يوسف العربي، سيد الحجار (أبوظبي، دبي)
تصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة دول الشرق الأوسط في استثمارات العقارات الفاخرة واستقطاب أصحاب الثروات، بحسب خبراء عقاريين وتقارير عالمية. وأكد هؤلاء لـ«الاتحاد» أن السوق العقارية المحلية باتت مرادفاً للتميز والفخامة من خلال توافر مجمعات فاخرة في كل القطاعات العقارية «سكنية – تجارية – فندقية – مكتبية»، كما تتوافر هذه المنتجات العقارية بأسعار منافسة مقارنة بالأسواق العالمية المماثلة. ورصد عقاريون أسباباً عدة وراء ارتفاع الطلب على العقارات الفاخرة بالدولة، لاسيما مع نجاح إجراءات الدولة في تجاوز تحديات «الجائحة»، أهمها جاذبية الدولة لأصحاب الثروات، وتوافر الأمن والاستقرار، وجودة البنية التحتية، وسهولة إجراءات التملك وممارسة الأعمال، وارتفاع مستوى جودة الحياة، وأنظمة الإقامة الحديثة، فضلاً عن تنوع المعروض، وتوافر المنتجات العقارية الفاخرة، بجانب الأسعار التنافسية وتسهيلات السداد. ووفق تقرير «هينلي آند بارترز» المتخصصة في الاستشارات الاستثمارية العالمية والإقامة، تصدّرت الإمارات قائمة الدول الجاذبة لأكبر صافي تدفقات من أصحاب الثروات على مستوى العالم عام 2022، متوقعاً استقطاب الدولة 4000 مليونير خلال العام الحالي مقابل 1300 مليونير خلال عام 2019.
وأكد محمد عبدالرزاق المطوع، الرئيس التنفيذي لمجموعة الوليد العقارية، أن سوق العقارات الفاخرة في الإمارات يسجل أداءً قوياً في ظل توقعات بمواصلته تحقيق معدلات نمو إيجابية خلال الفترة المقبلة. وأرجع المطوع انتعاشه العقارات الفاخرة في الإمارات إلى توافر الأمن والاستقرار، وسهولة الإجراءات، وجودة البنية التحتية، وارتفاع مستوى جودة الحياة، وتجاوز تحديات «الجائحة»، واستقطاب الدولة لأصحاب الثروات، فضلاً عن توافر المنتج العقاري الجذاب وتنوعه.
وأشار إلى التدفق المستمر من قبل الراغبين في شراء أفخم منازل دبي من جميع أنحاء العالم، حيث توفر السوق المحلية عوائد مرتفعة على الاستثمار بالعقارات الفاخرة مقارنة بالأسواق العالمية، كما يشهد هذا النوع من العقارات نمواً مطرداً في الأسعار.
جذب المستثمرين
من جانبه، أكد خليفة سيف المحيربي رئيس مجلس إدارة شركة الخليج العربي للاستثمار، أن القطاع العقاري بالإمارات يتميز بجاذبيته وطرق السداد المرنة مع توافر العديد من الوحدات الفاخرة الجاذبة للمشترين المستثمرين من مختلف دول العالم، ما جعل الإمارات وجهة مفضلة للإقامة والاستثمار العقاري.
وأوضح أن أبوظبي تضم العديد من العقارات الفاخرة بمناطق عدة، موضحاً أن بعض الفلل بمشروع حد السعديات في جزيرة السعديات تم بيعها بأكثر من 100 مليون درهم، كما تضم جزيرة نوراي فللاً بأسعار تزيد على 50 مليون درهم، حيث تضم الجزيرة عدداً من الفلل الفاخرة الشاطئية.
وأعلنت شركة الدار العقارية، مؤخراً، استحواذها على منتجع جزيرة نوراي، بالإضافة إلى جزيرتين جديدتين تقعان داخل أرخبيل أبوظبي سيتم تطويرها إلى مشاريع سكنية.
وأشار المحيربي إلى وجود طلب مرتفع على العقارات الفاخرة بأبوظبي، وبما يفوق المعروض، موضحاً أن الوحدات التي تم طرحها للبيع، مؤخراً، بجزيرة الريم ضمن مشروع «ريم هيلز» لشركة كيو للعقارات بجزيرة الريم شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في الطلب، حيث تم بيع كل الوحدات قبل الإطلاق الرسمي.
ولفت إلى جاذبية بعض المشاريع الفاخرة في أبوظبي والتي توفر وحدات فاخرة وجاذبة للمشترين، مثل منتجع القرم، ومشروعي مارينا سان سات باي، وفيرمونت مارينا ريزيدنس بمنطقة المارينا في أبوظبي.
وذكر المحيربي أن الإمارات توفر بيئة استثمار آمنة للمستثمرين من كافة الجنسيات، وهو ما يشجع العديد من المستثمرين الأجانب على شراء العقارات بالدولة، في ظل توافر الأمن والأمان، وسيادة قيم التسامح والتعايش، فضلاً عن البيئة التشريعية والقانونية القوية.
