نعى قادة العالم الجمعة بكلمات يشوبها الحزن الملكة الراحلة إليزابيث الثانية. وتدفق على الفقيدة التكريم من البلدان التي حكمتها إلى تلك التي كانت في حالة حرب معها، ومن الدول الصغيرة إلى أقوى الحكومات على هذا الكوكب. فيما أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدم تعازيه إلى الملك تشارلز الثالث، متمنيا له “الشجاعة والصمود” بعد وفاة والدته، لكن حضور بوتين جنازة الملكة “غير مطروح”.
توحد القادة من كل ركن من أركان العالم لفترة وجيزة الخميس تكريما للملكة إليزابيث الثانية، بعد وفاتها في مقرها الإسكتلندي في عمر ناهز 96 عاما.
وتدفق التكريم من البلدان التي حكمتها إلى تلك التي كانت في حالة حرب معها، ومن الدول الصغيرة إلى أقوى الحكومات على هذا الكوكب، ومن المؤسسات التي تمتد لقرون إلى الدول التي لم تكن قد ظهرت بعد عندما تولت العرش.
مباشر- المدفعية تطلق 96 طلقة من عدة مواقع في بريطانيا تكريما لروح الملكة إليزابيث الثانية
وعبرت بلدان عن احترامها للملكة الراحلة، من دقيقة صمت في الأمم المتحدة إلى إطفاء أنوار برج إيفل وتنكيس العلم على منتصف السارية فوق البيت الأبيض وخطوات أخرى في في سلطنة عمان والبرازيل حيث أعلنت أيام حداد أو الأردن وكوبا…
بوتين لن يحضر جنازة الملكة
فيما أعلن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الجمعة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يحضر جنازة الملكة إليزابيث الثانية. وقال بيسكوف إنه على الرغم من أن “الروس احترموها لحكمتها”، إلا أن حضور بوتين جنازة الملكة “غير مطروح”.
والخميس، حيا بوتين ذكرى الملكة اليزابيث الثانية التي رحلت عن 96 عاما، مقدما تعازيه إلى نجلها الملك تشارلز الثالث.
وذكر الناطق باسم الكرملين الجمعة أنه لا يعلم في هذه المرحلة ما إذا كانت الحكومة الروسية ستوفد ممثلا عنها لحضور الجنازة التي لم يتم الإعلان بعد عن تفاصيلها. وقال بيسكوف “سيعلن القصر وسلطات المملكة المتحدة عن كل هذه الأمور بطريقة أو أخرى”.
أقوال قادة العالم عن الملكة إليزابيث الثانية
في ما يلي بعض الكلمات التي قيلت عن الملكة إليزابيث التي حكمت المملكة المتحدة منذ العام 1952 وكانت أيضا رئيسة لـ15 من دول الكومنولث حول العالم.
“واجبات غير منقوصة”
قاد الكومنولث، اتحاد الدول التي كانت في السابق جزءا من الإمبراطورية البريطانية بالإضافة إلى أقاليم ما وراء البحار المتبقية، التكريم العالمي.
ومهدت منطقة جنوب آسيا حيث كانت بريطانيا القوة الاستعمارية حتى ما قبل عهد إليزابيث مباشرة، الطريق إذ أعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن “ألمه” لوفاتها.
في نصف الكرة الجنوبي، قال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا إن “حياة الملكة وذكراها ستبقيان محفورتين في الذاكرة عبر العالم”، بينما أشاد الرئيس الكيني المنتخب ويليام روتو بقيادتها “الممتازة” للكومنولث.
كذلك، أشاد رئيس وزراء أستراليا أنتوني ألبانيز بـ”نزاهة لا حدود لها” لدى الملكة إليزابيث، متحدّثا عن “نهاية زمن” برحيلها.
في الجهة الأخرى من العالم، أكد رئيس وزراء كندا جاستن ترودو أن إليزابيث الثانية التي كانت رئيسة للدولة الكندية كملكة، شكلت “حضورا دائما” في حياة الكنديين و”ستبقى إلى الأبد جزءا مهما من تاريخ بلدنا”.
كذلك، كرم أصغر أعضاء الكومنولث الملكة، إذ أشاد ديفيد بيرت رئيس وزراء إقليم برمودا البريطاني الصغير، بـ”حياتها المليئة بالواجبات غير المنقوصة”.
