التخطي إلى المحتوى

وتدل مؤشرات عديدة على أن النيجر تشكل هدفا في ترسيخ النفوذ الروسي في إفريقيا، خاصة في منطقة الساحل والصحراء، حيث خرجت مظاهرات حاشدة في سبتمبر الماضي، في شوارع العاصمة النيجيرية نيامي، احتجاجا على القوة الفرنسية “برخان”، وذلك في الوقت الذي حظيت فيه روسيا بالإشادة.

وردد المتظاهرون في شوارع نيامي، هتافات معادية لفرنسا منها “برخان اخرج” و”تسقط فرنسا” و”عاش بوتين وروسيا” و”يجب أن يرحل جيش برخان الاستعماري”، الأمر الذي اعتبره مراقبون مؤشرا على نجاح روسيا في تشكيل تيار سياسي من قوى المجتمع المدني في دعم نفوذها في المنطقة.

وتشكل صفقات السلاح جزءا من سياسة التغلغل الروسي في النيجر، حيث وقعت موسكو ونيامي في أكتوبر 2019 اتفاقا يقضي بتزويد روسيا للنيجر بـ12 طائرة هليكوبتر هجومية من طراز Mi-35.

وفي أغسطس 2017 وقعت روسيا اتفاق تعاون عسكري مع النيجر، وبموجب مسودة الاتفاقية، سيتعاون الجانبان في الحرب على الإرهاب، ويتبادلان المعلومات حول القضايا العسكرية والسياسية وقضايا تعزيز الأمن الدولي.

لماذا النيجر؟

  • تعد النيجر محطة هامة في تعزيز التواجد الروسي بإفريقيا، وذلك بسبب موقعها الجغرافي بين شمال ووسط القارة، حيت تتاخم حددوها مع الجزائر وليبيا، من الشمال، بينما تحدها نيجيريا وبنين من الجنوب، وبوركينا فاسو ومالي من الغرب، وتشاد من جهة الشرق.
  • النيجر دول غنية باليورانيوم، وتشير التقديرات إلى أن نيامي تمد فرنسا بـ35 في المئة من احتياجاتها من الطاقة النووية والتي تسهم بدورها في 75 بالمئة من الطاقة الكهربائية الفرنسية.
  • تقدر احتياطيات النفط في النيجر بـ320 مليون برميل، والإنتاج بنحو 20 ألف برميل يوميا.
  • تشتهر النيجر أيضا بتعدين الذهب، وهي تمتلك حاليا 69 منجمًا للذهب في البلاد، و24 موقعا لمعالجة الذهب.

تقدم روسي وتراجع فرنسي

وعن تعميق روسيا لتواجدها في القارة السمراء، قال مايكل شوركين، الباحث في “مركز راند” الأميركي للاستشارات الأمنية، إن روسيا أصبحت لاعبا مؤثرا في منطقة الساحل، مضيفا أن “تعامل الروس بذكاء مع الإخفاقات الفرنسية والمشاعر المعادية لباريس في منطقة الساحل”.

ووفق مركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية فإن “الهدف الاستراتيجي لروسيا في إفريقيا هو إزاحة النفوذ الغربي، وقد ظهر ذلك بوضوح في جمهورية إفريقيا الوسطى ومنطقة الساحل، حيث أصبحت روسيا الشريك الأمني المهيمن للحكومة المدنية المعزولة والمعرضة للخطر في جمهورية إفريقيا الوسطى والمجلس العسكري في مالي، وتسعى إلى تمديد تعاونها مع تشاد والنيجر”.

كذلك يرى الباحث في الشؤون الإفريقية بجامعة باماكو، محمد أغ إسماعيل، أن سياسة فرنسا المتبعة منذ استقلال النيجر فشلت في تحقيق التنمية، فضلا عن تدخلاتها في الشؤون الداخلية سواء بدعم رؤساء موالين لها على حساب مصالح الشعوب أو إسقاط أخرى مناوئة لها، فضلا عن نهب ثروات القارة دون تقديم الحد الأدنى للشعوب.

وأكد إسماعيل في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية” أن فرنسا “مطالبة بالمزيد من التنمية وتحقيق نتائج أمنية في النيجر، فضلا عن الدخول في حوار مع الأنظمة الموجودة رغم التحفظ على شرعيتها، من أجل الحفاظ على نفوذها في ظل تسلل روسيا إلى دول الساحل”.

Scan the code