الفريق البحثي، أشار في ورقته العلمية المنشورة في مجلة Nature Sustainability، إلى قيامه باستخدام الرادار القائم على الأقمار الصناعية لقياس درجة هبوط الأرض في 48 من أكبر المدن في العالم.
أظهرت الأبحاث السابقة أن الاحتباس الحراري يؤدي إلى ذوبان الجليد في جميع أنحاء العالم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر، وهذه الزيادة في مستويات سطح البحر هي مصدر قلق كبير للمدن والبلدات التي تقع على أطراف السواحل المائية، لكن العديد من المدن – وفق الدراسة – باتت تواجه أيضًا مشكلة أخرى تتمثل في هبوط الأرض، حيث تغرق الأرض بسبب إزالة المياه الجوفية أو الغاز وانضغاط الأرض من الوزن الهائل للمباني الموجودة فوقها.
في هذا الجهد العملي الجديد، لاحظ الباحثون أن ارتفاع مستويات سطح البحر مع غرق الأراضي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل كبيرة للمدن الساحلية في السنوات القليلة المقبلة، ولمعرفة المزيد حول مدى عمق المشكلة، تمكن الباحثون من الوصول إلى بيانات الرادار وتحليلها من أقمار ناسا الصناعية التي تقيس ارتفاع الأرض في جميع أنحاء العالم.
إجمالاً، قام الباحثون بقياس هبوط الأرض في 48 مدينة من أكبر المدن في العالم على مدار الأعوام من 2014 إلى 2020، ووجدوا أن جميع المدن التي درسوها تقريبًا كانت تعاني من درجة معينة من هبوط الأرض، وفي 44 منها، كانت بعض المناطق تغرق بمعدل أسرع بسبب ارتفاع البحر.
وأظهرت الأبحاث السابقة أن مستويات سطح البحر ترتفع بنحو 3.7 ملم كل سنة، لكن الباحثين وجدوا في دراستهم أن بعض أجزاء هذه المدن تشهد غرقًا للأراضي بمعدل يصل إلى 20 ملم لكل سنة.
كان متوسط معدل الغرق لمدينة هو تشي مينه الفيتنامية، على سبيل المثال، 16.2 ملم لكل سنة، حسبما توصلت الدراسة، كما ألقى الباحثين نظرة فاحصة على بعض المدن، مثل ريو دي جانيرو البرازيلية، ووجدوا أن ما يقرب من 2 كيلومتر مربع من الأرض داخل حدود المدينة ستكون تحت الماء بحلول عام 2030 إذا لم يتم اتخاذ تدابير لكبح ارتفاع البحر.
حظي ارتفاع مستوى سطح البحر الناتج عن تغير المناخ باهتمام كبير من الباحثين والممارسين والجمهور باعتباره تهديدًا مستمرًا يجب معالجته، وهكذا تم جمع الجهود الدولية من خلال الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) لتقييم المخاطر المستقبلية لتغير المناخ وارتفاع مستوى سطح البحر، ومساعدة صانعي السياسات في تطوير استراتيجيات التكيف والتخفيف المستدامين، بحسب الدراسة.
لكن الباحثين يشيرون إلى إيلاء اهتمام أقل لهبوط الأرض أمام ظاهرة غرق المدن الساحلية، وهذه الظاهرة الجديدة هي غرق الأرض بمعدلات يمكن أن تتجاوز عشرات المليمترات في السنة 2، 3، 4، والتي يمكن أن تزيد من الارتفاع النسبي في مستوى سطح البحر عدة مرات أكثر من متوسط ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي لبضعة مليمترات في السنة، علاوة على ذلك، فإن العديد من المناطق الساحلية التي تشهد أسرع معدلات هبوط الأراضي هي مدن رئيسية مبنية على دلتا أنهار مسطحة ومنخفضة الارتفاع، مما يعرض عددًا كبيرًا من السكان وقيمة اقتصادية كبيرة لتأثيرات خطيرة.