“وقار وثبات لا مثيل لهما”
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن إليزابيث الثانية كانت أول ملكة بريطانية تقيم علاقات شخصية مع الشعب في جميع أنحاء العالم، في الوقت الذي أمر فيه بتنكيس الأعلام في البيت الأبيض والمباني الحكومية. وأشار إلى إن الملكة الراحلة كانت “امرأة دولة ذات وقار وثبات لا مثيل لهما”، مضيفا أنها “كانت أكثر من ملكة. لقد جسدت حقبة”.
“رمز المصالحة”
أرسل آخرون ممن تبنوا موقفا أقل ودية تجاه بريطانيا تعازيهم أيضا.
فقد قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه إلى الملك تشارلز الثالث، متمنيا له “الشجاعة والصمود” بعد وفاة والدته، وذلك في الوقت الذي تقود فيه بريطانيا الحملة الغربية لفرض العقوبات على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا.
كذلك، أعرب الرئيس الصيني شي جينبينغ عن “تعاطفه الصادق مع بريطانيا حكومة وشعبا”.
من عدو لدود إلى حليف قوي
من جهتها، أشادت ألمانيا التي تحولت في عهد الملكة من ألد أعداء بريطانيا إلى حليف قوي، بإليزابيث الثانية باعتبارها “رمز المصالحة” بعد حربين عالميتين. وقال المستشار أولاف شولتس “التزامها بالمصالحة الألمانية-البريطانية بعد أهوال الحرب العالمية الثانية سيبقى غير منسي”.
وردد رئيس الحكومة اليابانية فوميو كيشيدا هذا الإحساس. وقال “لعبت دورا مهما في خلق عالم سلام وازدهار”، مضيفا أن وفاة الملكة كانت “خسارة كبيرة” للمجتمع الدولي.
وأعربت الأرجنتين، التي خسرت حربا مريرة مع بريطانيا على جزر فوكلاند في العام 1982، عن “حزنها” لوفاة إليزابيث. وقالت الحكومة في بيان مقتضب صادر عن وزارة الخارجية، إنها “ترافق الشعب البريطاني وعائلتها في لحظة الحزن هذه”.
“فضيلة ونعمة وتفان”
في الأمم المتحدة، التزم مجلس الأمن دقيقة صمت. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إن الملكة “كانت موضع تقدير كبير لما تمتعت به من فضيلة ونعمة وتفان حول العالم. لقد كان حضورها مثيرا للطمأنينة على مدى عقود من التغيير الكبير”.
البابا يصلي
في الفاتيكان، أعرب البابا فرنسيس عن “حزنه العميق” لرحيل الملكة، مشيرا إلى أنه يصلي لها ولنجلها تشارلز الذي خلفها ملكا.
“إليزابيث الصامدة”
أعرب قادة الاتحاد الأوروبي عن أسفهم لوفاة الملكة التي كانت رئيسة دولة بريطانيا طوال عضويتها في الاتحاد الأوروبي وحتى مغادرتها في نهاية المطاف. وأشاد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بالملكة، معتبرا أن الراحلة التي وصفها بـ”إليزابيث الصامدة” كانت تجسد “أهمية القيم الثابتة”.
الملوك الرفاق
أشاد ملك بلجيكا فيليب الذي تربطه صلة عائلية وثيقة بالطبقة الأرستقراطية البريطانية، بـ”ملكة استثنائية طبعت التاريخ بعمق”، وأثبتت “وقارا وشجاعة وتفانيا طوال فترة حكمها”.
ووصفها ملك السويد كارل غوستاف السادس عشر بأنها “صديقة جيدة لعائلتي ورابط لتاريخ عائلتنا المشترك”.
من جهته، قال ملك إسبانيا فيليب السادس إنها “كتبت أهم فصول التاريخ”. وأشار الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى أن “جلالة الملكة كانت نموذجا للقيادة سيُخلد في… التاريخ”.
“صديقة مميزة”
وصف الرئيس الإيرلندي مايكل د. هيغينز الملكة بأنها “كانت “صديقة مميزة لإيرلندا”، معتبرا أنّ “تأثيرها كان كبيرا على أواصر التفاهم المتبادل” بين الشعبين.
أما نيكولا ستورجون رئيسة وزراء إسكتلندا التي تؤيد استقلال بلادها عن بقية المملكة المتحدة، فقد قالت إن رحيل إليزابيث الثانية “لحظة حزينة بالنسبة إلى المملكة المتحدة ومنظمة الكومنولث والعالم”.
من جهته، أشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ”صديقة لفرنسا وملكة للقلوب” طبعت “بلادها والقرن”.
كما أعلن قصر الإليزيه أن ماكرون سيتوجه إلى السفارة البريطانية في باريس صباح الجمعة للتوقيع على سجل التعازي.
فرانس 24/أ ف ب