ثقل عالمي
بدوره، قال إسماعيل الحمادي المؤسس والرئيس التنفيذي للرواد للعقارات المتخصصة في الاستشارات والتسويق العقاري، إن العقارات الفاخرة لعبت دوراً مهماً في ترسيخ مكانة عقارات الإمارات، وخاصة دبي كوجهة عالمية مفضلة للسكن والاستقرار بالدولة من طرف رجال الأعمال والأثرياء والمشاهير من مختلف بقاع العالم، وكوجهة عالمية مفضلة للاستثمار بهذا القطاع للاستفادة من زخم الطلب عليه والعوائد المرتفعة التي يجنيها المستثمرون. وأشار إلى وجود عوامل عدة ساهمت في تبوؤ الإمارات أعلى مراتب الطلب كمركز ثقل للعقارات الفاخرة، من أهمها الاستقرار الاقتصادي والجيوسياسي للدولة وتنوع البيئة الاستثمارية، ومجموعة المبادرات المشجعة على الإقامة والاستثمار في الدولة، إلى جانب تنوع الخيارات العقارية الفاخرة بين الشقق والفلل ومواقعها وتنوع مساحاتها. ونوه بالأسعار التنافسية للعقارات الفاخرة في الإمارات مقارنة بالأسواق العقارية العالمية، مثل هونج كونج ولندن ونيويورك، وانعدام الضرائب السنوية على تملك العقارات في الدولة.
ملاذ آمن
من جهته، قال مهند الوادية، المدير الإداري لشركة «هاربور العقارية»، إن الإمارات دولة التميز واحترام الإنسان، وبها مجتمعات فاخرة في كل القطاعات العقارية، سكنية أو تجارية أو فندقية أو مكتبية.
وأضاف أن استقطاب الإمارات لأصحاب الثروات ساهم في انتعاش سوق العقارات الفاخرة في الدولة من خلال نجاح منظومة متكاملة لاستقطاب المواهب وأصحاب الثروات عبر أنظمة الإقامة الذهبية، وتسهيلات لأصحاب الشركات، وسهولة الأعمال، وتأسيس الشركات وإدارتها.
وأوضح الوادية أن ذوي المواهب وأصحاب الثروات يختارون الإمارات للإقامة والاستثمار، الأمر الذي يخلق طلباً على المساكن والمحال والمكاتب الفاخرة؛ وذلك لأن الإمارات تعاملت ما الأزمات العالمية بطريقة ذكية لتصبح الإمارات كما تعود عليها العالم أرضاً للفرص.
وتوقع استمرار زيادة الطلب على العقارات الفاخرة في الإمارات خلال عامين إلى ثلاثة أعوام مقبلة، حيث تشكل الدولة الملاذ الآمن لاستثمارات أصحاب الثروات، كما تنشط مشاريع البنية التحتية في الدولة على نحو غير مسوق.
ارتفاع الطلب بـ«السعديات» و«الريم»
تصدرت جزيرة السعديات قائمة أفضل المناطق لشراء الفلل الفاخرة بأبوظبي خلال النصف الأول من عام 2022، بحسب التقرير الصادر مؤخراً عن موقع بيوت ودوبيزل، والذي أشار إلى ارتفاع متوسط سعر الفلل بالجزيرة بنسبة 7.87% إلى 1553 درهماً للقدم المربعة.
وأظهر التقرير تصدر جزيرة الريم قائمة أفضل المناطق لشراء الشقق الفاخرة في أبوظبي، فيما جاءت في المرتبة الثانية شقق شاطئ الراحة، ثم جزيرة السعديات، فجزيرة ياس.
نخلة جميرا أغلى المناطق في دبي
تصدرت نخلة جميرا مناطق السكن الفاخر في إمارة دبي من حيث أسعار القدم المربعة خلال النصف الأول، بحسب «سي بي أر إي».
وسجلت جميرا أعلى متوسط لمبيعات القدم المربعة للشقق بلغ 2082 درهماً، و3521 درهماً للفلل.
ووفقًا لشركة الاستشارات العقارية «نايت فرانك»، يقع برج خليفة ضمن فئة الإسكان الفاخر التي شهدت في العام الماضي بالتحديد ارتفاعاً في سعر القدم المربعة بنسبة 23% مقارنة بباقي أنحاء دبي، ليبلغ سعر القدم المربعة 2100 درهم.
أسباب انتعاش العقارات الفاخرة
1- توفر الأمن والأمان والاستقرار
2- جودة البنية التحتية ومستوى الحياة بالمنتجعات الفاخرة
3- سهولة إجراءات التملك وممارسة الأعمال
4- استقطاب الدولة لأصحاب الثروات
5- أنظمة الإقامة الحديثة
6- تنوع المعروض من العقارات الفاخرة
7- الأسعار التنافسية وتسهيلات السداد