سامي عبد الرؤوف (دبي)
أكد أحمد الدشتي الوكيل المساعد لقطاع الخدمات المساندة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، مواصلة الوزارة مساعيها في تطوير نظام الرعاية الصحية بالدولة، وتعزيز جودة البيانات والوصول إلى معلومات شاملة حول سجلات الرعاية الصحية للمرضى، من خلال ربط المستشفيات في الدولة وكافة مرافق الرعاية الصحية عبر منظومة بيانات شاملة ومتكاملة.
وأشار في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد»، إلى جهود الوزارة في استكمال الخطة المستقبلية لمشروع الملف الصحي الموحد «رعايتي»، المنصة الذكية المركزية لتبادل المعلومات الصحية على مستوى الدولة، كاشفاً أن العمل جارٍ على الربط بين جميع المستشفيات الخاصة في أنحاء الدولة، وبين منصة «ملفي» لتبادل المعلومات الصحية التابعة لدائرة الصحة في أبوظبي، وذلك قبل نهاية العام الجاري وفقاً للخطة المتفق عليها.
وأعلن أنه سيتم الربط بين (رعايتي) ومختلف المراكز الطبية والعيادات الخاصة والملفات الصحية السحابية المتواجدة في إمارات الشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة ورأس الخيمة، مع نهاية العام 2023، وفق الجدول الزمني المحدد، وذلك بعد نجاح المشروع في إنجاز الربط مع جميع منشآت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، ومنصة «نابض» الإلكترونية التابعة لهيئة الصحة في دبي.
وقال: «تُعدّ منصة (رعايتي) نظاماً متطوراً لتوثيق المعلومات والبيانات الصحية لجميع متلقي الخدمات الصحية في ملف خاص، ويتم ذلك بشكل مستدام وآمن بهدف تحقيق سلامة وجودة الرعاية الصحية، وتسهيل استخدام تلك المعلومات من مقدمي الخدمات الصحية وتنظيم تبادلها وفقاً للتشريعات المعمول بها في الدولة».
نتائج وأرقام
وحول نتائج مشروع «رعايتي»، أجاب الدشتي: «بلغ عدد المنشآت المرتبطة بمنصة (رعايتي) ما يقارب 450 منشأة حتى الآن، و37.568 شخصاً من الكوادر الطبية المعنية، فيما بلغ عدد الملفات الصحية الإلكترونية المسجلة في «رعايتي» 9 ملايين ملف، كما أن هناك 25 شركة تأمين صحي وما يزيد على 1000 منشأة صحية مرتبطة مع مكتب المطالبات المالية الإلكتروني التابع لمنصة (رعايتي).
وأشار إلى أن المكتب قام بمعالجة 2.7 مليون طلب تفويض، ومليون وصفة إلكترونية و2.8 مليون مطالبة إلكترونية مقدمة.
وأكد الدشتي، سعي وزارة الصحة ووقاية المجتمع، لمواكبة التطورات الرقمية في مجال الرعاية الصحية وبناء منظومة صحية ذكية، تحقيقاً لرؤية حكومة دولة الإمارات وترسيخ مكانة الدولة في المجال الصحي.
وذكر أن مشروع «رعايتي» يوفر سجلات المرضى والتقارير التحليلية لكافة الجهات المعنية بشكل سري وآمن مع مراعاة كافة معايير الخصوصية، مشيراً إلى أن المنصة تقدم خدمات تأمين الوصول إلى السجلات الطبية لكل من المرضى ومقدمي الرعاية الصحية، وهي نظام رعاية صحية حديث ومستدام ومتكامل يعمل على تعزيز سلامة المرضى وجودة الرعاية وصحة السكان.
وتابع: «تسهم منصة (رعايتي) بتحسين جودة الخدمات الطبية وكفاءة مقدمي الرعاية وسلامة المرضى، وذلك في إطار تعزيز قدرات إدارة صحة السكان من خلال التبادل الآمن لسجلات المرضى بين مقدمي الرعاية في دولة الإمارات، بما يتماشى مع رؤيتها بإنشاء قاعدة وطنية موحدة للسجلات الطبية لسكان الدولة».
