لمياء الهرمودي (الشارقة)
يعتبر تعزيز الوعي بأهمية الثقافة الصحية بين أفراد المجتمع، من الأمور الأساسية في بناء مجتمع معافى يمتلك المعلومة الصحية الصحيحة، ويشعر بالراحة الجسدية والنفسية والسعادة والاطمئنان على المستقبل، وبذلك يتم تحقيق ما يسمى بالرفاهية الصحية التي تسهم بصعود الدولة إلى أعلى مستويات الأداء والجودة، حيث يتمتع مواطنوها بوضع صحي جيد ونمط حياة سليم يسهم في الحد من انتشار الأمراض والأوبئة.
ويحقق التثقيف الصحي هذا الهدف بنشر المفاهيم الصحية السليمة في المجتمع، وتعريف الناس بأخطار الأمراض، وإرشادهم إلى وسائل الوقاية منها، ويعتبر التثقيف الصحي عملية إعلامية تهدف إلى توعية الناس وتشجيعهم على تبنّي نمط حياة وممارسات صحية سليمة، بالإضافة إلى مساعدتهم في جانب تحسين السلوك، ما يدعم تعزيز صحة الفرد والمجتمع، كما له دور كبير في تصحيح المعتقدات الصحية الخاطئة، والسلوكيات الفردية السلبية التي تؤثر على الصحة العامة، والتأكيد على الحصول على المعلومة الصحية السليمة من مصدرها الصحيح، بالأخص مع التوسع في انتشار المعلومات على منصات التواصل الاجتماعي.
ولعبت الجهات المعنية في الإمارات دوراً محورياً في جانب التوعية الصحية، خاصة خلال فترة انتشار وباء «كوفيد- 19» من خلال عقد إحاطات إعلامية دورية لتوعية أفراد المجتمع بآلية التعامل مع الوباء، وأكدت من خلال هذه التجربة قدرة القطاع الصحي في الدولة على التعامل بكفاءة مع أي تغييرات قد تطرأ على الوضع الصحي، وتوفير أفضل أشكال الوقاية والرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين بفضل كوادرها الطبية المميزة، وتعاون جميع فئات المجتمع، وهو ما أثمر عن نجاح المؤسسات المعنية في التعامل الفعال مع الجائحة منذ بدايتها، واحتواء انتشار الفيروس.
وأشارت إيمان راشد، مدير إدارة التثقيف الصحي بالمجلس الأعلى للأسرة في الشارقة لـ «الاتحاد»، إلى أن التثقيف الصحي يعتبر من أهم ركائز الرعاية الصحية، فهو يهدف إلى تحسين الصحة العامة على مستوى الفرد والمجتمع، ما يؤدي إلى خفض انتشار الأمراض، حيث يهتم بنشر المفاهيم والمعارف الصحية السليمة بين أفراد المجتمع، ويزيد من مواقفهم الإيجابية تجاه صحتهم، وتعلم الممارسات الصحية اللازمة لحياة صحية.
وقالت: «تتمثل رسالة التثقيف الصحي في تحفيز أفراد المجتمع على تبنّي نمط حياة وممارسات صحية سليمة، ورفع المستوى الصحي للمجتمع، والحدّ من انتشار الأمراض، وتعريف أفراد المجتمع بأخطار الأمراض، وإرشادهم إلى وسائل الوقاية منها، ومساعدة أفراد المجتمع على حل المشاكل الصحية التي يواجهونها، وتعزيز قدرتهم على الوقاية من الأمراض، وغرس قيم السلوك الصحي السوي وترسيخها، بالإضافة إلى تغيير السلوكيات الخاطئة، وتحسين نوعية الحياة التي يعيشها الفرد في المجتمع».
وأضافت: «تتمحور العوامل الصحيّة الرئيسة حول عادات الأكل والغذاء وممارسة الرياضة الروتينيّة والوضع النفسيّ للأفراد، فيعتبر الكثيرون أنّ الصحّة هي إشارة لعدم وجود أيّ نوع من الأمراض المزمنة وغير المزمنة، أمّا البعض الآخر فيعتبر أنّ الرشاقة البدنيّة والاستقرار النفسي يمثّلان الصحّة في أفضل حالاتها، فالرفاهية الصحية مفهوم أوسع من غياب المرض، فهي تهتم بالاستقرار النفسي في العمل والعلاقات الاجتماعية الإيجابية، إلى جانب الممارسات الصحية السليمة والبيئة الصحية، ويعتبر التثقيف الصحي وسيلة مهمة لتعزيز الرفاهية الصحية من خلال تمكين أفراد المجتمع من اتباع الممارسات الصحية السليمة».
