شعبان بلال (تونس، القاهرة)
أكد الرئيس التونسي قيس سعيد رفض أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للبلاد، مطالباً السلطات الأميركية بالاستماع إلى نظيرتها التونسية لمعرفة حقيقة الأوضاع في تونس.
وأصدرت الرئاسة التونسية بياناً إثر لقاء جمع سعيد مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف، في قصر قرطاج.
وجاء في البيان: «جدد رئيس الدولة تمسك تونس بسيادتها ورفض التدخل في شؤونها الداخلية، وأعرب عن الاستياء من التصريحات التي أدلى بها عدد من المسؤولين الأميركيين في المدة الأخيرة».
وأشار بيان الرئاسة إلى أن «اللقاء كان فرصة أوضح فيها رئيس الجمهورية عديد المسائل المتصلة بالمسار الذي تعيشه تونس، وفند خلالها عديد الادعاءات التي تروج لها أطراف معلومة».
وتواصل حركة «النهضة» الإخوانية الاستقواء بالخارج ودعم التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للبلاد، وسط رفض شعبي لهذه الممارسات. وقال خبراء ومحللون سياسيون، إن «النهضة» اعتادت على ذلك بعد أن فقدت رصيدها في الشارع، مشددين على أن التونسيين يدعمون مسار «الجمهورية الجديدة» الذي أطلقه الرئيس قيس سعيد.
وأكد المحلل السياسي التونسي محمد صالح العبيدي، أن هناك رفضاً واسعاً في الشارع لعملية الاستقواء «الإخوانية» بالخارج، ويرى التونسيون أن حركة «النهضة» تقوم بمساع لتشويه صورة البلاد لدى الجهات الدولية والاحتماء ببعض الدول من أجل العودة للسلطة.
وأوضح العبيدي في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن «النهضة» فقدت رصيدها الانتخابي بشكل كامل وتقلصت حظوظها في التلاعب بعقول التونسيين عبر بوابة الخلط بين الدين والسياسة، وبالتالي بقي لها فقط تشغيل أذرعها الخارجية للضغط على الرئاسة التونسية. وأشار العبيدي إلى أن الحركة تدفع من خلال أذرعها الخارجية بالضغط على الجهات المالية الدولية كصندوق النقد الدولي حتى لا يتم إقراض تونس، وفي ذلك استقواء بالخارج لضرب الاقتصاد المتأزم منذ 10 سنوات.
وتابع المحلل السياسي التونسي، أن «التنظيم الدولي للإخوان يساند التدخلات الأجنبية، بعدما خسر كل إمكانيات العودة للحكم في تونس، ويستعمل سياسة الأرض المحروقة بعد انكساره سياسياً وانكشاف جهازه السري وارتباطه بالإرهاب من خلال الملاحقات القضائية التي تطال راشد الغنوشي».
بدوره، أشار المحلل السياسي التونسي منذر ثابت إلى أن التدخلات الأجنبية في الشأن الداخلي التونسي بدأت منذ عام 2011 بشكل مفضوح.
وأضاف ثابت في تصريحات لـ«الاتحاد» أن «التدخلات الخارجية يُمكن أن تُفهم خلال المراحل الانتقالية وانهيار الأنظمة وأوضاع التجديد السياسي، لكن أن يدوم الوضع فهو أمر غير مقبول، وهناك بعض الدول لا تريد لتونس أن تكون في حالة استقرار وأن يكون الوضع الاقتصادي هشاً ومتأزماً، وهو ما يحتاج إلى جبهة وطنية صلبة على أساس قاعدة من الثوابت التي توحد التونسيين، ومنظومة أهداف تُعلن الديناميكية التي تخرج البلاد من وضع الانهيار الاقتصادي والتفكك الاجتماعي».
وذكر ثابت أن هذه المعركة ليس هينة وستتواصل في الوقت الحالي، لكنه أكد «يقينه بأن الأطراف الوطنية واعية لخطورة هذا الوضع وضرورة القفز نحو شاطئ الأمان بتحديد الأهداف وقواعد التعايش في إطار الاختلاف والتعدد».
فيما اعتبر المحلل السياسي التونسي نزار الجليدي أن حركة «النهضة» انتهت بالنسبة للشعب التونسي منذ اتخاذ الإجراءات الإستثنائية في 25 يوليو وحل البرلمان، مشيراً إلى أن اهتمام التونسيين منصب الآن على مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة، مثل شح المواد الغذائية الرئيسة وغلاء الأسعار وينتظرون من الحكومة حلولاً عاجلة.