وتظهر دلالة هذا التحول في حزم الأسلحة الغربية، وكذلك الوعود الأميركية والأوروبية بمزيد من الأسلحة الأكثر تطورا، التي عكست ثقة الغرب أو آمله في أن يحدث تغييرا كبيرا لصالح الأوكرانيين بعد خسارات الشرق القاسية.
في مقابل ذلك، بدأت الإدارات الموالية لروسيا في أوكرانيا استفتاءات ضم هذه المناطق إلى موسكو، بينما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن عن تعبئة جزئية وحذّر من أن موسكو ستلجأ إلى “كافة الوسائل” لحماية أراضيها.
ما سر التحول؟
كتب كريستوفر دوغرتي من مركز الأمن الأميركي الجديد (سي إن إيه إس) في واشنطن على تويتر:
• القادة العسكريون الروس فشلوا في التحضير لاستخدام أسلحة من الحلف الأطلسي
• صواريخ هيمارس وهارم ومدافع سيزار بدلت مجرى الحرب
• روسيا تعجز في كل مرحلة عن اتخاذ القرارات الصائبة بصورة سريعة
• أوكرانيا التي باشرت عملية إصلاح لجيشها بعد خسارة القرم عام 2014 تعمد إلى الضغط تحديدا على نقاط الضعف، مستندة إلى مساعدة الأجهزة الغربية
• قدرة أوكرانيا على جمع المعلومات ومعالجتها والتحرك بصورة سريعة وفعالة أعطتها تفوقا كبيرا على بنية القيادة الروسية المركزية والمتصلبة
• أوكرانيا تتلقى بشكل مستمر معلومات من الأقمار الصناعية الأميركية وطائرات الرصد بالرادار البعيد المدى
هدف استراتيجي أوكراني
قال المحلل السياسي، أندرو بويفيلد يقول لموقع “سكاي نيوز عربية” إن “الهجمات المضادة تشغل الروس عن السعي لتحقيق اختراق حاسم، خيرسون، الضمانة التي ستقدم إلى الغرب لتجديد دوافع دعمه العسكري والاقتصادي إلى كييف حتى مع معاناة الشتاء القادم الخالي من الغاز الروسي”.
وأضاف بويفيلد أن “الهجمات المضادة ستكون منطلقا نحو تحرير منطقة الجنوب، أولى المناطق ستكون سنتروبل التي ستسهل عملية حصارها حيث إنها محاطة بالبحر من كل الاتجاهات عدا ذلك الذي يربطها مع خيرسون، فيما ستكون المرحلة الثانية بحسب الخطة زابارويجيا ثم ماريوبول وبذلك يتحقق الهدف الاستراتيجي الأوكراني الأكبر وهو حصر القتال في الشرق وقطع الطريق أمام أي محاولة لربط الجنوب بإقليم ترانسنيستريا الانفصالي في مولدوفا المدعوم من روسيا”.
وأشار إلى أن “الطقس عامل آخر تسعى كييف لاستغلاله، فالخريف والشتاء يعني الأمطار وأراض طينية تبطئ حركة الشاحنات والدبابات وأيضا المشاه، وسيكون الشتاء هذه المرة قاسيا على الطرفين”.
فيما اعتبر أن الهجوم الأوكراني سيواجه واقعا عسكريا مليئا بالتحديات، فالهجوم أكثر صعوبة من الدفاع التي ظلت كييف طوال الحرب فيه، أوكرانيا تحتاج أفرادا وعتادا ولوجستيات كبيرة وتنسيقا عسكريا ومساعدة استخباراتية.
وأكد أهمية صواريخ هارم عالية السرعة والمضادة للإشعاع التي ستهاجم الرادارات الروسية ومن ثم ستقلل حجم المخاطر على سلاح الجو الأوكراني، إضافة إلى ناقلات الجند المدرعة المقاومة للألغام حيث أهدت 40 واشنطن 40 من “ماكس برو” ذات الاستخدامات المتعددة.