دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — بألوانها التي تتراوح بين الأزرق والبرتقالي والوردي، تستحضر لقطات المصور بريت عدي حنينًا إلى ماضي دبي.
وعلى عكس غالبية المصورين، الذين يفضلون إظهار طابع الفخامة واسع النطاق الذي تشتهر به دبي اليوم، من ناطحات السحاب الشاهقة إلى السواحل الممتدة، فإن صور عدي المميزة تذكّر بزمنٍ جميل، على حد وصف متابعيه.
ويقول عدي، إن العديد من الأشخاص من حول العالم تواصلوا معه لمشاركتهم المشاعر ذاتها، إذ يعتبر هؤلاء أن هذه الصور تعود بهم إلى زمن آخر، وتمنحهم شعوراً بالدفء والسعادة، مضيفًا: “إنّها تذكّرهم بطفولتهم، وهذا شعور عالمي، وليس فقط في دبي”.
دبي مختلفة
وعلى عكس المباني المستقبلية، من الفولاذ والزجاج، والتي تشكل أفق المدينة، يلتقط عدي اللحظات الهادئة والمتواضعة في دبي.
ولم يشرع المصور، وهو في الأصل من مدينة سيكوندراباد الهندية، في إظهار جوانب أخرى من المدينة، بل حدث ذلك بشكلٍ طبيعي.
وانتقل عدي، البالغ من العمر 46 عامًا، إلى دبي في أوائل القرن الحادي والعشرين، إذ يشير إلى أنه عاش مرحلة التسعينيات، قائلًا: “أنا لا شعوريًا متأثر بتلك الحقبة”.
ويشرح عدي أنّه يفضّل تجريد الموقع في صوره، بحيث يُظهر جزءًا صغيرًا فقط من مشهد أوسع – وهو عنصر يجسد شعورًا عالميًا أو توقًا من خلال الاحتفاظ بمكان غير ملموس.
ويضيف أنه “عنصر يضفي سوريالية إلى المكان، ليبدو وكأنه مكان آخر”.
وتنقل صوره إحساسًا غريبًا للآخرين، في مكان آخر أو زمان آخر، وربما تكون صوره المجرّدة بمثابة مصدر للحنين الذي ينبع بداخلهم، أو ربما صور السيارات الكلاسيكية التي يوثقها.
ويُوضح عدي أنّه رغم كونه لا يعتبر نفسه شغوفًا بالسيارات الكلاسيكية، إلا أنّه معجب بتصميمها وجمالها، وعادة ما يجد سيارة واحدة على الأقل ذات مظهر عتيق عندما يخرج للتصوير في المدينة.
تركيز أكثر ليونة
ويشير عدي إلى أن هذه اللقطات تُعد بمثابة شغفٍ جديد بدأ في تطويره وسط الهدوء الذي أحدثته قيود الإغلاق الوبائي.
ويُوضح: “خلال فترة كوفيد-19، أُغلق كل شيء وكان لدي الكثير من وقت الفراغ، لذلك بدأت أسير في الشوارع وألتقط الصور وأنشرها على الإنترنت”، مضيفًا: “لسبب ما، لفتت هذه الصور نظري”.
وعلى مدار العامين الماضيين، أكسبته صوره متابعين نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي، واستمرت شعبيته في النمو.
ويشير عدي إلى أنّ أول ما يجذبه لاتقاط صورة يتمثل بلون العنصر، إلى جانب بساطة المشهد.
ورغم أنّ صوره تبدو كما لو أنّها التُقطت في فيلم، إلا أن جميع صور عدي تم التقاطها باستخدام كاميرا رقمية.
ويقول: “هذه الأيام، بدأت في التصوير باستخدام كاميرا الآيفون”.
وقبل أن يوجّه عدسته نحو منطقة معينة، يقوم أولًا بخوض جولة ليتحسس شخصيتها، مشيرًا إلى أنّ هذا النهج البطيء يسمح له بالتقاط صور أكثر صدقًا وحميمية.
ويقول عدي: “هذا يعني أن ترى تفاصيل دقيقة عن تلك المنطقة وكيف يعيش الناس فيها، ويمكنك التعرف على لوحة الألوان الفريدة لتلك المنطقة بالتحديد”.
ورغم أنّه بدأ التصوير بهذا الأسلوب منذ عام 2020، فقد عرض عدي بالفعل العديد من أعماله التصويرية داخل صالات العرض في دبي، ويطمح إلى نشر كتاب صور أيضَا.
ويقول عدي: “أعلم أنني بدأت للتو في استكشاف هذا النوع من التصوير، و لا زال لدي العديد من لوحات الألوان والصور في ذهني في انتظار العمل عليها”.