للبلاد. ونفى الأمير إصدار أمر القتل.
بدأ الحصار على قطر من جانب السعودية والإمارات وغيرهما في عام 2017. ويقول ممثلو الادعاء إنه خلال الحصار، أخبر باراك راشد المالك، وهو متهم أيضا بأنه عميل للإمارات، بأن الولايات المتحدة تدرس استضافة قمة لحل النزاع. ويقول المدعون إن المالك، وهو ليس محتجزا، أخبر المسؤولين الإماراتيين عن الاجتماع المحتمل.
وقال باراك إنه تحدث إلى سفير قطر لدى الولايات المتحدة وكذلك وزير خارجيتها في يونيو 2017. جاء ذلك بعد أن أعلن ترامب في تغريدة على تويتر دعمه للحصار على الدولة الخليجية.
وأضاف أنه أقنع مسؤولي إدارة ترامب بعد ذلك بالتحدث مع نظرائهم القطريين، وتحدث في النهاية مباشرة مع ترامب لتشجيعه على استضافة قمة في منتجع كامب ديفيد الرئاسي لحل النزاع بين حلفاء للولايات المتحدة.
وقال “قلت له مرة أخرى ناصحا… إنه يجب أن يرسل فرقه ويعقد القمة لإجبار أبوظبي والسعودية على الجلوس إلى طاولة المفاوضات”. ونفى إبلاغ المالك بخطط القمة.
استجواب دقيق
وقال باراك في عام 2019 في مؤتمر في أبوظبي إن انتقاد السعودية بشأن القتل كان “خطأ”. واعتذر لاحقا عن التعليقات.
وفي شهادته الخميس، قال إنه كان ينبغي أن يستهل التعليقات بالقول إن إزهاق الأرواح في أي مكان أمر غير مقبول، لكنه “تردد” في المؤتمر بسبب الافتقار إلى حرية التعبير في الإمارات.
ومن المتوقع أن يوجه المدعون المزيد من الاسئلة لباراك عن التعليقات عندما يبدأون في استجوابه في وقت لاحق الخميس.