وحول أهمية وجود المثقف الصحي، أكدت قائلة: «المثقفون الصحيون هم كوادر صحية متخصصة، تم تأهيلهم وتدريبهم على تخطيط وتنفيذ برامج تثقيفية لرفع الوعي الصحي والترويج للقضايا الصحية المهمة، والمساهمة في تحفيز وتشجيع أفراد المجتمع على تبني أنماط حياة صحية، وتنظيم حملات وبرامج توعوية، والمساهمة في تفعيلها وإنجاحها في كل مجالات التثقيف الصحي والطب الوقائي وتثقيف المرضى صحياً.
ومن مهماته أيضاً التنسيق بين الجهات والمنظمات المعنية بتعليم وتثقيف المرضى، وتوثيق وتسجيل الأنشطة التوعوية ونتائجها، وإجراء البحوث والدراسات الصحية، وتكمن مهمة التثقيف الصحي كذلك في الطب المساعد والوقائي ودوره في رفع مستوى الوعي الصحي للفرد، والمجتمع وتبني وغرس سلوكيات صحية سليمة بين الأفراد والمجتمعات، ورفع جودة الحياة اليومية وتحسينها للفرد والمجتمع».
وأكدت أن هناك مردوداً معنوياً ومادياً للتثقيف الصحي بالنسبة للمجتمع، وقالت: «يساهم التثقيف الصحي في خفض النفقات الصحية، من خلال تقليل نسبة انتشار الأمراض، وتمكين الدولة من تحقيق مستهدفاتها الصحية الاستراتيجية، فيما يتعلق بالحد من انتشار الأمراض المزمنة والمعدية، كما يساهم في تعزيز قدرة الدولة على مواجهة الأوبئة».
نموذج عالمي
قالت إيمان راشد: «تمتلك الإمارات بشكل عام، وإمارة الشارقة بشكل خاص، مسيرة رائدة على صعيد التثقيف الصحي، حيث تعتبر إمارة الشارقة نموذجاً عالمياً على صعيد توفير بيئة صحية سليمة وتعزيز الوعي الصحي المجتمعي، وذلك في ظل الرؤى الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي جعل الصحة على رأس أجندة الإمارة الاجتماعية والاقتصادية والتنموية، لتحقق الشارقة العديد من الإنجازات على هذا الصعيد والتي كان أحدثها اعتماد الشارقة مدينة صحية من قبل منظمة الصحة العالمية للمرة الثانية على التوالي».
نشر التوعية وآلية التخطيط والتثقيف بين مختلف الفئات والأفراد
أكد الدكتور جمال بن عبيد البح، رئيس منظمة الأسرة العربية، أهمية التثقيف الصحي والوعي الصحي بشكل عام، وفي إطار الأسرة العربية بشكل خاص، مشيراً إلى أن دوره كان واضحاً خلال فترة الوباء في جانب نشر التوعية وآلية التخطيط والتثقيف بين مختلف الفئات والأفراد، ما زاد من مستوى الوعي على مستوى الأسرة والحكومات والأفراد والمنظمات، فقضية التثقيف الصحي والوعي الصحي تحتل الصدارة باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي، إذ أصبحت مسائل الصحة تحتل الصدارة بسبب الجائحات التي قد تحتل العالم.
وقال: «إن الوعي الصحي يعتبر صمام أمان للأسرة، وعلى ولي الأمر ورب الأسرة أن يعي تماماً أهمية الأمر، وعليه أن يكون قدوة في نشر هذا الوعي بين أبنائه للحفاظ عليهم، خاصة أن دولة الإمارات كان لها دور بارز وواضح على المستوى العالمي في اتخاذ خطوات جبارة للوقاية من وباء كوفيد19 الذي اجتاح العالم، وتلك الخطوات المدروسة ساهمت بشكل واضح في تقليل نتائج الجائحة السلبية التي لحقت بالكثير من الدول».
