مقديشو (الاتحاد، وكالات)
عاد الهدوء، أمس، إلى العاصمة الصومالية مقديشو بعد 26 ساعة من مواجهات مع عناصر حركة «الشباب» الإرهابية الذين تحصنوا في مبنى فندق «حياة» بعد استهدافه بعربة مفخخة، وسط انتشار أمني كثيف، كما سعى عناصر الطوارئ وخبراء تفكيك المتفجّرات إلى تطهير المبنى وإزالة الأنقاض.
وقال مصدر في الشرطة إنه «منذ صباح الأحد لم تواجه القوات الخاصة أي إطلاق للنار من مبنى الفندق».
وأضاف المصدر: «توقفت التفجيرات التي كانت تحدث بين حين وآخر ما يعني أن العملية قد انتهت، القوات الحكومة تعمل على التأكد من خلو مبنى الفندق من أي مخاطر، تحسباً لوجود متفجرات تركها المسلحون، قبل السماح للإعلاميين بتصوير الموقع».
وقالت مصادر إعلامية وطبية، أمس، إنه تم انتشال 9 جثث جديدة من تحت أنقاض الفندق ما يرفع عدد القتلى في الهجوم إلى 30 شخصاً و117 مصاباً بينهم 15 بحالة خطيرة. وأعلنت القوات الأمنية قتل كل المسلحين.
وأكد قائد الشرطة الوطنية الصومالية اللواء حسن حجار أن القوات الأمنية أنهت الهجوم الإرهابي على الفندق.
وأشار اللواء حجار في مؤتمر صحفي أمس، إلى أن القوات الأمنية أنقذت أكثر من 106 أشخاص من بينهم نساء وأطفال كانوا في موقع الحادث.
وأمس الأول، تبنّت حركة «الشباب» الإرهابية عملية بسيارة مفخّخة نفذتها عند فندق «حياة» الذي يرتاده مدنيون ومسؤولون حكوميون، أعقبتها مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية وعناصر من مقاتلي «الشباب» اقتحمت الفندق وتحصنت فيه. وقوبل الهجوم الانتحاري الذي شهدته العاصمة مقديشو بإدانات دولية واسعة.
وقدّمت السفارة الأميركية في مقديشو تعازيها لأسر الضحايا كما تعهدت بمواصلة دعم الصومال ومحاسبة القتلة، بينما أكدت السفارة البريطانية في مقديشو وقوفها إلى جانب الصومال في مواجهة الذين يسعون إلى تدمير ما تم تحقيقه.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بشدة الهجوم الإرهابي على الفندق في مقديشو، مؤكداً تضامن المنظمة الدولية مع الصومال حكومة وشعبا في حربه ضد الإرهاب.
كما أعربت القوات الأفريقية «أتميس» عن تضامنها مع الحكومة الصومالية لمواصلة القتال المشترك ضد الإرهابيين.
ويخوض الصومال حربا منذ سنوات ضد حركة «الشباب»، التي تأسست مطلع 2004، وهي حركة مسلحة تتبع فكريا لتنظيم «القاعدة»، وتبنت عمليات إرهابية عديدة أودت بحياة المئات.