«وول ستريت» تقتنص مكاسب أسبوعية قوية بقيادة أسهم التكنولوجيا والنمو

انتعشت الأسهم الأمريكية، الجمعة، مع إنهاء وول ستريت لأدائها الأسبوعي القوي، منتعشة بقيادة أسهم التكنولوجيا والنمو من الركود الناجم عن تأثيرات بيانات الاحتياطي الفيدرالي.
وقطعت المؤشرات الثلاثة الرئيسية سلسلة خسائر استمرت ثلاثة أسابيع، فارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 2.66% خلال الأسبوع، بينما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 3.65%، فيما بلغت مكاسب ناسداك 4.14%.
كانت الأسهم متقلبة مؤخراً؛ حيث نمت التوقعات برفع سعر الفائدة بمقدار 0.75 نقطة مئوية هذا الشهر في وول ستريت، بعد أن قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول مرة أخرى إنه «ملتزم بشدة» بخفض التضخم.
وجاءت المكاسب في أعقاب عمليات بيع حادة بدأت في منتصف أغسطس/ آب، بفعل مخاوف من تأثير السياسات النقدية المتشددة وعلامات التباطؤ الاقتصادي في أوروبا والصين.
وقال محللون: إن تعافي السوق هذا الأسبوع كان أكثر ارتباطاً بالبيع المفرط السابق. وما زالت حالة الضبابية مرتفعة إزاء التضخم والتحركات العنيفة لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) تجاه رفع أسعار الفائدة.
ويترقب المستثمرون تقرير مؤشر أسعار المستهلكين لشهر أغسطس/ آب، الذي سيصدر الثلاثاء القادم، بحثاً عن أي إشارات تدل على تراجع التضخم. ومن المتوقع أن تُظهر الأسعار ارتفاعاً 8.1% على مدار العام في أغسطس/ آب، مقابل زيادة قدرها 8.5% في يوليو/ تموز.
وعند إغلاق الجمعة، ارتفع ستاندرد آند بورز 61.44 نقطة، أي 1.53%، ليغلق عند 4067.62 نقطة. وزاد المؤشر ناسداك المجمع 249.94 نقطة، أي 2.12%، إلى 12113.19 نقطة، فيما ارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 384.54 نقطة، أي 1.21%، إلى 32157.88 نقطة.
الدولار
وانخفض الدولار إلى أدنى مستوى في أسبوع، الجمعة؛ حيث أدى رفع سعر الفائدة الكبير هذا الأسبوع من قبل البنك المركزي الأوروبي إلى تعزيز اليورو، في حين ارتفعت أسواق الأسهم العالمية بشكل حاد مع أسهم التكنولوجيا والنمو.
وانخفض مؤشر الدولار 0.5% عند 108.96، متراجعاً بعد المكاسب الحادة الأخيرة، مسجلاً أول انخفاض أسبوعي له في أربعة أسابيع.
الأسهم الأوروبية
من جانبها، سجلت الأسهم الأوروبية أول زيادة أسبوعية في أربعة أسابيع، الجمعة، مدعومة بارتفاع أسهم البنوك بفعل التوقعات بأن يقوم البنك المركزي الأوروبي بمزيد من التشديد في السياسة النقدية وصعود أسهم قطاع التعدين مع ارتفاع أسعار المعادن. وأغلق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي على ارتفاع بنسبة 1.5% ليتجاوز أعلى زيادة له في أسبوع.
في حين تمكن مؤشر ستوكس 600 من إنهاء الأسبوع بارتفاع 1.1%، يشك المستثمرون في إمكانية استمرار الارتفاع؛ حيث أغلقت روسيا صنابير الغاز عن أوروبا إلى أجل غير مسمى وسط أزمة غلاء المعيشة في المنطقة. وما زال المؤشر منخفضاً بنسبة 16.3% منذ بداية العام وحتى الآن.
وقفزت أسهم البنوك في منطقة اليورو 3.2% الجمعة، لتسجل أكبر مكاسب مئوية لها في شهرين تقريباً. وكانت مخاوف قد هزت البنوك من مدى قدرتها على تحقيق أرباح في ظل أسعار فائدة منخفضة.
وقال ديفيد مادن محلل الأسواق في شركة «إكويتي كابيتال»: «مزاج المتعاملين تسيطر عليه حالة المخاطرة حتى على الرغم من قيام البنك المركزي الأوروبي أمس الجمعة بزيادة أسعار الفائدة وتصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول بشأن التشديد النقدي، ربما اعتاد المتعاملون على فكرة زيادة أسعار الفائدة وعوائد السندات».