شروق عوض (دبي)
سجلت وزارة التغير المناخي والبيئة، 274 نوعاً غريباً من الكائنات الحية مثل الطيور والرخويات والبرمائيات والأسماك والحشرات والثدييات المفترسة وآكلات الأعشاب والمواشي في البيئة المحلية، منها 250 نوعاً غريباً و24 نوعاً غازياً مثل (نبتة لانتانا المقوسة، طائر المينا النهري، الماعز غير المستأنس، الحمام الجبلي، نبتة دكتيلوكتينيوم ايجيبتيوم، المينا الشائع، وسوسة النخيل الحمراء).
وأوضحت هبة الشحي مدير إدارة التنوع البيولوجي في وزارة التغير المناخي والبيئة في تصريحات ل«الاتحاد»، أن تلك الأنواع تم رصدها خلال دراسة الوضع الحالي للأنواع الغريبة الغازية في الدولة وحصرها ضمن القائمة المرجعية الأساسية لهذه الأنواع في الدولة خلال عام 2017، ونشرت من خلال أداة النشر المتكاملة للمرفق العالمي لمعلومات التنوع البيولوجي (GBIF).
وحول تفاصيل أكثر عن الأنواع الغريبة الغازية في دولة الإمارات قالت الشحي: «إن دولة الإمارات ضمن جهودها لحماية البيئة المحلية والحفاظ على تنوعها البيولوجي وضمان استدامته، تطبق أنظمة وتقنيات للحد أو السيطرة على الأنواع الغريبة، وقد تم تصنيف بعض تلك تقنيات التابعة للقواعد الأخلاقية في الدولة بشأن الرفق بالحيوان ضمن أفضل الممارسات العالمية، ومن أهم التقنيات استخدام تقنية إنترنت الآفات مثل جهاز استشعار وتحكم ذكي عن بعد للفئران والآفات العامة، يهدف معرفة أنواعها ومعدلات انتشارها وغيرها الكثير».
النباتات الوعائية
وأشارت إلى تحديد خمسة أنواع من النباتات الوعائية كأنواع غازية في الدولة وهي: (عاقول المغربي، عشب رجل الغراب المصري، نبات اللانتانا المقوسة، نبات ثيوم الشائك، ونبات الغويف)، حيث استوطنت هذه الأنواع في دولة الإمارات ويجري العمل على احتوائها وإدارتها، كما ارتفع عدد أنواع النباتات الوعائية المدرج كانواع غريبة من 29 إلى 48.
وأضافت: «أما بالنسبة للطيور، فقد تم تحديد 29 نوعاً ذو أولوية، حيث تم إدراج طيور المينا النهري والمينا الشائع والحمام الجبلي وغراب المنازل وببغاء ألكساندرين وببغاء الدرة المطوقة، على أنها «غازية» في الدولة واعتبارها ذات أولوية في الإدارة، ومن المعروف تكاثر الأنواع الأخرى من الطيور بأعداد صغيرة مع إمكانية الانتشار، مما يتطلب مراقبة أعدادها وتقييم مدى تأثيرها».
5 أنواع من الثدييات المفترسة
وتابعت: «كما تم تحديد 5 أنواع من الثدييات المفترسة على انها أنواع غريبة غازية، وتشمل (الجرذان السوداء، الجرذان البنية، الفئران المنزلية، القطط البرية، والكلاب البرية)، بالإضافة إلى آكلات الأعشاب والمواشي مثل الماعز البري، في حين يعتبر الضفدع الآسيوي الشائع من البرمائيات الغريبة الوحيدة المسجلة في الدولة وهو المتسبب بانخفاض أعداد البرمائيات في جميع أنحاء العالم، نتيجة مساهمته بأمراض فطرية خطيرة، كما تم إضافة أربعة أنواع جديدة من الرخويات البرية إلى قائمة الرخويات الغريبة مثل ميالنيا المياه العذبة ذات الحواف الحمراء والقوقعة الأفريقية العملاقة والحلزون البري».
خمسة أنواع غريبة من النمل
وذكرت بأنه ضمن الحشرات، فقد تم تحديد خمسة أنواع غريبة غازية من النمل وهي (النمل المستبد المسطح، النمل الأرجنتيني، النمل السنغافوري، النمل الناري، ونمل الشبح)، بالإضافة إلى سوسة النخيل الحمراء، لافتة إلى أنواع النمل الغريبة هي مجموعة متنوعة من أنواع النمل الغازية التي تمتلك قابلية كبيرة للتنقل والانتشار في كافة أنحاء العالم، كما يتسبب بآثار سلبية على التنوع البيولوجي، في حين تم إدراج 14 نوعاً من الأسماك الغريبة ذات الأولوية في الإدارة، مع التركيز على منع إدخال المزيد من الأنواع إلى المناطق ذات الطبيعة الحساسة ودراسة جدوى استئصال الأسماك الغريبة من مسطحات مائية محددة كونها تتنافس مع الأنواع الأصلية، بالإضافة إلى استبعاد سرطان البحر الهندي-الباسيفيكي من أنواع الحيوانات المائية الأخرى الغريبة الغازية من القائمة حيث لم يتم الإبلاغ عن أي مشاهدات منذ العثور عليه منذ تسجيلها.
منافسة الأنواع المحلية
وأشارت هبة الشحي إلى أن الأنواع الغريبة التي يدخلها البشر بطريقة مقصودة أو غير مقصودة مثل الحيوانات الأليفة الغريبة، غالباً ما تتنافس مع الأنواع المحلية، ويمكن التسبب بأضرار كبيرة عليها، في حين يمكن أن تكون الأنواع الأخرى غير ضارة أو حتى مفيدة، ولكن عادة ما تظهر الآثار بعد سنوات عديدة، مما يجعل تطبيق أي تدابير وقائية غير مجدية، ضاربة مثالاً على تسبب ومساهمة الفئران السوداء والبنية في انقراض أو تقليص نطاق الثدييات والطيور والزواحف واللافقاريات المحلية من خلال الافتراس والمنافسة ضمن مناطق إدخالها في جميع أنحاء العالم، كما تعمل على إعاقة تجديد العديد من الأنواع النباتية من خلال التهام البذور والشتلات وغيرها الكثير من المخاطر التي تتسبب فيها مثل هذا النوع من الأنواع الغازية.
عوامل الانتشار
وبينت مدير إدارة التنوع البيولوجي في وزارة التغير المناخي والبيئة، أن الزيادات في التجارة العالمية للسلع والخدمات عن طريق البر والجو والبحر أدت إلى تسريع انتشار الأنواع الغريبة الغازية، حيث يشير تقرير توقعات البيئة العالمية الخامس أن العدد العالمي للأنواع الغريبة الغازية قد ارتفعت بنسبة 76 في المائة منذ عام 1970، علاوة على ذلك، كان إدخال الأنواع الغريبة الغازية الناجم عن التجارة العالمية مسؤولاً عن تعريض 20% من الأنواع المحلية للخطر، بينما قدرت الخسائر الاقتصادية بنحو 4.1 تريليون دولار أميركي في السنة، ويترافق هذا التهديد البيئي مع التحديات العالمية الكبيرة مثل التغير المناخي والاستخدام غير المستدام للموارد الطبيعية واستغلال الأراضي وتجزئة الموائل والتلوث.