أعلنت وزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية عبر موقعها الرسمي استعدادها لتنظيم معرض “بين ثقافتَين” في الرياض خلال شهر سبتمبر المقبل، كمعرضٍ متعدد التخصصات يبحث في الثقافات من حول العالم ويُعرّف بها، ويُلقي الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافة السعودية وهذه الثقافات، وسيركّز المعرض في نسخته الأولى على ثقافة الجمهورية اليمنية للتعريف بها، وبيان ارتباطها بالثقافة السعودية، وعرض أوجه التشابه بينهما، متناولاً عدة جوانب مختلفة كالأزياء والفنون البصرية والعمارة والتصميم وفنون الطهي؛ لتعزيز التبادل والتعاون الثقافي بين المملكة واليمن.
رحلة معرض “بين ثقافتَين”
قد صُمّم هذا المعرض بناءً على مفهوم التقاطع الذي يأخذ الزائر إلى اللامحدودية؛ لتعريفه على أوجه التشابه والاختلاف والقواسم المشتركة بين هاتين الثقافتين، وسيُعرض التبادل الثقافي في هذه التقاطعات عبر مفهومين أساسيين؛ أولهما الوضوح الذي يسلّط الضوء على أوجه الشبه والاختلاف والقواسم المشتركة بين الثقافتين، وثانيهما الشفافية التي ترمز إلى الانفتاح بين الثقافات.
وتبدأ رحلة الزائر في المعرض من مدخله المصمم باستخدام الأشكال الهندسية بطريقةٍ متقاطعة يتجلى فيها المفهوم الإبداعي الأساسي للمعرض، كما ستُعرض فيه صورٌ ومقاطع متحركة تعكس أوجه التشابه بين الثقافتين، ويتم خلالها تشغيل مقطوعاتٍ موسيقية من الثقافتَين السعودية واليمنية كخلفيةٍ موسيقية تُضفي عليها روحاً ملهمةً للزائرين، وبعد ذلك تأتي منطقة الاستقبال التي سيُرحب فيها المنظمون بالزوّار باللهجتين السعودية واليمنية، وسيرتدي المنظّمون والمرشدون أزياءً مستوحاة من النقوش السعودية والنقوش اليمنية المعاصرة تمتاز بخاماتٍ غنيّة بالألوان.
وبعد دخول الزائر إلى المعرض سيجد أمامه محتوىً ثقافياً إبداعياً يربط بين الثقافتين عبر أشكالٍ فنية إبداعية لفنانين سعوديين ويمنيين، وذلك من خلال عدة أقسام متنوعة تُغطي مجالاتٍ ثقافيةً معينة، ومن أبرز هذه الأقسام قسم “بين جسور الفن” الذي يركّز على الشعر والإيقاع واللحن، إلى جانب الجذور والأصالة والتآلُف والمؤاخاة، وقسم “بين الطين والعمارة” الذي يتمثّل في الزخارف والفنون والطوب والحجر، وقسم “بين الإرث والثقافة” الذي يشتمل على عدة أقسام وهي “التاريخ والحاضر”، و”قصة وخلود”، و”الواقع والافتراضي”، إضافةً إلى “الخيال والطبيعة”، و”الجبال والبحار”، و”الضباب والحجارة”. ويأتي أخيراً في أقسام المعرض قسم “بين الزِيّ والحُليّ” الذي يركّز على القصص والأزياء، والخيوط والنسيج، والزينة والحُليّ، و”اللقطة والذكرى”.
ومع نهاية رحلة الزائر في المعرض سيجد أمامه بوابة الخروج التي ستُستخدم عندها “القمرية” لتُعطي طابعاً فنياً مفعماً بالألوان، وهي التي برز دورها الوظيفي والجمالي في العمارة اليمنية في وقتٍ مبكر، ومن “القمرية” سيصل الزائر إلى منطقة “الجود والكرم”، وهي عبارة عن مطاعم ومقاهٍ تُعرَض فيها المأكولات والمشروبات السعودية واليمنية المشتركة مثل: تحميص بُنّ القهوة اليمني ودمجه مع الهيل السعودي، وتوزيع الحلويات المشتركة كالعريكة، والأطباق المشتركة كالمعصوب والمندي، وفي نهاية المنطقة سيدخل الزائر إلى سوقٍ مصغر يتم فيه استيراد وبيع أهم المنتجات اليمنية، والمنتجات والمحاصيل المستخرجة من أرض السعودية.
أهمية معرض “بين ثقافتَين”
يأتي معرض “بين ثقافتين” انطلاقاً من الاعتزاز بالهوية السعودية، واستكمالاً لدور وزارة الثقافة في التعريف بثقافة المملكة وامتدادها داخلياً وخارجياً، ويُعد المعرض بمثابة مهرجانٍ يحتفي وينشر أعمال وإنجازات نُخبة من المصممين والفنانين التشكيليين والمهندسين المعماريين السعوديين، وسط مشاركة مواهب شابة ومؤسسات سعودية ناشئة، وسيتم استضافة فنانين من مختلف أنحاء العالم في كل عام.
وتسعى وزارة الثقافة من خلال المعرض إلى إثراء المعرفة الثقافية للزائرين، وذلك عبر التعريف بالتاريخ الفني للمملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية، كما تهدف إلى تقوية أواصر العلاقات بين الشعبين الصديقين، وتسليط الضوء على القواسم المشتركة، وتقديم التنوع بين الثقافتين في سياقٍ فنيّ معاصر، إلى جانب إشراك نُخبة من السعوديين واليمنيين، وهو ما يعكس حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهدافها الاستراتيجية التي تسعى إلى تحقيقها تحت مظلة رؤية المملكة 2030.
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على تويتر