التخطي إلى المحتوى

– من بتول كشواني .

الشارقة في 28 أغسطس / وام / قبل نحو ستة أعوام، وبمرسوم أميري أصدره
صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم
الشارقة كانت انطلاقة “نماء” للارتقاء بالمرأة وبرئاسة قرينته سمو
الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة ، وفقا
لنهج مستدام ورؤية حكيمة بهدف العمل على تعزيز واقع المرأة الإماراتية
والنساء حول العالم وإحداث نقلة نوعية في مسيرتهن العلمية والعملية.

و اليوم تفخر “نماء” بالمكانة التي باتت سيدات الإمارات تحظى بها في
شتى المجالات والقطاعات مشكلة شراكة حقيقية وفاعلة في مسيرة التنمية
المستدامة التي تشهدها الإمارات .

فقد كان التحدي أمامها بمؤسساتها التي تندرج تحتها وتشمل مجلس
سيدات أعمال الشارقة ومجلس إرثي للحرف المعاصرة وأكاديمية بادري
للمعرفة وبناء القدرات ، والعمل على النهوض بالمرأة من مرحلة الدعم
والتمكين إلى مرحلة الارتقاء بها ومنحها دورها عضوا فاعلا و أساسيا في
المجتمع إيمانا بكونها موردا بشريا هاما في مسيرة التقدم والنماء.

إن سر الإجابة عن هذا التساؤل الكبير تجلى بشكل واضح في الرؤية التي
أخذتها نماء على عاتقها والتي استلهمتها من صاحبة “القلب الكبير” سمو
الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي التي عرفت بكونها من أكثر الشخصيات
إلهاما في العالم العربي بسبب دعمها مختلف قضايا المرأة فانطلقت المؤسسة
وفق رؤية مستدامة وراهنت على النجاح في إحداث التغيير المنشود و وضعت
ثقتها في المرأة الإماراتية التي تسعى بكل جد لتكون على قدر المسؤولية
الملقاة على عاتقها.

و شجعت “نماء” السياسات الداعمة للمرأة الإماراتية من خلال تزويدها
بالعديد من البرامج والمبادرات فكانت شراكتها مع هيئة الأمم المتحدة
للمرأة لتنفيذ برنامج “تحفيز تكافؤ الفرص لرائدات الأعمال” أحد البرامج
الذي حقق أثرا ملموسا على المرأة داخل الدولة وخارجها في إطار الرسالة
السامية للمؤسسة و التي لا تنحصر داخل حدود الدولة فحسب بل ترتحل إلى
مناطق شتى في مختلف أرجاء العالم بهدف نشر الوعي وتدريب الشابات وبناء
قدراتهن.

وكان للبحث العلمي نصيب وافر من اهتمام “نماء” وحرصها على دمج المرأة
فيه لتقدم سبع منح بحثية مخصصة للطالبات وأعضاء الهيئة التدريسية في
جامعة الشارقة دفعا منها لعجلة التطور في مجالات البحث العلمي.

و وظفت “نماء” أحداثا دولية كبيرة لصالح أهدافها السامية فكان إكسبو
2020 دبي شاهدا على انطلاق سلسلة من ورش العمل التي استضافتها المؤسسة
والتي لم تنته بانتهاء الحدث بل تواصل استضافة ورش عمل أخرى في مختلف
أنحاء الدولة لزيادة الوعي حول تأثير سد الفجوة بين الجنسين على استدامة
الأعمال.

أما مجلس سيدات أعمال الشارقة فواصل نهجه الراسخ في دعم سيدات
الأعمال موفرا لهن الخبرة والإرشادات التي تغطي جوانب المشاريع التجارية
لينعكس ذلك على حجم الإقبال على الانتساب لعضوية المجلس ووصل عدد عضواته
حتى نهاية يوليو الماضي 2225 عضوة من مختلف القطاعات من دولة الإمارات
والعالم بما في ذلك بريطانيا والبرازيل والكويت وأتاح لهن المشاركة في
العديد من البرامج كورش العمل التدريبية والتوعية والبعثات التجارية
والمعارض المتخصصة مثل جيتكس ومهرجان الشارقة لريادة الأعمال والمبادرات
المتنوعة كالحملة التعريفية للجامعات وغيرها العديد.

من جانبه انطلق مجلس إرثي للحرف المعاصرة يضيء بجهوده إمكانات المرأة
في دولة الإمارات وقدراتها الحرفية واليدوية يجوب بها أنحاء العالم
مستعرضا نتاجها الإبداعي في أبرز المنصات والمعارض الدولية متيحا لها
فرصة لتحقيق استقلال مادي وبناء مصدر دخل شخصي كمشاركته هذا العام في
أسبوع ميلان للتصميم وحضوره ممثلا عربيا وحيدا في هذا الحدث الدولي
مطلقا خمس مجموعات حرفية جديدة ومبتكرة وبرنامج “حرفتي” الذي درب 50
فتاة من منتسبات “سجايا فتيات الشارقة” على حرفة التطريز و استعرض
ابداعاتهن في ذلك فيما يشكل برنامج أزيامي لرائدات الأزياء بالتعاون مع
“كلية لندن للأزياء” أحد المشاريع الرائدة للمجلس و يستهدف دعم مصممات
الأزياء في دولة الإمارات من خلال تطوير مهارتهن وأعمالهن عبر ورش عمل
وجلسات تدريب وتوجيه.

من جهتها عززت أكاديمية بادري للمعرفة وبناء القدرات من الدور الرائد
لمؤسسة نماء وقدمت نموذجا في التطوير المعرفي عالي المستوى الذي يهدف
إلى تعزيز وبناء قدرات المرأة وتزويدها بالمهارات والمعارف اللازمة لتشق
طريقها نحو النجاح فوفرت لها منصة “بادري” الإلكترونية للمساقات
الجماعية ومصادر المعرفة والبرامج التدريبية وورش العمل لضمان تفوقها
وقد حققت الأكاديمية في ذلك إنجازات عديدة منها: وصول أعداد المستفيدات
إلى أكثر من 5600 سيدة منذ العام 2015 حتى اليوم وتنظيم أكثر من 37 دورة
إلكترونية و30 ورشة عن بعد و27 ورشة حضورية و7 برامج متخصصة بالشراكة
مع أكثر من 40 شريكا.

وام/بتول كشواني/عوض المختار/عاصم الخولي

Scan the code