وأضاف: «لقد ساهم التثقيف الصحي في الحفاظ على أفراد المجتمع، وذلك بسبب تلقي الأسرة لأساليب التوعية بالشكل الصحيح من خلال توجيهات الحكومة الرشيدة، والمؤسسات الحكومية التي عملت يداً بيد في غرس السلوك الواعي لدى الفرد، وعند أولياء الأمور كونهم يمثلون القدوة لكافة الأفراد في الأسرة».
وأوضح: «على الوالدين دائماً متابعة الأبناء من خلال النصح والإرشاد، وعليهم دائماً أن يثقفوا أنفسهم في جانب الوعي الصحي، والسلوك الصحي في مختلف الجوانب الحياتية، لما لذلك من أهمية كبيرة، حيث إن الالتزام بالمعايير الصحية والقوانين التي تسنها الدولة، وتبيان خطورة عدم الالتزام، بلا شك سيرفع من مستوى الوعي والتثقيف الصحي بين أفراد الأسرة في المجتمع، وسيرتقي بالمجتمع ليصل إلى الرفاهية الصحية».
مبادرات حكومية
على صعيد دور منظمة الأسرة العربية، أكد البح أن المنظمة ساهمت من خلال البرامج التي تطرحها في نشر الوعي المجتمعي، إذ إنها تشارك بشكل دوري في المؤتمرات والمبادرات الحكومية، من خلال أوراق عمل تطرحها لتخدم الجانب الأسري والمجتمعي، فضلاً عن أنها تشارك أيضاً على مستوى الوطن العربي لتستفيد من التجارب والخبرات الخارجية، وتستعرض تجاربها المحلية الناجحة.
الأجندة الوطنية
تحرص دولة الإمارات على تطوير أنظمتها الوقائية للحفاظ على صحة الفرد والمجتمع، وتوفر خدمات صحية شاملة ومميزة في بيئة صحية مستدامة، وتشمل مبادراتها في هذا المجال القيام بتنظيم الحملات المجانية للفحص المبكر عن سرطان الثدي، وتنظيم حملات مجانية للفحص المبكر عن سرطان الثدي، وتعتبر هذه المبادرة واحدة من سلسلة مبادرات تنظمها الجهات المعنية لتحقيق الحماية المجتمعية، فضل عن تدشين نظام التطبيق الذكي «اطمئنان» للوقاية من الأمراض غير السارية، إذ يندرج التطبيق ضمن جهود مؤسسة الإمارات الصحية لتطوير الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الأمراض غير السارية خلال السنوات (2017 – 2021)، وتعزيز أنماط الحياة الصحية لمجتمع دولة الإمارات للحد من الأمراض المرتبطة بها.
بالإضافة إلى إطلاق التطبيق الذكي «أبطال الصحة» للأطفال، وذلك في عام 2016، الذي يهدف إلى تنمية مهارات الأطفال، وتزويدهم بالمعلومات التي تعزز وعيهم بأهمية تبني أنماط حياة صحية وفقاً للأجندة الوطنية لدولة الإمارات والعمل على مكافحة السمنة عند الأطفال، ويأتي إطلاق التطبيق ضمن استراتيجية الحكومة الاتحادية لتخفيض معدل السمنة عند الأطفال، وإحدى المبادرات الحكومية لتعزيز السلوكيات الوقائية والصحية لدى أطفال الدولة، وحاز التطبيق على المركز الأول في مسابقة أفضل مبادرة في مجال الرياضة المجتمعية.
وتتطلع الأجندة الوطنية لدولة الإمارات إلى تنفيذ أحد مؤشرات أدائها الرئيسية الذي يمثل أحد أعمدة الرعاية الصحية العالمية، من خلال تخفيض استهلاك السجائر ومنتجات التبغ. وتهدف دولة الإمارات إلى تقليل استهلاك التبغ من 21.6 بالمائة إلى 15.7 بالمائة بين الرجال، ومن 1.9 بالمائة إلى 1.66 بالمائة بين النساء، بحلول العام 2021. كما تعلن حكومة الإمارات بشكل منتظم عن حملات توفر اللقاحات مجاناً للمواطنين والمقيمين.
تطوير المواقف الإيجابية للمجتمع
أكدت الدكتورة نوران بيرجيز، اختصاصية طب الأسرة، أن الوعي الصحي أمر مهم وضروري، حيث إن تثقيف أفراد المجتمع صحياً وتزويدهم بالمعلومات اللازمة، يساعدهم على اتخاذ قرارات صحية سليمة في المستقبل لهم ولأبنائهم، ومن ثم يتوارث الأبناء عادات صحية سليمة مبنية على أسس ومعلومات موثوقة.
