أغلقت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت على انخفاض حاد، الجمعة، بعد بيانات توظيف قوية لشهر سبتمبر /أيلول زادت من احتمالية أن يمضي مجلس الاحتياطي الاتحادي قدماً في حملته لرفع أسعار الفائدة والتي يخشى كثير من المستثمرين أن تدفع الاقتصاد إلى الركود.
وعلى الرغم من ذلك، كسب المؤشر ستاندرد آند بورز 1.5% للأسبوع، في حين سجل المؤشران داو جونز وناسداك مكاسب 2% و0.7% على التوالي.
وأغلق ستاندرد آند بورز على تراجع حاد الجمعة، بواقع 103.90 نقطة أو 2.77% ليغلق عند 3640.62 نقطة. وخسر المؤشر ناسداك 418.49 نقطة أو 3.78% في آخر جلسات الأسبوع ليسجل 10654.83 نقطة، فيما هبط المؤشر داو جونز 620.95 نقطة أو 2.07% إلى 29305.99 نقطة.
سوق العمل
وشهد سوق العمل في الولايات المتحدة تباطؤاً طفيفاً في أيلول/سبتمبر في تطور مرغوب فيه في إطار مكافحة التضخم، لكنه بقي متيناً حتى أن معدل البطالة عاد إلى المستوى الذي كان عليه قبل جائحة كوفيد-19.
وأعلنت وزارة العمل الأمريكية الجمعة، أن معدل البطالة انخفض بشكل طفيف في أيلول/سبتمبر، إلى 3,5% أي النسبة التي بلغها في تموز/يوليو وتلك التي سجلها قبل الوباء. وكان هذا المعدل قد بلغ 3,7% في آب/أغسطس.
وتباطأ إحداث الوظائف أيضاً. فقد أضاف الاقتصاد الأمريكي 263 ألف وظيفة الشهر الماضي، لا سيما في قطاعات الترفيه والفنادق والخدمات الصحية، مقابل 315 ألفاً في أغسطس.
وكان المحللون يتوقعون بالإجماع استقرار معدل البطالة عند 3,7% التي سجلت في أغسطس وتوقعوا إحداث بين 250 و275 ألف فرصة عمل.
بايدن يرحب
ورحّب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي تراجعت شعبيته مع ارتفاع الأسعار، بالأرقام التي وصفها بأنها «مؤشر مشجّع» يدل على أن الاقتصاد على المسار الصحيح، مشدّداً في الوقت نفسه على وجوب بذل مزيد من الجهود لمساعدة الأسر الأمريكية.
وجاء في تغريدة لبايدن «أرقام الوظائف الصادرة اليوم هي مؤشر مشجع يدل على أننا بصدد الانتقال إلى مرحلة استقرار ونمو ثابت»، مشيراً إلى أن عدد العمّال الأمريكيين «أكبر من أي وقت مضى».
وقال «يجب بذل مزيد من الجهود لتنمية اقتصادنا»، متداركاً «لكنّنا نحقّق تقدماً».
ويتابع المحللون بدقة وضع الوظائف لأنه مرتبط بمكافحة التضخم. وفي مفارقة، أي تراجع في سوق العمل أمر مرغوب فيه ومتوقع.
في الواقع، يشهد سوق العمل منذ أكثر من عام، توتراً بسبب بسبب نقص اليد العاملة.
ويواجه أرباب العمل صعوبة في التوظيف ورفع الرواتب لجذب المرشحين والاحتفاظ بموظفيهم مما يساهم في رفع الأسعار.
وخلال عرض تحقيق شهري حول إحداث وظائف في القطاع الخاص، قالت نيلا ريتشاردسون كبيرة الاقتصاديين في شركة خدمات الأعمال «اي دي بي» الأربعاء: إن «الطلب من أصحاب العمل ما زال قوياً وتوافر (اليد العاملة) يتحسن من جانب العمال في الوقت الحالي».
وفي آب/أغسطس ارتفع معدل البطالة قليلاً إلى 3,7% بعد عودته إلى مستوى ما قبل الوباء، وكان الأدنى منذ أكثر من خمسين عاماً.
لكن ذلك حجب أخباراً سارة تتمثل في عودة عدد كبير من الذين خرجوا من سوق العمل بسبب كوفيد، وخصوصاً النساء.
الحد من التضخم
ويبذل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جهوداً للحد من التضخم. فهو يرفع أسعار الفائدة لإبطاء الاقتصاد عن طريق تثبيط الاستهلاك والاستثمار. لكنه يجازف بذلك بالتسبب بركود.
وتتطابق أرقام إحداث الوظائف في أيلول/سبتمبر مع التوقعات.
وقال كريستوفر والر أحد حكام الاحتياطي الفيدرالي، الخميس إن مستوى من هذا النوع سيُظهر أن «سوق العمل يتباطأ قليلاً لكنه يبقى متوتراً»، وهذا يعزز وجهة نظره لجهة أن على الاحتياطي الفيدرالي «التركيز بنسبة مئة في المئة على خفض التضخم» ويواصل بذلك رفع أسعار الفائدة.
وحذرت ليزا كوك وهي من حكام الاحتياطي الفيدرالي أيضاً من أن «السياسة يجب أن تظل مركزة على إعادة استقرار الأسعار الأمر الذي سيضع أيضاً الأساس لسوق عمل قوي ومستدام».
الأسهم الأوروبية
وفي أوروبا، تراجعت الأسهم تراجعاً حاداً، الجمعة، بعد أن عززت بيانات تشير إلى نمو قوي في التوظيف في الولايات المتحدة من حجة مجلس الاحتياطي الاتحادي (المركزي الأمريكي) ليستمر في رفع أسعار الفائدة بنسب كبيرة في إطار مسعاه لكبح التضخم.
وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.2% في جلسة نهاية الأسبوع مسجلاً بذلك ثالث جلسة على التوالي من الخسائر.
وجاءت بيانات الوظائف الأمريكية في أعقاب نشر محضر أحدث اجتماع للبنك المركزي الأوروبي، الخميس، والذي أجج المخاوف بشأن رفع حاد لأسعار الفائدة لاحتواء التضخم الجامح في منطقة اليورو.
لكن المؤشر ستوكس 600 الأوروبي حقق مكسباً أسبوعياً بنحو 1%، إذ ساهمت التوقعات بأن البنوك المركزية الكبرى ربما تهدئ قليلاً من نهج تشديد السياسة النقدية في تعزيز الأسهم في الجلسات القليلة الأولى من الأسبوع ودفعت المؤشر لأفضل أداء أسبوعي في شهر.
(وكالات)