التقنيات الذكية
أوضح الوكيل المساعد لقطاع الخدمات المساندة بالوزارة، أن مشروع «رعايتي» يهدف إلى الربط بين المنشآت الصحية الحكومية والخاصة وتبادل السجلات الطبية في ظل تنقل المرضى من منشأة إلى أخرى، معتمداً في ذلك على التكنولوجيا المتقدمة، حيث يعزز الشراكة الاستراتيجية بين الوزارة وكل من دائرة الصحة في أبوظبي ومؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، وهيئة الصحة في دبي، والقطاع الخاص وذلك لمواصلة الارتقاء بالمنظومة الصحية وتعزيز تكاملها».
وقال: «إن المشروع يواكب التطور المتسارع الذي يشهده القطاع الصحي على المستوى الدولي، وخصوصاً في مجال التقنيات الذكية لإدارة البيانات الصحية، التي يسهل الوصول إليها بما يتماشى مع أفضل المعايير العالمية، ويسهم بتقديم رعاية صحية متكاملة ومستدامة وفق مؤشرات أداء دقيقة وأطر زمنية تضمن الجودة والتميز والريادة».
منصة مركزية
وتابع: «بالإضافة إلى إنشاء منصة مركزية لتبادل المعلومات الصحية، فإن «رعايتي» يتضمن خدمة «بريد رعايتي» التي أطلقتها الوزارة لتحقيق التبادل السلس لمطالبات التأمين بين مرافق الرعاية الصحية وشركات التأمين، ما أسهم بتغيير مشهد الرعاية الصحية في الدولة، من خلال إنشاء نظام مركزي للسجلات الطبية وتقديم نظام رقمّي مبتكر ومتكامل يعرض البيانات السريرية المحدثة لبيانات المرضى».
وأفاد الدشتي، أنّ الهدف العام لـ «رعايتي» هو إنشاء نظام رعاية صحية متكامل على مستوى عالمي، يوفّر مزايا تركّز على المريض وتعزّز استمرارية الرعاية بين مقدمي الرعاية الصحّية، بما يسهم ببناء نظام صحّي فعّال ومستدام لتقديم خدمات عالية الجودة تضمن ريادة القطاع الصحي في الدولة.
ونوه بدور المشروع في إنشاء قاعدة بيانات صحية مركزية للمرضى، وتوفير رعاية صحية متقدمة، وتحليل البيانات والتخطيط المستقبلي لتقديم أعلى معايير الخدمات الصحية المتبعة عالمياً.
الأهداف الوطنية للمشروع
سلط أحمد الدشتي، الوكيل المساعد لقطاع الخدمات المساندة الضوء على المستهدفات الوطنية لمشروع «رعايتي» على مستوى الدولة، مشيراً إلى أنها تشمل تطوير النظام الصحي، ورفع جودة البيانات ما يساعد على التخطيط الاستباقي للخدمات، وتوحيد المعايير والإجراءات المستخدمة في التعامل مع الملف الصحي.
كما تضم هذه الأهداف، تصميم وتنفيذ نظام إلكتروني يتمتع بخصائص أمان عالية، والربط بين الجهات المعنية واعتماد الهوية الإماراتية مرجعاً للبيانات، وتحسين آلية مراقبة الأمراض، وزيادة الإنتاجية، وتحسين مشاركة المريض من خلال تطبيق أفضل المعايير والممارسات.
بالإضافة إلى تقليل الأخطاء الطبية وصولاً إلى إلغائها بالكامل، وذلك من خلال سهولة الوصول إلى البيانات، فضلاً عن خفض التكاليف من خلال الأتمتة، وتطوير آليات المعرفة وتبادل الخبرات، وضمان التبادل الآمن للبيانات الطبية، ورفع مستويات الدخل للعاملين ضمن القطاع من خلال تحسين السياحة العلاجية في الدولة.