وقالت: «إنه مهم للغاية أن يكون هناك برنامج دائم للتوعية والتثقيف الصحي على مستوى الدولة يكون هدفه الرئيسي هو إنشاء مجتمع أكثر صحة ومعافى». وأضافت أنه هناك علاقة قوية ووطيدة بين التثقيف الصحي والرفاهية الصحية، مشيرة إلى أن منظمة الصحة العالمية تُعرِّف الصحة الجيدة لأفراد المجتمع على أنها رفاهية، وتعتبرها حالة من الرفاه الجسدي والعقلي والاجتماعي الكامل، وليس مجرد غياب المرض أو العجز.
وأشارت إلى أن أهم أهداف التثقيف الصحي توفير المعرفة المناسبة لرفع مستوى الوعي الصحي، بالإضافة إلى تطوير المواقف الإيجابية للمجتمع فيما يخص القضايا الصحية مما يقوم من عملية صنع القرار وتهيئة المجتمع لمواجهة أي تحديات مثل الأوبئة والأمراض المعدية. وأكدت أنه خلال الوباء، يتم تعليم المجتمع عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي وتوعيتهم بما يجب القيام به للتصدي لانتشار الوباء، كما يتم التعميم أيضاً خلال الجهات الحكومية والمحلية من مستشفيات ومدارس وغيرها، حيث تتم التوعية عبر المثقفين الصحيين، وبتكاتف الجهود وبفضل سياسة دعم التثقيف الصحي التي تتخذها قيادة دولة الإمارات، استطعنا اجتياز الوباء.
طلبة المدارس
يلعب التثقيف الصحي دوراً مهماً في المجال التعليمي والتربوي، وبشكل خاص بين طلبة المدارس والكادر التعليمي، هذا ما أكدت عليه حصة الخاجة، مدير منطقة الشارقة التعليمية، خلال حديثها لـ «الاتحاد»، وقالت: «إن عملية التوعية والتثقيف الصحي بين طلاب المدارس أمر ضروري، ويجب أن يبدأ من مرحلة عمرية مبكرة، وذلك بهدف زرع العادات الصحية، والثقافة الوقائية في وقت مبكر عند الطالب، فتصبح لديه قناعة بما هو صحي وبما هو غير ذلك، وهذا الأمر يجنبنا جميعاً الوقوع في دائرة الأمراض بسبب العادات غير الصحية التي يتم اتباعها في الحياة الروتينية اليومية».
وأوضحت: «نعمل في منطقة الشارقة التعليمية من خلال فرق العمل في نقل رسائل تثقيفية حول أهمية اتباع نمط حياة صحي عند الأطفال منذ نعومة أظافرهم وفي مرحلة مبكرة حتى تنغرس تلك القيم والعادات الصحيحة وتبنى عليها عادات صحية أخرى سليمة، فيصبح الطالب واعياً بشكل كامل ومدركاً لأهمية العيش بأسلوب حياة سليم».
وأضافت: «يلعب الكادر التعليمي والتربوي دوراً مهماً وأساسياً في تفعيل هذا الجانب، لذلك لابد من تكاتف الجميع، وتضافر الجهود لنصل لمرحلة يستطيع فيها الطالب أن يقرر قرارات صحيحة، سواء على مستوى الغذاء أو السلوك الحياتي أو العادات اليومية، ويكتسب ثقافة صحية تصل به وبالمجتمع إلى الرفاهية الصحية».
«المدارس الصحية» لضمان بيئة آمنة
أكدت إيمان تركي رئيس قسم البرامج لإدارة التثقيف الصحي، مثقفة صحية بالمجلس، أن إدارة التثقيف الصحي بالشارقة حرصت منذ تأسيسها، على ضمان شمولية عملية التوعية والتثقيف الصحي، سواء على صعيد استهداف فئات المجتمع أو على صعيد التوعية بالوقاية بعدد من الأمراض، وعملت في هذا المجال على إطلاق العديد من البرامج التوعوية التي تستهدف كل فئة مجتمعية على حدة.
