يبحث المستثمرون في وول ستريت عن إشارات جديدة على رفع أسعار الفائدة في المستقبل، بعد أن أشار محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي) في يوليو/ تموز، إلى وتيرة أبطأ لتشديد السياسة النقدية. وارتفع المؤشر داو جونز خلال التداولات الخميس، 1.54 نقطة إلى 33981.86 نقطة. وانخفض المؤشر ستاندرد آند بورز 0.02 في المئة إلى 4273.13 نقطة، بينما تراجع ناسداك 0.34 نقطة إلى 12937.79 نقطة.
وأظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي أن مسؤوليه رأوا «أدلة لا تكاد تذكر» أواخر الشهر الماضي على أن ضغوط التضخم في الولايات المتحدة تنحسر.
وكشف المحضر أن المسؤولين ألمحوا إلى تباطؤ وتيرة الزيادات في نهاية المطاف، ولكن دون التحول إلى خفض أسعار الفائدة في عام 2023.
سعر الدولار
في هذا الوقت لامس الدولار أعلى مستوى له منذ ثلاثة أسابيع، الخميس بعد صدور محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي لشهر يوليو تموز والذي أشار إلى الاستمرار في رفع أسعار الفائدة الأمريكية لفترة أطول بهدف خفض التضخم.
وتسبب صعود الدولار في انخفاض الجنيه الإسترليني لفترة وجيزة إلى ما دون 1.2 دولار في التعاملات الأوروبية، وهو أدنى مستوى له منذ ثلاثة أسابيع. كما انخفض اليورو إلى 1.0146 دولار وكذلك الين الياباني إلى 135.45 للدولار.
ودفع هذا مؤشر الدولار للوصول إلى مستوى 106.96، وهو الأعلى منذ أواخر يوليو/ تموز.
ومع ذلك، قلص كل من اليورو والجنيه الإسترليني والين خسائرهم خلال التعاملات الصباحية وعوضت العملات الثلاث خسائرها ليجري تداولها دون تغيير يذكر خلال اليوم تاركة مؤشر الدولار عند 106.65.
وفي التعاملات الآسيوية، حقق الدولار الأمريكي أكبر مكاسبه مقابل الدولار الأسترالي، والذي انخفض بفعل تأثير نمو الأجور الأضعف من المتوقع على توقعات أسعار الفائدة في أستراليا.
وانخفض الدولار الأسترالي إلى أدنى مستوى له في أسبوع واحد عند 0.6899 دولار بعد نشر بيانات التوظيف والتي أظهرت تراجعاً في كل من التوظيف ومعدل البطالة، قبل أن يرتد بزيادة طفيفة إلى 0.6951 دولار.
في غضون ذلك، استمر اليوان الصيني في مواجهة المتاعب، في وقت يخيم فيه ضعف الاستهلاك وانخفاض المعنويات وأزمة عقارات وقيود مرتبطة بكوفيد-19 بظلال كثيفة على آفاق ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وانخفض اليوان 0.2 في المئة تقريباً إلى 6.788 مقابل الدولار، كما انخفض أيضاً إلى ما دون المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم مقابل اليورو.
الأسهم الأوروبية
وكانت الأسواق الأوروبية متقلبة، الخميس، وتكافح للبناء على المكاسب وسط استمرار حذر السوق بشأن التوقعات التضخمية.
وارتفع مؤشر ستوكس 600 لعموم أوروبا بنسبة 0.3٪، بعد أن عكس خسائره السابقة. وارتفع قطاع الكيماويات والسيارات بنسبة 1٪ بينما تراجعت أسهم التجزئة بنسبة 0.5٪.
وتراجعت الأسهم الأوروبية في تعاملات متقلبة الخميس، بعد أن ألمحت عضو في مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي إلى زيادة كبيرة أخرى في أسعار الفائدة الشهر المقبل حتى مع اشتداد مخاطر الركود.
وقالت عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي إيزابيل شنابل: إن توقعات التضخم في منطقة اليورو لم تظهر تحسناً يذكر منذ رفع سعر الفائدة 50 نقطة أساس في يوليو/ تموز، ما يشير إلى أنها تحبذ زيادة كبيرة أخرى في أسعار الفائدة الشهر المقبل.
ولم يقدم محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي لشهر يوليو/ تموز أي مؤشرات إيجابية الأربعاء، بشأن وتيرة رفع أسعار الفائدة الأمريكية.
الأسهم اليابانية
تراجعت الأسهم اليابانية بالتزامن مع نظيراتها الآسيوية الخميس، في الوقت الذي يعمل فيه المستثمرون على تحليل محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي في انتظار ندوة قادمة، لتقييم ما إذا كان البنك المركزي الأمريكي سيخفف من سياسته النقدية المتشددة.
وانخفض المؤشر نيكاي الياباني 0.91 في المئة عند الفتح، وحام عند هذا المستوى خلال اليوم، مغلقاً على انخفاض 0.96 في المئة عند 28942.14 نقطة.
ومحت الخسائر معظم المكاسب التي تحققت في اليوم السابق، عندما أغلق المؤشر فوق مستوى 29 ألف نقطة للمرة الأولى منذ يناير/كانون الثاني. ولا يزال المؤشر مرتفعاً بنحو أربعة في المئة خلال الأسبوع. كما انخفض المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.82 في المئة.
وقال ماساهيرو إيتشيكاوا كبير محللي السوق في سوميتومو ميتسوي دي.إس لإدارة الأصول: «إذا انتعشت الأسهم الأمريكية، فإننا نتوقع أن يتجه مؤشر نيكاي صعوداً أيضاً».
وقال متداول آخر في السوق: «نسمع أن الكثير من الناس ينتظرون ظهور رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول في ندوة الأسبوع المقبل، لذلك قد تهيمن على المعنويات حالة من الترقب حتى ذلك الحين». وانخفض ما يصل إلى 178 سهماً على مؤشر نيكي، بينما ارتفع 43 وبقيت أربعة أسهم دون تغيير.
وتراجعت أسهم التكنولوجيا على نطاق واسع بعد أن أغلق مؤشر ناسداك 100 على انخفاض 1.21 في المئة خلال الليل.
وتراجع سهم زي القابضة التي تمتلك شركتي لاين وياهوو اليابان 1.85 في المئة. كما انخفض سهم سوني جروب 1.76 في المئة وسوفت بنك 0.2 في المئة.
وتكبدت شركات صناعة السيارات خسائر؛ إذ انخفض سهم تويوتا 1.81 في المئة وسوزوكي 1.06 في المئة وهوندا موتور 0.87 في المئة. وعانى سهم ياماها من أكبر خسارة على مؤشر نيكاي، فتراجع 2.51 في المئة. وكانت الطاقة والمرافق هما القطاعان الوحيدان اللذان حققا مكاسب إجمالية.
وكان الأفضل أداء سهم نيبون شيت جلاس الذي ارتفع 5.28 في المئة، مدعوماً بصعود مطرد منذ تقرير عن أرباح الشركة في الخامس من أغسطس/ آب. وارتفع سهم الشركة 45.22 في المئة حتى الآن هذا الشهر. (وكالات)