ويلقي ملف الطاقة يلقي بظلاله، بشكل واسع، على خيارات الناخبين في ولاية بنسلفانيا بين مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي، للفوز بالانتخابات النصفية.
وتشتهر ولاية بنسلفانيا بكونها ثالت أكبر منتج للطاقة في الولايات المتحدة، فهي غنية بمواردها من الغاز الطبيعي والفحم والنفط وهو ما يضع ملف الطاقة كجزء أساسي في الأجندة الانتخابية لمرشحي الكونغرس الأميركي.
يوضح مايكل ماير، الخبير في مصادر الطاقة والأستاذ المحاضر في جامعة هاريس بيرغ للعلوم والتكنولوجيا، أن أسعار البنزين والكهرباء ستكون في مقدمة حسابات الناخبين في هذه الولاية ، مشددا في الوقت نفسه على أهمية النفط والغاز الطبيعي فيها.
ويتابع الخبير “بكل تأكيد هناك منطقة وسطى تجمع بين الغاز الطبيعي والنفط من ناحية، ومصادر الطاقة المتجددة من ناحية ثانية، كما أنه لا يوجد احتمال كبير لمستقبل بلا مصادر الطاقة التي تنتج الكربون بشكل أو بآخر ، فما يزال من الأسهل الوصول إلى محطة بنزين مقارنة بالوصول إلى محطة لشحن الكهرباء، رغم أن الحكومة تسعى لتوسيع تلك الخيارات”.
وتعد بنسلفانيا مصدرا أساسيا لإمداد العديد من الولايات الأخرى بالكهرباء، وهي مسؤولة بشكل كبير عن إنارة العاصمة الفدرالية واشنطن، لكنها عانت من آثار التغير المناخي، في ظل تنام للشكوك في مدى اهتمام الناخبين به ومعرفتهم بآثاره.
المناخ والأولويات
تقول لينا باتركاين، المختصة في علوم البيئة والأستاذة المحاضرة في ولاية بنسلفانيا “في الحقيقة، سكان بنسلفانيا يهتمون بالتغير المناخي، لكن ليس لدرجة التفكير به بشكل يومي”.
وتضيف أنه من الطبيعي أن تكون لكل حملة سياسية أهداف محددة، وستعمل على تقديمها عبر مرشحها الخاص، “وبالتالي علينا أن نعرف مدى دقة وصحة ما يقدمه المرشحون من معلومات حول التغير المناخي”.
ورغم هذه الوفرة في النفط والغاز ، فإن بنسلفانيا تسعى وبشكل سريع للاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، حيث يوجد أكثر من خمسة وسبعين ألف وظيفة مرتبطة بالطاقة النظيفة في الولاية.
ويؤكد خبراء أن ملف الطاقة في هذه الولاية وبكل تعقيداته سواء تلك المتعلقة بالتحول السريع نحو الطاقة النظيفة، أو المرتبطة بإطالة أمد النفط والغاز الطبيعي، كلها ستلعب دورا مفصليا في توجهات الناخبين واختياراتهم في الانتخابات النصفية.