وقالت: «أطلقت الإدارة برنامج المدارس الصحية الذي يهدف إلى تعزيز وتطوير بيئة صحية وآمنة في المدارس الحكومية والخاصة، تنعكس إيجاباً على نمو الطلبة البدني والاجتماعي والتعليمي، كما دشنت برنامج صحة الموظف تحت شعار «وازن» والذي يهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية تتمثل في تشكيل قاعدة بيانات هي الأولى من نوعها لصحة ولياقة موظفي حكومة الشارقة، تُبنى عليها مبادرات وقرارات وأنشطة مُعزّزة لصحة وسلامة الموظف وتعريف الموظف بأسس نمط الحياة الصحية، ونشر ثقافة التغذية السليمة وتأثيرها على الإنتاجية في العمل بشكل أكثر كفاءة، بالإضافة إلى تعزيز الإمكانيات والثقافة اللازمة لتوفير بيئة عمل داعمة للموظفين لتبنّي نمط حياة صحي، كما أطلقت مؤتمر صحتي الدولي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وعدد من الجهات الصحية المحلية والإقليمية، والذي يهدف إلى إيجاد حلول للتحديات الصحية المعاصرة».
وأوضحت أن الجمعيات الداعمة للصحة التابعة للإدارة وهي جمعية أصدقاء الرضاعة الطبيعية، وجمعية أصدقاء السكري، وجمعية أصدقاء مرضى الكلى، وجمعية أصدقاء مرضى التهاب المفاصل، وجمعية أصدقاء مرضى السرطان، تعمل على تعزيز الوعي الصحي حول سبل الوقاية من هذه الأمراض، إلى جانب تقديم الدعم المادي والمعنوي للمرضى.
انتشار الأوبئة
وعلى صعيد دور التثقيف الصحي خلال فترة انتشار الأوبئة، أشارت: «يتمثل دور التثقيف الصحي خلال فترة انتشار الأوبئة بتعزيز قدرة المنظومات الصحية للدول على مواجهة الأوبئة، وضمان صحة وسلامة المجتمع، ويكون ذلك من خلال تعزيز وعي أفراد المجتمع بأهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية للوقاية من خطر الإصابة بالوباء، أيضاً تحفيز أفراد المجتمع على تبني الممارسات الصحية التي تضمن تعزيز الجهاز المناعي لهم بما يعزز من فرص نجاح العلاج في حال الإصابة بوباء معين، كما يساهم التثقيف الصحي في نشر المعلومات الصحية السليمة، والحد من انتشار المعلومات الخاطئة».
تعزيز الممارسات الصحية بين أفراد المجتمع
بالاستناد إلى الدراسات والإحصائيات حول دور التثقيف الصحي في المجتمع، أكدت إيمان تركي، رئيس قسم البرامج لإدارة التثقيف الصحي، أن إدارة التثقيف الصحي في الشارقة حققت العديد من الإنجازات خلال النصف الأول من عام 2022، حيث شهدت البرامج والفعاليات التوعوية التي نظمتها الإدارة مشاركة أكثر من 5 آلاف شخص، وفي إطار حرصها على تعزيز الممارسات الصحية بين أفراد المجتمع ورفع مستوى الوعي الصحي، سعت الإدارة إلى تنظيم 39 جلسة تثقيفية، قدمها عدد من المثقفات الصحيات في الإدارة ونخبة من المختصين في مختلف المجالات الصحية، إلى جانب إعداد ونشر 55 فيلماً توعوياً، وإصدار 8 كتيبات إلكترونية توعوية تضمنت العديد من المعلومات والنصائح والإرشادات حول عدد من المواضيع الصحية، كما قدمت الإدارة 221 استشارة تغذوية بهدف تعزيز الوعي الصحي المجتمعي بأهم الممارسات التغذوية السليمة، إلى جانب الاحتفال بـ 43 يوماً عالمياً.
وأكدت تركي أن الإمارات أولت أهمية كبيرة لدور التثقيف الصحي، وهي تمتلك كوادر تثقيف صحي مؤهلة علمياً وفق أعلى المستويات، كما تشهد الدولة تنظيم العديد من البرامج التوعوية التي تهدف إلى توفير وتقديم المعلومات الصحيحة السليمة للأفراد والأسر والمجتمعات حول المشاكل الصحية السائدة، ومحاولة تغيير الأنماط السلوكية والحياتية للأفراد والجماعات للمحافظة على سلامتهم، وتحسين نوعية الحياة التي يعيشونها حتى تصبح جزءاً لا يتجزأ من عاداتهم وممارساتهم اليومية.